الأب رفيق جريش
رغم النجاح الذى حققته المملكة العربية السعودية فى مؤتمر القمة العربية والتقاربات والمصالحات التى تمت فيه إلا أننی كعربی رأيت فى حضور الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى نغمة نشازًا فى الوسط العربى، وتساءلت ماذا أتى به إلى هنا؟
هل جاء يتسول المال والعطف على شعبه الذى جعله رهينة لسياسته ولعبه فى أنف الدب الروسى؟ أم جاء به إرضاء للولايات المتحدة الأمريكية؟ أم جاء نكاية فى روسيا - بوتين الذى أرسل برقية يتمنى فيها للمؤتمر النجاح؟ أم جىء به نكاية فى المُسيرات الإيرانية التى اشترتها روسيا وتحقق نجاحاً ملحوظاً فى سير المعارك؟ فى الحقيقة لم أفهم موقعه من الإعراب، ربما كل الأشياء التى ذكرتها وأكثر.
إن العرب فى الحرب الروسية - الأوكرانية لا ناقة لهم ولا جمل إلا بعض المكاسب فى قطاع الغاز والبترول، ولكن بلادًا عربية كثيرة تشترى الغلة والحبوب والقمح بأضعاف أضعاف ثمنها ومنها مصر، مما أصاب ميزانيات العالم الثالث بالعطب.
الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الأوروبية الغربية لا تريد إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا التى تحارب روسيا بالوكالة عنهم والدليل على ذلك أنه برغم مرور سنة ونصف على الحرب لا يوجد أى مبادرات للسلام بل لا يوجد أى مبادرات لوقف إطلاق النار.
والدليل على ذلك أيضاً أن الرئيس زيلينسكى بلفة واحدة لعواصم أوروبية روما – برلين - لندن استطاع أن يقنع قادتها بتوريد مزيد من الأسلحة والطائرات الـ F16 الحديثة فهو طوال الوقت يلح ويلح فى طلب مزيد من الأسلحة والمخازن الغربية مفتوحة على مصراعيها مع بعض دموع التماسيح على السكان الذين يموتون.
زيلينسكى هذا بجانب أنه يهودى وهذا لا يعيبه لأن هناك فى أوكرانيا جالية يهودية كبيرة إلا أنه طوال الوقت يغازل إسرائيل ويستعين بخبرائها العسكريين وأسلحتها فماذا جاء يفعل فى محيطنا العربى؟ أتمنى ألا یورطنا فى الحرب الدائرة مع بلاده.
هل يستطيع العرب وبعض البلاد العربية لعب دور الوسيط بين الدولتين أو بالأحرى بين روسيا والغرب كله؟ وما هى المقومات التى نمتلكها للعب هذا الدور وممارسة الضغوط الدبلوماسية على هذا وذاك؟
أخشى أن نتجرجر فى هذا المستنقع الروسى - الأوكرانى الذى هو أسوأ من المستنقع الڤيتنامى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ونحن لسنا مستعدين لذلك لأن اهتمامنا الأول هو قضايانا العربية وأولاها قضية فلسطين وكذلك تنمية بلادنا واقتصادها.
نصلى من أجل قادتنا حتى يعطيهم الله حكمة التمييز لصالح شعوبنا العربية المجروحة أغلبها من الفقر والصحة العليلة والجهل.
نقلا عن المصري اليوم