حمدي رزق
إلا إذا حدث زلزال انتخابى فى بلد ضربته الزلازل الطبيعية قبيل الانتخابات الرئاسية مباشرة.. «أردوجان» رئيسًا لتركيا لخمس سنوات مقبلة، لافت تصويت سكان منطقة الزلزال لصالح أردوجان!!
نصر بلا حسم، وإخفاق بلا هزيمة، نصر مؤجل للمرشح الرئيس «أردوجان» وإخفاق مؤكد لمنافسه «أوغلو»، كما يقولون (بالتركى) إذا لم يحسمها «أوغلو» من الجولة الأولى، يصعب عليه حسمها تاليًا.. ولأسباب..
صحيح لم يتمكن المرشح الرئيس «أردوجان» من حسم معركة الرئاسة من الجولة الأولى، ولكن نتائج الجولة الفائتة تؤشر على فوزه بجولة الإعادة، تفوق على منافسه «أوغلو» بفارق 5% تقريبًا من الأصوات، وهى نسبة من الصعب تجاوزها فى جولة الإعادة.
وبالرغم من تراجع الأصوات التى حصدها «أردوجان» فى الجولة الأولى مقارنة بانتخابات 2018 حينما حصل على 52.6% من الأصوات، فقد أثبت «أردوجان»، الذى يحكم البلاد منذ عام 2003 رئيسًا للوزراء ثم رئيسًا، أنه ما زال «الحصان الرابح» المؤهل لحسم السباق.
عوامل فوز «أردوجان» الذاتية يتحدث عنها شخصيًا بلسان زرب، يجيد الخطابات الانتخابية المؤثرة، والأسباب الأخرى كثيرة، أولها إخفاق المعارضة فى تكتيكات مواجهة خصم قوى قدماه على الأرض، وراءه كتلة تصويتية إخوانية صلبة، وتحالفات برجماتية موقوتة مع القوميين الأتراك، ترفده بالمزيد من الأصوات التى كانت عصية على الترويض.
تحليل النتائج التى تمخضت عنها الجولة الأولى يقول بإخفاق المعارضة فى اختيار المنافس القادر على هزم «أردوجان»، اختيار «أوغلو»، وشخصيته المناقضة لـ«أردوجان» وليست المنافسة كانت سببًا، الاختيار بين نقيضين عادة يكون فى صالح الخبرة، ميلًا للأمان.
أيضًا، تحالف المعارضة وأقطابه ركزوا على تمزيق صورة «أردوجان»، والمراهنة على فئة الشباب، ولم يقدموا بديلًا، برامج انتخابية فاعلة ومؤثرة، وتغاضوا عن أن غالبية الشعب التركى لا يفضل وسائل التواصل الاجتماعى انتخابيًا، تلك التى اتخذها «أوغلو» منصة لحملته الانتخابية، المعارك الانتخابية تُكسب على الأرض وجهًا لوجه وليس فى الفضاء!
أحزاب المعارضة دخلت المعترك التصويتى واثقة الخطى، كأنها حظيت بالفوز قبل إلقاء أول صوت فى الصناديق، احتفلت بالانتصار مبكرًا، وتوفرت على توزيع الحقائب الوزارية على أعضائها صباحًا قبل أن يأتى المساء.
ساعتان فحسب على بدء فرز الأصوات، وكتب «أوغلو» على «تويتر»: «نحن متقدمون»، كما أعلن القيادى بحزب الشعب الجمهورى المعارض عمدة إسطنبول «أكرم إمام أوغلو»: «لقد فزنا».
التسرع فى إعلان النتائج من جانب المعارضة أدى إلى صدمة مع الإعلان عن تقدم «أردوجان» على «أوغلو».
لافت غضبة رئيسة حزب «الجيد»، السيدة «ميرال أكشينار»، وتحميل «أوغلو» مسؤولية خسارة الانتخابات الرئاسية فى الجولة الأولى رغم دعم ستة أحزاب متحالفة له، فضلًا عن «حزب الشعوب الديمقراطى» الكردى.
«ميرال» سابقًا كانت رافضة لاختيار «أوغلو» مرشحًا موحدًا للمعارضة، وهذا يؤشر على ما ينتظره تحالف «الأمة» المعارض إذا خسر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معًا، سيتفكك حتمًا، ويعود أحزابًا متنافرة.
خلاصة القول فى التحليلات المعمقة، المرشح الرئيس «أردوجان» يفهم شعبه جيدًا، فمنذ إعلانه عن موعد الانتخابات المبكرة فى يناير 2023 لم يمر يوم واحد دون نشاط فعلى، ووعد انتخابى، وتذكير بالإنجازات السابقة، وتقديم امتيازات جديدة للمواطنين، كرفع المرتبات والمعاشات، والإعفاء من الضرائب وفواتير الغاز، وافتتاح المشروعات الكبرى، فقد قدم «أردوجان» فى أربعة أشهر أكثر مما قدَّمه فى آخر أربع سنوات من حكمه.
نقلا عن المصرى اليوم