محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في الفاتيكان المشاركين في المنتدى الدولي السادس لكرة المضرب والـ"بَادِل"، ووجه لضيوفه كلمة سلط فيها الضوء على أهمية التوفيق بين المجازفة والحذر، بين الدفاع والهجوم في الرياضة كما في التربية.
استهل الحبر الأعظم كلمته مرحباً بالحاضرين وموجها كلمة شكر إلى رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة المضرب والبادل على الكلمات التي قالها نيابة عن المشاركين في المنتدى الدولي. ولفت فرنسيس إلى أن ضيوفه قدموا من أكثر من ثلاثين بلداً، وبينهم عدد كبير من المدربين والأطفال والفتيان، موضحا أن المنتدى الذي يستغرق يومين يسلط الضوء على البعد التربوي، وأكد أن مدرب كرة المضرب أو البادل، عوضاً عن كونه فنياً، هو مربٍّ قبل كل شيء. من هذا المنطلق شجع البابا الحاضرين على السير قدماً في هذه الطريق التربوية، وأشار إلى أن اللعب الجيد يرتكز إلى ديناميكية صحيحة للهجوم والدفاع، وهذا ما يحصل أيضا في المسيرة التربوية إذ لا بد من الربط جيداً بين المجازفة والحذر.
تابع البابا فرنسيس كلمته مؤكدا أن اللاعب الجيد – فيما يتعلق بكرة المضرب أو البادل أو أي نوع آخر من الرياضة – لا يستطيع أن يُهاجم دائماً، وأن يجازف على الدوام، إذ لا بد أن يعرف كيف يدافع أيضا. وثمة نوعية للهجوم ونوعية للدفاع، ينبغي أن يتدرب عليهما اللاعبون. وفي حال صب المدرب اهتمامه تماماً على الهجوم أو على الدفاع يترك اللاعب في حالة من الضعف. فالمربي الجيد يعرف كيف يقيّم الخطر والحذر، فالمجازفة – على سبيل المثال – تعني السماح للفتيان بالقيام باختبار جديد، لم يسبق له مثيل، ولا نعرف كيف سيتفاعلون معه، لكن يمكن أن يساعدهم على النمو. على الفتى أن يشعر أنه حرّ وفي الوقت نفسه أنه ليس متروكاً، فالوالدون والمربون الذين يسعون إلى حماية الطفل ويحلون كل مشاكله لا يساعدونه على النمو. وهذا ليس حذراً إنما هو مزيج من الخوف من الواقع والأنانية المتمثلة بامتلاك الطفل.
مضى الحبر الأعظم إلى القول إن الحذر، كالدفاع الجيد، هو موقف إيجابي على الدوام. فالدفاع هو طريقة أخرى للهجوم. لذا إن الحذر في التربية أساسي كي نقيم الأوضاع جيداً، في ضوء قدرات الفتى أو الفتاة. فيتعين على المربي أن يدرب التلميذ على الصمود، وعلى عدم الاستسلام، وعلى السعي للتصدي للضربات بجهوزية ومرونة، تترك اللاعب الآخر في حالة من المفاجأة.
هذا ثم ذكّر البابا ضيوفه بأن كرة المضرب هي لعبة، كما أن البادل لعبة أيضا، وقوتهما التربوية تكمن في ديناميكية اللعب نفسها. وقال: لا تحرموا أنفسكم من طعم ممارسة الرياضة بدافع الشغف، والتسلية. فالمباريات الرياضية جيدةٌ إن لم تتخلى عن هذا البعد، وإذا طغت عليها ديناميكية المنافسة تتمخض عن ذلك أشكال متعددة من الأنانية تلحق في نهاية المطاف الضرر بالممارسة الرياضية، وتفقد بعدها التربوي.
في ختام كلمته إلى المشاركين في المنتدى الدولي السادس لكرة المضرب والبادل، توجه البابا إلى المسؤولين والمدربين والتلامذة، وشكرهم على حضورهم بأعداد كبيرة، وطلب منهم السير قدماً محافظين على المجازفة والحذر، على الدفاع والهجوم. هذا ثم منح الجميع بركاته الرسولية وسألهم أن يصلوا من أجله.