''الأنبا تواضروس الثاني هو البابا الـ118، مبروك عليكو'' بهذه الجملة أعلن الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك، اسم خليفة البابا شنودة على ''كرسي مارمرقس ''، زغاريد وهتافات ورنين أجراس الكنائس عمت أنحاء مصر عقب نطق الأنبا باخوميوس لجملته الأخيرة كقائممقام، مئات الأقباط أخذوا يتوافدون على دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون لمقابلة "سيدنا" و"أخذ بركته"، ووسط زحمة المهنئين حاور "مصراوي" البابا الجديد، لمدة دقائق خاطفة، تحدث خلالها عن الكثير من القضايا وشكل الكنيسة في عهده.
البابا تواضروس أكد على أن الكنيسة على علاقة جيدة بكل أطياف المجتمع، وأنها تعتز بالرئيس محمد مرسي لأنه هو الرئيس التي أتت به الديمقراطية، البابا أكد أنه سيستعين بنيافة القائممقام البطريرك، الأنبا باخوميوس، لأنه عمود من أعمدة الكنيسة، ورفض البابا الجديد بشدة "تهجير الأقباط" معتبرا هذه القضية تسيء لسمعة مصر أمام العالم مطالبا الدولة بحماية رعاياها..
- كيف استقبلت نبأ اختيارك "بابا" للأقباط؟ وكيف كان يوم "القرعة"؟
استقبلته بالدموع، نظرا للمسئولية الكبيرة التي وضعت على عاتقي، ويوم قداس "القرعة الهيكلية" كنت هنا في الدير وصلينا قداس في وقت بدري من الثالثة للخامسة صباحا ، وعقب معرفتي بخبر اختياري، ذهبت لمزار البابا شنودة وطلبت منه ألا يتركني في هذه المهمة الجسيمة.
- الأنبا باخوميوس قاد المرحلة الانتقالية بعد رحيل البابا شنودة بحكمة هل ستعينه مساعدا لك؟
بالطبع سأستعين به لما لديه من خبرة وسأخذ رأيه فهو حارس تقليد الكنسية، ولا أقدر الاستغناء عن دوره وخبرته ولا نصيحته، وباعتباري ابن من أبناء البحيرة أعلم جيدا مدى قدرته العالية على إدارة الأمور وستعلم الأجيال القادمة كم كان بارعا، وأنا أعرف جيدا أنه لا يحب تولي المسئوليات ولكنه سيقدم لنا خبرته ومشورته من أجل الكنيسة، وهأخد برأيه.
- هل سيكون للكنيسة دور سياسي في عهدك؟
الكنيسة في الأساس مؤسسة روحية، تهتم بالإنسان المسيحي، وهي موجودة على الأرض و لها دور اجتماعي فهي روحية أولا اجتماعية ثانيا. ولكنها ليست لها أي دور سياسي. السياسة لها قنواتها الشرعية موجودة داخل المجتمع مثل الأحزاب وغيرها من المؤسسات.
- هل ستقوم قداستك بإعادة هيكلة الكنيسة ومؤسساتها؟
الكنيسة لا تحتاج إعادة هيكلة ولكن ترتيب البيت من الداخل، وهذا الترتيب سيعمل على تجديد الطاقات داخل الكنيسة. ولا نستطيع الاستغناء عن أي قامة من قيادات الكنيسة. وطبيعة العمل تحتاج نوع من التغيير لذا سيكون هناك إعادة ترتيب.
- الشباب القبطي الآن بدأ في تشكيل حركات وائتلافات خارج الكنيسة كيف ترى هذا؟
ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف وأطلقت حاجز الحرية، وأصبح الآن كل واحد لديه قدرة للتعبير عما يريده، والشباب بلا شك عنده طاقة وأفكار وطموحات. الشباب كانوا زمان يتجهون للكاتدرئية ليتظاهروا دلوقتي بيروحوا مجلس الوزراء والشعب ويتظاهروا ويطالبوا بحقوقهم وهذا شيء جميل. وأرى أنه من الضروري الحوار مع الشباب بقلب منفتح جدا، وكلما تحاورت مع الشباب تنتقل لي خبرتهم فهم لديهم أساليب مبتكرة في الحوار ودائما لابد من حجة قوية لاقناعهم، فهم لديهم الكثير من وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التي لم تكن في عهدنا، والمهم الآن أن يكون لدينا في الكنيسة قلب واسع يستوعبهم.
