محرر الأقباط متحدون
في إطار زيارته لإيبارشية ميلانو، ضمن جولته الرعوية الحالية لإيطاليا، صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، صباح اليوم القداس الإلهي في كنيسة القديس يوسف الرامي، بمقر مطرانية ميلانو الجديد. وهو أول قداس يُصلى بهذه الكنيسة الجديدة.
شارك في القداس إلى جانب نيافة الأنبا أنطونيو أسقف ميلانو، صاحبا النيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا لوقا أسقف جنوب فرنسا والقطاع الفرنسي من سويسرا، والراهب القس كيرلس الأنبا بيشوى مدير مكتب قداسة البابا، والآباء رهبان وكهنة إيبارشية ميلانو، وحوالي ٥٠٠ شماس من خوارس شمامسة الإيبارشية، وعدد من أبناء الشعب القبطي بميلانو.
وألقى قداسة البابا عظة القداس، تناول خمسة معاني خاصة بعلاقة الإنسان بالله من خلال نص أوشية الإنجيل، في العبارة "لأنك أنت حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاؤنا وشفاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا"، من خلال:
١- حياتنا: لأن كل إنسان يُمثل المسيح في حياته، في أي مكان وفي أي عمل وفي أي عمر، "وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ" (٢كو ٢: ١٤، ١٥)، ويجب أن يكون نموذج وقدوة في الإيمان والطهارة والخدمة وفي العمل والعلاقات الاجتماعية وفي كل أمر.
٢- خلاصنا: لأن المسيح على الصليب تمّم الخلاص لكل العالم، "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" (يو ٣: ١٦)، ولكي يتمتع الإنسان بخلاص المسيح يجب أن يمتلك القلب النقي من خلال الحياة الروحية وقراءة الإنجيل والصلوات وممارسة الأسرار والخدمة.
٣- رجاؤنا: لأن الإنسان الذي يسير مع الله دائمًا يشعر بالرجاء لأن الصليب هو رجاءنا وخلاصنا، "«غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»" (لو ١٨: ٢٧)، فالله يستطيع أن يجعل الإنسان يبدأ بالخدمة والتكريس بساعة ثم ساعتين ويزداد شيئًا فشيئًا، "لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ،.. لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ" (إر ١: ٧، ٨).
٤- شفاؤنا: قد يتعب الإنسان جسديًّا أو نفسيًّا أو روحيًّا، وقد يبتعد عن وطنه، ولكن الله قادر أن يشفي كل الأمراض، ويُعد الإنسان للخدمة في أي مكان، ويجب على الإنسان الطاعة.
٥- قيامتنا: الله يُعطي الإنسان دائمًا القوة والقدرة والشجاعة والقيامة من كل الضعفات، حتى يصير قادرًا على تحمل مسؤوليته وخدمته.
وأشار قداسته إلى تكرار كلمة "كلنا" هي تعبيرًا عن الجماعية وأصوات الشمامسة معًا في الصلوات والتسبحة كالأصوات السمائية.
واستقبل قداسته قبل القداس رئيس أساقفة ميلانو للكنيسة الكاثوليكية، المونسينيور ماريو ديلبيني، الذي جاء للترحيب بقداسة البابا. ودار بينهما حوارًا وديًّا.
وفي المساء كان لقاء قداسة البابا مع شباب إيبارشية ميلانو، والذي احتضنته كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا أنطونيوس بميلانو، واستقبل الشباب قداسة البابا استقبالًا حارًا، مؤكدين أنهم تعلموا من قداسته محبة الكنيسة ومحبة مصر، والمحبة للجميع بشكل عام، مما جعلهم أن يتخذوا من الآية "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (كورنثوس الأولى ١٣: ٨) شعارًا لهم في كل أمور حياتهم، بفضل ما تعلموه من قداسته.
وقدموا الشكر لقداسة البابا على مجيئه وزيارته لهم، ورددوا لحن "أكسيوس آڤا تواضروس....". ثم عرضوا فيلم لترنيمة جميلة عن محبة الكنيسة وشكر لقداسة البابا.
وعقب انتهاء كلمة قداسة البابا قدم الشباب عرضًا تقديميًّا للخدمات التي يقومون بها في الإيبارشية.
بعدها جاءت كلمة قداسة البابا والتي قدم فيه روشتة طبية من خلال كلمات معلمنا بولس الرسول:
"اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ." وهذه الروشتة هي التي تجعل الإنسان يسير في طريقه المسيحي الحقيقي، كالتالي:
١- اِسْهَرُوا: انتبهوا فالعالم ملئ بالكثير ويجب أن يختار المسيحي ما هو مناسب له مثال على ذلك القديسة ثيؤدورا التي التحفت بالطهارة أمام شهوات العالم.
٢- اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ: وإيمان الإنسان هو اعتقاده.
مثال معاصر: شهداء ليبيا: فعندما تعرضوا لأمر يهز إيمانهم لم يوافقوا وثبتوا على الإيمان. وقد كتب يوحنا "هذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا" (يوحنا الأولى ٥: ٤) اجعل احساس أن مسيحك معك لا يتركك.
٣- كُونُوا رِجَالاً: أي كن ناضجًا، واعيًا، فاهمًا، ولا تكن متكبرًا. إذا توليت عملًا أو خدمة كن على قدر المسؤولية
٤- تَقَوَّوْا: أي كن شخصًا مليئًا بالقوة التي نستمدها من مفردات حياتنا الروحية، عش بالتقوى ومخافة الله، فكنيستي هي سبب القوة في حياتي، فهي بيتى، هي أمي وهي سر فرح حياتي.
٥- لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ: اجعل حياتك مبنية على المحبة، قد تكون علاقتك مع الآخرين مبنية على الفلوس أو المناصب... إلخ.
وعقب العظة أجاب قداسته على عشرة أسئلة، من بين مجموعة كبيرة من الأسئلة، كان شباب ميلانو قد جمعوها من خلال تطبيق إلكتروني (application)
وقدم قداسته في إجاباته على الأسئلة شرحًا مستفيضًا لكل إجابة.