منذ أن أعلن عن أبطال فيلم (واحد – صفر) وعن ملامحه سُنّت الأقلام القبطية في مهاجمته، حتى أن بعض الأقلام راحت وراء مهاجمة أبطال الفيلم في شخصياتهم وخصوصاً إلهام شاهين وأحمد الفيشاوي، واستعجبت جداً من أن بعض المقالات بالمنتديات القبطية كانت عبارة عن مقاطع من (الردح) المتواصل لشخص أبطال الفيلم حتى وإن كانوا لا يعرفوا تماماً ما هي قصة الفيلم!!
وأنا هنا لا لأدافع عن الفيلم أو أبطاله، فهو سوف يُعرض قريباً جداً في كل دور العرض بمصر تقريباً، وقد ينجح أو يفشل وليست هذه قضيتنا، ولكن الملاحظة التي وقفت عندها كثيراً هي أن مهاجمي الفيلم لم يروا سوى القضية القبطية في هذا الفيلم وهي عن قضية الطلاق، وأيضاً أن السيدة المسيحية في الفيلم (إلهام شاهين) حملت سفاحاً بعد حصولها على الطلاق (أعتقد المدني) من أحد أصدقاءها وتريد الزواج الكنسي منه.
وهنا نجد أن الأقلام سُنّت وانبرت في قضية أن تظهر سيدة قبطية مسيحية وصديقها في موقف مخل، وظهرت قضية التابوهات المسيحية في الإبداع الفني والتي لا يستطيع أحد الاقتراب منها.
فالواقع أن هناك مجرمون ولصوص وزناة مسيحيين والخطيئة لا دين لها، ولكن يرفض المسيحيون عرض هذا الواقع..
لا أقول أن جميع الأقباط المسيحيون خطاة أو أن كل الغير مسيحيين أيضاً، ولكن هناك مسيحيين في السجون وليسو برأة، وهناك من المسيحيين أيضاً خطاة وليس كلهم قديسين.
وأريد أن أؤكد أنه ليس هدفي الدفاع عن الفيلم أو عن الكتابة عن قضايا الأقباط الخاصة، ولكن فلنترك مَن يكتب أو يبدع في أي مجال ونقيمه بعد خروج العمل للنور.
فمثلاً فيلم (بحب السيما) اعترض عليه الكثير أيضاً من قبل وفي النهاية عُرِض ولاقىَ فشلاً ذريعاً، لا لأنه يناقش قصة أسرة مسيحية ولكن لأنه بكل الأحوال غير مُقنع، ولم يغير الفيلم أي ثوابت مسيحية مترسخة في وجدان المسيحيين أو المسلمين في مصر.
وأعتقد أن فيلم (واحد – صفر) قد يلاقي نفس الفشل عند عرضه إن كان يتعرض بشكل مُسف للأقباط المسيحيين في مصر، ولكن إن كان يعرض المشكلة بشكل جيد ويتعرض لمشاكل أخرى في المجتمع المصري بشكل موضوعي فقد ينجح الفيلم، مع العلم إنني ضد مبدأ الطلاق في المسيحية على الإطلاق لأي سبب ولكن الفيلم يعرض قضية سيدة مسيحية ساقطة أو نقولها بشكل مخفف خاطئة... فما المانع؟؟
أعرف أن الكثير سيعارضون الفكرة، ولكن هذه مجرد وجهة نظر.
|