حمدي رزق
مر مرور الكرام والناس نيام، خبر تصدُّر بنت مصر، «نور الشربينى»، التصنيف العالمى الجديد للسيدات فى الخامس عشر من مايو الجارى، تصنيف رابطة اللاعبين المحترفين للاسكواش (PSA).
تصدرت نور التصنيف، للأسبوع الثانى على التوالى، وذلك بعد تتويجها مؤخرًا ببطولتى بريطانيا المفتوحة وبطولة العالم.
وتصدرت «نور» التصنيف بعد أكثر من عام من هيمنة زميلتها «نوران جوهر» على صدارة تصنيف السيدات، لـ57 أسبوعًا على التوالى، بعدما أكملت عامًا فى الصدارة فى الأول من إبريل الماضى.
المنافسة على الصدارة العالمية بين نور.. ونوران، يا له من إنجاز فريد، يحدث هذا فى مجتمع لا يزال بعضه يعتبر شعر المرأة «عورة» ويتحفظ على خروجها من منزلها، ويحاسب الفتيات على ملابسهن، ويتشدد سلفيًّا حتى النخاع.
بطلات الاسكواش يرسلن رسالة معتبرة، تتحدى بالمضرب جماعة القفة والشوال والشادور، بنات الاسكواش يخلعن الإسدال.
الفتاة المصرية تكسر الهيمنة الذكورية بالمضرب، وجه جميل للمرأة المصرية يشرق عالميًّا، نور ونوران تعوضان غيابًا طال للمرأة المصرية عن المحافل الدولية بفعل الموروثات المرضية.
مثير للإعجاب هيمنة الفتاة المصرية على لعبة الاسكواش، أكثر إثارة للإعجاب، نظرًا لقلة عدد النساء اللائى يمارسن اللعبة، وبرغم ذلك سيطرن بشكل كبير على الساحة العالمية، الأربعة الأوليات بين أفضل 10 لاعبات وفق التصنيف الأخير، هن مصريات، على الترتيب، نور الشربينى (المركز الأول)، نوران جوهر (المركز الثانى)، هانيا الحمامى (المركز الثالث)، نور الطيب (المركز السادس).
وفى الرجال، وفق التصنيف الأخير، مصطفى عسل (المركز الثانى)، على فرج (المركز الرابع)، مروان الشوربجى (المركز السادس)، طارق مؤمن (المركز السابع)، مازن هشام (المركز التاسع).
هيمنة مصرية كاملة على التصنيف العالمى، رجالًا ونساء، كبارًا وناشئين، مصر تتسيد اللعبة الأنيقة تمامًا، التصنيفات تقريبًا مصرية بالكامل إلا فيما ندر.. العالم يتحدث عن الهيمنة المصرية على لعبة الاسكواش عالميًّا ولسنوات مقبلة.
لعبة الاسكواش فى مصر تقدم دروسًا للراغبين فى المنافسة عالميًّا، معلوم أن النجاح يولد نجاحًا.. ومدرسة الاسكواش المصرية عنوان عريض للنجاح.
الثابت أن أبطال الاسكواش فى مصر يتوالدون كالأرانب، يولدون أبطالًا، لغز الهيمنة المصرية على اللعبة يحير العالم، دهشة ممزوجة بالإعجاب، ونحن ولا هنا.
تدهش من عدم الاهتمام اللائق إعلاميًّا بالإنجاز العالمى، الإعلام الرياضى مهووس كرويًّا، مضروب بالأحمر والأبيض، ولا يقتات إلا أخبار كرة القدم، ويفتح لها صفحاته بسخاء، للأسف أخبار أبطال الاسكواش خجولة تظهر فى المناسبات، وعلى استحياء، رغم أنها تستحق احتفاء.
تألق مدرسة الاسكواش المصرية وسيطرتها على اللعبة عالميًّا نموذج يجب أن يُدرس وطنيًّا، لو كان هناك بعض الرشادة فى اتحادات الألعاب الرياضية الفردية الأخرى لتم رصد أسباب تميز مصر فى هذه الرياضة ليتم تطبيق هذا النموذج الباهر على الرياضات الفردية، لكنها فى الأخير رياضات مظلومة مضطهدة من «الكورتجية» المضروبين بالساحرة المستديرة، المسيطرين المهيمنين على الذهنية المصرية، المزاج المصرى كروى جدًّا.
يستوجب الاحتفاء بأبطال هذه القافلة البيضاء، التى تمضى بنجاح وتتوالد أبطالًا تلو أبطال، ويلزم تكريم أقطاب مدرسة الاسكواش المصرية فى المحافل والمواقع الرياضية، وقبلًا يصح توجيه الاهتمام الكافى بالألعاب الفردية. هى السبيل لرفعة اسم مصر فى المحافل الدولية.
نقلا عن المصرى اليوم