- مشاكل كثيرة تنتظر نيافتكم فلنبدأ بـ"لائحة أقباط 38" الخاصة بالطلاق والزواج الثاني ما رأي قداستكم فيها؟
أولا أريد أن أؤكد إنه "لا طلاق الإ لعلة الزنا"، ولكن هناك بطلان زواج بمعنى أن الزيجة بُنيت على أساس خطأ ومن هذا المنطلق يمكن الطلاق. ولائحة أقباط 38 وضعها أعضاء المجلس الملي العام وليس أعضاء المجمع المقدس لذا فهي غير دقيقة وليست من الإنجيل كانت مجرد أفكار.
- الآن تتم صياغة دستور جديد للبلاد مارأيكم في المسودة الأولى للدستور؟
الدستور أصل كل القوانين وينبغي أن يقوم على منهج المواطنة. ونحن في انتظار أن تخرج المسودة النهائية للدستور دون أي إضافات أو تلميحات ذات طابع ديني. الدستور يجب أن يضمن العيش المشترك بين المصرين. وانا علمت أن المادة الثانية ستبقى كما هي دون تغيير.
- هناك بعض الدعوات التي تنادي بتطبيق الشريعة ما رد قداستكم؟
يمثل ذلك إقصاءً للأقباط ونحن جزء من هذا البلد، لا نريد أن يحمل دستور الثورة بنود خاصة، هو دستور لكل المصريين ونريده أن يضمن المواطنة والمساواة والمبادىء الأساسية لكل مواطن.
- ماذا سوف تطلب من الرئيس مرسي في أول لقاء بينكم وكيف ستتعامل الكنيسة مع تيارات الإسلام السياسي؟
في أول لقاء بينا سأشكره على التوقيع على مرسوم تعيني بطريركا، الرئيس محمد مرسي، نعتز به لأنه جاء بانتخابات ديمقراطية لأول مرة على أرض مصر، وهو لسه في بداية الشهور الأولى لحكمه، ونأمل أن يقود البلاد في مشروع النهضة الحقيقة في كل مصر ولكل المصريين. ونحن نتعامل عن طريق المحبة والسلام مع الجميع أيا كانوا.
- هل هنأ الرئيس قداستكم؟
هنأني الكثيرون وأتلقى كل لحظة مكالمة، وكلمني لحد دلوقت بشكل رسمي وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين واتصل بي أيضا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب.
- لا زالت هناك مشاكل متعلقة ببناء الكنائس كيف ستتحدث مع المسئولين حول هذا الملف؟
كثيرا ما نسمع عن قانون لدور العبادة الموحد، ولكن دون عمل على أرض الواقع. هذا السؤال يجب أن يوجه للمسئولين. لا أتصور مجتمع عايز يعيش في سلام يصنع مشاكل، ما الذي يضير الآخر من بناء الكنائس أرى علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع .
- الفترة الأخيرة كانت هناك عمليات تهجير للأقباط ماتعليق قداستكم حول هذا الأمر؟
تهجير أولادنا يصدر صورة سيئة عن مصر أمام العالم "سيئة". وشيء بغيض أن يتم تهجير مواطنين هم جزء أصيل من هذا البلد. والدولة عليها دور أساسي وهو حماية رعاياها داخل وخارج مصر ويجب أن تكون هناك قوانين رادعة ومفعلة للقضاء على مثل هذه الأشياء.
- كيف ستكون علاقة الكنيسة بالأزهر والطوائف المسيحية الأخرى؟
علاقة تسودها المحبة بالطبع، الأزهر بيمثل الإسلام الوسطي والاعتدال، ونحن نعمل سويا في الكثير من القضايا. وستظل هذه العلاقة الطيبة مستمرة. وردا على الجانب الآخر من السؤال أن أرى ضرورة فتح حوار مع الطوائف المسيحية الأخرى ونحن ككنيسة قبطية قلبنا مفتوح للجميع. وكل المسيحيين في مصر يجب أن تجمعهم حياة الشركة ولا بد من وجود عمل مشترك بيننا.
- بعض الأقباط كانوا يطالبون بإلغاء القرعة الهيكلية والاكتفاء بالانتخابات هل ستقوم بإلغائها؟
القرعة الهيكلية فكرة رائعة، ولها سند كتابي حيث تم إجرائها في سفر أعمال الرسل. والانتخابات تظهر الشعب عايزة والقرعة بتظهر ربنا عايز أيه. فالبشر يكون لهم دور وربنا له دور في اختيار البابا.
- البابا تواضروس سيسير على خطى البابا شنودة أم الأنبا باخوميوس؟
أنا تلميذ في مدرسة البابا شنودة والأنبا باخوميوس، فلقد نشأت في إيبارشية البحيرة ومطرانها الأنبا باخوميوس وتعلمت منه الكثير، ولقد عاصرت البابا شنودة وأعلم جيدا كيف أدار الكنيسة بحكمة ومحبة وبصلواتهم هما الاتنين هاخدم شعبي.