جمال رشدي يكتب
تشهد محافظة المنيا في مثل ذلك التوقيت من كل عام احتفالات دير السيدة العذراء بمدينة سمالوط، وهي مناسبة تبارك ذلك المكان بقدوم العائلة المقدسة بقيادة الطفل يسوع وأمه العذراء ومكوثها لبعض الوقت، ولمن لا يعرف، بأنني أتشرف بأن أكون ابن تلك المنطقة التي تكتظ بالكثير من الأثار التاريخية والتابعة لمطرانية سمالوط، تحت قيادة المطران الدكتور الأنبا بفنوتيوس.
بدأت فاعليات الاحتفال ذلك العام الخميس الماضي الموافق 18 مايو ولمدة أسبوع، وأثناء ذلك هناك غرفة عمليات لإدارة الحدث تحت قيادة محافظ المنيا السيد اللواء أسامة القاضي ونائبه الدكتور محمد أبو زويد مع اشتراك جميع الجهات المختصة التنفيذية والأمنية لوضع ترتيبات لتلك الفاعليات الاحتفالية للحفاظ علي امن الوافدين الذين يقدرون باثنين مليون زائر، وفي تلك المناسبة انتهز الفرصة لأتقدم بالشكر والتقدير لجميع الأجهزة وخصوصًا الأمنية وفي القلب رجال الأمن بمركز شرطة سمالوط شرق وغرب، لما يبدلوه من مجهود كبير في ذلك الحدث الهام والمنتظر سنويًا.
ولا ننسي دور مطرانية سمالوط التابع له دير العذراء وقائدها المطران الدكتور الأنبا بفنوتيوس في قيادة تلك الفاعليات وتسهيل كل الأمور بالتعاون مع أجهزة الدولة المختصة على الزائرين للتبارك من المكان وسهولة التحرك وتوفير كل سبل الراحة من احتياجات التواجد والمعيشة
ونقلا لمشهد الاحتفال داخل الدير فهناك ترتيبات كبيرة لتنظيم تواجد الباعة كلا في مساحته المخصصة لنوع بضاعته، وهناك الألعاب الترفيهية الشعبية الأخرى، وها هم الزائرين بالألاف يسيرون في الشوارع بين الباعة ويذهبون إلي الأماكن المقدسة للتبارك منها فمثلًا هناك كنيسة السيدة العذراء الأثرية والتي قامت الملكة هيلان أم الإمبراطور قسطنطين ببنائها عام 328 م، حيث تم حفرها في الصخر لما تحوبه علي مغارة أقامت فيها العائلة المقدسة لمدة ثلاث أيام، وهناك الكثير من الأماكن الأثرية التي كانت بدائية الوجود قبل قدوم المطران الدكتور الأنبا بفنوتيوس، وبدوره قام بأعمال عظيمة في ذلك الدير وكان علي الرأس فندق العائلة المقدسة وهو يقع علي سفح الجبل محتضن الطبيعة والنيل مقابل لكنيسة العذراء الأثرية، ويحتوي علي العديد من الخدمات التي تناسب جميع المستويات وهو أيقونة للسياحة الدينية في مصر حيث يربط الشمال بالجنوب المصري ويعتبر القنطرة العابرة لجميع أنواع السياحة.
أما عن نوعية الوافدين فهم من جميع المستويات لكن الغالب هم الزائرين أولاد الريف المصري ومعظمهم من القري المحيطة والتابعة لمركز سمالوط ومحافظة المنيا حيث يطلق عليه البعض (مصيف الغلابة) حيث تقوم الكثير من العائلات بالمكوث طوال الأسبوع في الدير كعادة اجتماعية موروثه من تاريخ تواجد تلك الفاعليات .
وبجانب ذلك الدير يقوم الزائرين في ذلك الأسبوع بزيارة أماكن اثريه أخري في المحيط الجغرافي للدير مثل كنيسة ابسخريون الفليني الواقعة في قرية البيهو والتي تم نقلها بمعجزة من قلين بكفر الشيخ إلي قرية البيهو بسمالوط في القرن السادس عشر، تقع تلك القرية في الجانب الغربي للنيل مقابل دير العذراء الواقع شرق النيل فوق الجبل الذي يعلو عن الأرض بحوالي 100 متر، وقد انضمت كاتدرائية شهداء الوطن والأيمان بقرية العور صاحبة العدد الأكبر من الشهداء أل 21 الذين استشهدوا علي يد داعش في ليبيا عام 2015 والتي تقع في الجانب الشمالي الغربي لمدينة سمالوط وتبعد عن دير العذراء حوالي 12 كيلو، ولها أهمية خاصة في ارتباطها مع دير العذراء وكنيسة ابسخريون بالبيهو، لان الكثير من الزائرين يأتون من الجانب الغربي المتواجد فيه تلك الكنيسة وقد طالبت مطرانية سمالوط من قبل بوجود تفريعه طريق تربط الكنيسة بالمحور الذي يربط الدائري الغربي بالشرق والذي يمر بالقرب من الكنيسة وذلك حفاظًا علي الأمن الاجتماعي للمواطنين الذين يذهبون إلي سمالوط أولا ومن ثم يعودون مرة أخري عبر بعض القري إلي كنيسة شهداء العور، مما يؤدي في الكثير من الأحيان بسبب الزحام إلي بعض المناوشات ومن هنا يتحمل رجال الأمن الكثير من المتاعب للحفاظ علي امن المنطقة وحياة الزائرين.
نقلا عن جريدة الوفد