لم يتحدث كثيرًا عن حياته الشخصية، اكتفى بالإشارة إليها كخطوط عريضة، دون الخوض في تفاصيل، فكان حديثه عن الفن أعمق بكثير، ولقاءاته مع زملاء المهنة، حملت الكثير من الدفئ والحب، التي جعلتها مادة ثرية لتناولها، بدلًا من الكشف عن تفاصيل حياته، خاصة الزوجية.
سمير صبري «الفتى الجان الوسيم»، الذي استطاع حفر اسمه وسط عمالقة الإعلام والفن، فكان مميزًا في تقديمه، وحواره، وفنه، لم يشبه أحد، ولم يقترب منه أحد، كانت البهجة عنوانه، وتقصي الحقائق غايته.
لم يكتفي الراحل سمير صبري، بالبحث عن «لغز السندريلا» فقط، بل حل ألغاز كثيرة، سردها في مذكراته، التي صدرت عام 2020، وحملت اسم «حكايات العمر كله»، ليحكي بين السطور، عن زوجته الإنجليزية، ونجله الوحيد الذي لم يذكر اسمه، بل اكتفى بنشر صورة تجمعه وزوجته وهو شاب صغير.
«زوجتي كانت جميلة جدًا، هي الحب الضائع في حياتي، الذي أندم الآن ندمًا شديدًا لأنني لم أستطع الحفاظ عليه، لأن حبي للفن كان أكبر من أي شيء».. هكذا وصف الفنان سمير صبري زوجته، مؤكدًا في ثنايا سطور مذكراته، إن أهله كانوا سيرفضونها لجنسيتها: «أحببتها واقتربت منها، بعدما تركت حبيبها مدرس اللغة الإنجليزية، فتركت الإسكندرية قادمة إلي بمنطقة الزمالك، لأتزوجها سرًا».
لماذا قال سمير صبري في مذكراته إنه شعر بالندم تجاه زوجته وابنه؟
لم يستطيع مواجهة أهله، خاصة بعدما علم بحملها، بحسب ما ذُكر: «وافقت على إنجاب طفلي في الخارج، لحصوله على الجنسية الإنجليزية، وبسبب انشغالي في الفن، قررت زوجتي العودة إلى بريطانيا، وإنجاب طفلها هناك، وبقينا على اتصالات وزيارات، ولا أنسى أول مرة شيلت ابني بين إيديا، وعارف معاناته في الحياة وهو بعيد عني نفس الطفولة اللي عشتها».
استطرد وهو يعبر عن ندمه: «كنت أدركت معاناة ابني في الحياة وهو بعيد عني، لم أستطع مواجهة أبويا وأمي، بأنني تزوجت وأنجبت، وأنهما يعيشان في لندن، لكن أشعر بالندم لعدم الحفاظ على ابني وزوجتي».