زهير دعيم
نعم أقولُ الحقَّ ولا أُجاملُ ...
وكيف أُجاملُ والتّاريخ والذّكريات يقولانِ كلَّ شيء ، ويحكيانِ كلّ شيء ؟!.
فقد كُنتَ ايّها المُنتقل عنّا الى الأمجاد السّماويّة الأستاذ الفاضل والجار الجميل :
موسى ميخائيل خوري
كُنتَ أُستاذًا مِعطاءً ؛ تُعطي من روحِكَ وقلبِكَ ، تُعطي ولا تنتظر بديلًا . فتفرض احترامَكَ على الطّاقم التّدريسيّ الذي أحبّك وقدّرَكَ عاليًا ، فاستشاركَ وأخذ برأيك في الكثير من المواقف والظّروف .
كما وفرضْتَ هيْبَتَك الأبويّة الحنونة على الطُّلّاب والطّالبات ، فأيقنوا أنّك لسْتَ مُعلّمًا فقط بل أبًا غيورًا يفيضُ حنانًا وتحنانًا .
ولماذا أبتعدُ كثيرًا !!!
وأنتَ الجارُ ونعْم الجار .
الجار الباسم أبدًا والمُتفائل دومًا ، والمؤمن بإلهٍ أحبَّ البشر وبذل نفسَه لأجلهم ، فزرعَ فينا وبنا المحبّة التي تجلّت في الكثير الكثير من نهج حياتِكَ ، وفي أُسلوبك الشّيّق القريب من كلّ القُلوب .
غادرتنا أُستاذنا الجميل وتركتَ في القلوب والنّفوس غصّاتٍ ، وفي العيونِ دموعًا ، ولوّنتَ الذّكرياتِ بلونِ الحياة. فاهنأ جارنا الغالي في رِحابِ مَنْ كتب قصيدةَ الفِداء بدمه الثّمين على الصّليب ، وارتعْ سعيدًا في فردوس النّعيم ، ولا تقلق فقد تركتَ أسرةً جميلةً ، مُتحابّة ، لها في كلِّ القلوب زوايا دافئة وبصمات جميلة .
ولا تنسَ أن تطلّ بروحك الهائمة بين الحين والآخَر فوق حارتنا القديمة وتُكحّل عينيْكَ بشذا حَبَقِها وعطرِ نعناعها .
" الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا "