حمدي رزق
عيد القمح من أقدم الأعياد المصرية، إذ يرتبط بفصل الحصاد «شمو»، الذى يبدأ من فبراير حتى يونيو.
تدشين موسم حصاد القمح رئاسيًّا من «شرق العوينات» يعيد القمح إلى صدارة الأولويات الوطنية، والحصاد والحمد لله مبشر.
بُشرة خير، والخير على قدوم الفلاحين، أنّ الفلاحين معقود فى نواصيهم الخير، ومجلس الوزراء وافق على اعتماد سعر توريد القمح من الفلاحين، الإردب (1500 جنيه بزيادة قدرها 74% توريدات عام 2023)، دعمًا لمزارعى القمح، وتشجيعًا لهم على زراعة القمح وتوريده. (توريد القمح يكلف الموازنة 45 مليار جنيه، بزيادة 19 مليار جنيه عن العام الماضى).
حسنًا قررت الحكومة دعمًا مقدرًا، الفلاح يستحق، والفلاح أولى بالدعم من الاستيراد، والقمح المحلى لا يُعلى عليه، مواصفة جيدة، والأمل معقود على نفرة الفلاحين إلى زراعة القمح، السعر عادل بل ومغرٍّ، والحاجة ملحة لكل إردب زيادة، ونحلم برغيف من قمح بلدى، وهل من مزيد..
وبالسوابق الرهان على الفلاح المصرى لا يخيب أبدا.. الفلاح المصرى مفطور على العطاء، وكريم، معطاء، وأجود من الريح المرسلة، ووقت الشدة شديد، وعبر عنه الفلاح العتيد «محمد أبوسويلم»، قام بدوره طيب الذكر العظيم «محمود المليجي» فى ملحمة «الأرض لو عطشانة» بمأثورته الخالدة: «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة».. هذه هى الوقفة المطلوبة، وقفة رجالة فى ضهر الدولة المصرية فى ظل أزمة القمح العالمية، قُربى لشعب الطيبين، محبة فى أغلى اسم فى الوجود، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة.
فرض عين على كل فلاح أصيل، وليس فرض كفاية زراعة القمح العام المقبل وتوريد كامل قمح هذا العام إلى الحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد بالدولار فى ظل أزمة الأقماح العالمية.
هذا وقت البذل والعطاء، وليس هذا وقت معاندة، أو متاجرة أو مزايدة.. سعر التوريد مرض، وبالحساب تقريبًا يعادل السعر العالمى، والحاجة ماسة للتوريد الاختيارى دون اللجوء للتوريد الإجبارى.
البلد فى شِدة، ولا نملك رفاهية عدم زراعة القمح، ما يضطر الحكومة لاستيراد أضعاف الإنتاج، بكلفة ضخمة من لحم الحى، وبالدولار واليورو والروبل الروسى والهريفنا الأوكرانية، وأخيرًا بالروبية (العملة الهندية).
الحكومة تترجى الله فى طن قمح زيادة بعد شُح القمح الأوكرانى والقمح الروسى من جراء الحرب، والقمح المحلى ما شاء الله عليه يطرح فيه البركة، والأحوال الجوية والحمد لله مساعدة على تمام وسرعة النضج، وامْتَلأت السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات.
هذا ليس وقت اختيار، لا نملك رفاهية الأيام الخوالى.. وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصرى صاحب مروءة، وشهامة، وبذل، ونخوة.. ولم يتأخر يومًا عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مِغرّق الغيطان، ولا عمره اشتكى ولا قال آه.
وياكلها بِدُقة، وحامد ربه وشاكر فضله وكرمه، ومنيته فى الدنيا سترة البنات، ولقمة هنية، وصلاة الفجر حاضر، وحاضر فى غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، ثقة فى فالق الحب والنوى أن يكرمنا بحصاد يكفينا مؤنة الاستيراد، وناكلها بدقة ولا سؤال اللئيم.
نقلا عن المصرى اليوم