يحكى أن ثلاثة من الشباب أحدهما مسيحي والثاني مسلم وثالثهما يهودي … كانوا أصدقاء لم يفرقهم شيء ،لسنوات طوال كانوا يلهون ويلعبون ويذهبون لشرب الكحول واصطحاب الفتيات.
 
وعندما شعروا أنهم يسيرون في طريق الباطل قرروا ثلاثتهم أن يتجهوا إلى الله .
 
بدأ كل منهم يذهب في طريقه،اليهودي إلى المعبد،والمسيحي إلى الكنيسة والمسلم إلى المسجد.
وبعد أن كانوا لا يفرقهم شيء أصبحوا يوما بعد يوم يبتعدون عن بعضهم البعض ،حتى السلام لم يعودوا يلقونه على بعضهم، لقد انقلبوا من اصدقاء وإخوة إلى أعداء يتربص كل منهم بالآخر .
 
تلك باختصار هي قصة البشرية، قصة الصراع الأبدي بين البشر…يجمعهم كل ماهو طبيعي وتلقائي وفطري ،ويفرقهم الدين !
 
كيف ؟ ولماذا ؟ كيف يكون الطريق إلى الله مفروشا بدماء بعضنا البعض؟ 
كيف نتقرب إلى إله رحيم بأفعال قاسية،وإله عادل بظلم الآخر؟ 
كيف يكون الطريق إلى النور يخيم عليه ظلام أسود؟
 
كل هذا وأكثر يحدث باسم الدين فالناس أصبحوا يعبدون الدين،لا الديان.
 
باسم التدين الكاذب تُرتكب كل الفواحش،وتنتهك كل الحقوق ،وتدمر كل الوصايا العشر.
 
تحت راية الدين يعبدون ويألهون رجال الدين فخالقنا تعاليم الإله وأشركنا به!
يتعامل المرء بسوء مع جيرانه وأهله مخالفا الوصايا العشر ،بحجة إنه #يزود عن الدين.
ويقتل أخاه في الوطن وكذلك في الدين مخالفا الوصية الصريحة لاتقتل…يذبحه أو يفجره أو يحرقه حيا،وهو يصرخ (الله اكبر) 
يسرق حق جاره وشريكه في الوطن لإنه يعتبر ماله حلالا له .
يخالف وصايا الرب في أقبح صورة حينما يرتكب الخطيئة الكبرى ويعتبر الزنى فعلا مقدس .
 
ما أقبح الإنسان الذي يخالف كل وصايا الرب باسم الدين .
لقد فعل كل الموبقات وخالف كل الوصايا محتميا بمهمة جعلها مقدسة وأسماها الجهاد! 
أي افتراء على الخالق ؟
كيف يكون التدين هو الطريق إلى كل المعاصي؟
وكيف يصدق الإنسان كل هذا الهراء ،وكيف تقبل البشرية كل هذه الانتهاكات ؟
وكيف يستعلي شخص على شخص باسم الدين ،من أعطاه الحق بالأفضلية؟ من أعطاه هذا السلطان على بقية البشر؟ ومن الذي وعده إنه على الطريق الصحيح والآخر على. باطل .
 
هل يعقل أن يتقاتل طرفان وكلاهما يصرخ باسم الله ؟ هكذا يحدث الآن تحت راية دين واحد! فإذا كانوا أصحاب الدين الواحد يختلفون ويتقاتلون،فما بال أصحاب الديانات الأخرى ؟
 
إذا كان رجال الدين يتلاعبون بمصير أمم من أجل المال،فيفرقون بين الناس ويثيرون الفتن باسم الله ،ألا يخافون القدير الذي يجمعون المال باسمه؟
 
ينصحون الناس بالزهد وهم يكنزون الملايين،وينصحونهم بغض البصر وهم يتزوجون مثنى وثلاث ورباع! 
يمنعونهم عن الاستشفاء والعلاج بحجة إنهم يقفون عائقا أمام إرادة الله ،وهم يذهبون إلى الغرب الكافر للعلاج!
 
متى يُفيق الناس من هذه الغفوة المدمرة ؟متى ينتبهون أن مصائرهم أصبحت بيد هؤلاء المدعين؟ متى يعرفون إنهم خسروا آدميتهم حينما صدقوا إنهم أفضل خلق الله وأنهم على حق والآخرون على باطل؟
 
لقد فرق الدين بين البشر ،ولن يسامحهم الديان على افترائهم عليه… لن يسامحهم على مخالفة وصاياه التي أرسلها لهم ،فسرقوا وزنوا وقتلوا تحت راية الدين.فلا هم اتبعوا بالفعل دينهم وربهم ولا هم انحازوا لآدميتهم وسموا بأرواحهم واختاروا طريق العقل 
فكيف لإنسان يعيش بل دين؟ وبلا عقل .