كتب - محرر الاقباط متحدون
نعى المفكر والطبيب خالد منتصر، الأديب والروائي السوري الكبير حيدر حيدر، الذي غيبه الموت صباح اليوم عن عمر يناهز 87 عاما.

وكتب منتصر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :" رحيل صاحب الرواية التي طالب رئيس اللجنة الدينية بحرقها.

وتابع :" اليوم رحل الأديب السوري حيدر حيدر والذي أثارت روايته " وليمة لأعشاب البحر" ضجة في مصر وصلت الى حد خروج مظاهرات بالألاف من جامعة الأزهر تطالب بمحاكمة  وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني ، ومصادمات بين الشرطة والطلاب أدت الى إصابة حوالي خمسين طالباً وثلاثة ضباط !! .

لافتا :" كانت البداية من جريدة الشعب التابعة لحزب العمل وبقلم الطبيب السلفي محمد عباس الذي حرض على مؤلف الرواية واتهمه بالزندقة والاساءة للذات الالهية والاباحية الجنسية.

مضيفا :"  طالب بعدها د أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية آنذاك بحرق الرواية ، وقدم الى النيابة الكاتب الأديب ابراهيم أصلان رئيس تحرير سلسلة آفاق الكتابة والتي كانت تصدر عن قصور الثقافة ، والروائي حمدي أبو جليل مدير تحرير السلسلة   ،بتهمة ازدراء الأديان ، وتم التحقيق مع رئيس قصور الثقافة نفسه وكان الناقد السينمائي علي أبو شادي ،وقدم استجواب في البرلمان وقتها لمحاسبة وزير الثقافة الذي باعه حتى أعضاء حزب حكومته ، ولكن الحق يقال وقف فاروق حسني وقتها في  صف المثقفين ودافع عنهم وكشف أن الأمر مجرد لعبة سياسية من التيار الديني ، وأنه هو المستهدف ، وهو موقف يحسب له في خضم الاحتقان الذي كان موجوداً وقتها ، ولم يكن ليستطيع أن يفعل أكثر من ذلك.


 فالعاصفة كانت مرعبة ،وحتى الوفد المحسوب على الليبرالية وقف ضده وهاجمه ، لكن المثقفين اصطفوا ضد الهجمة وكتبوا بياناً يطالبون فيه بمحاكمتهم هم أيضاً، كان فيهم جابر عصفور والغيطاني وعبد المعطي حجازي وآخرين من قمم الثقافة والفكر .

موضحا :" تكونت  لجنة على ما أتذكر من الناقد فاروق عبد القادر و د صلاح فضل وعماد أبو غازي وكامل زهيري وآخرين واعتذر د أحمد هيكل ، وانتهت اللجنة  في تقريرها إلى  "انه لا يجوز محاكمة الرواية من منظور غير ادبي وان ما قيل عنها فيه تجن كبير عليها وتحريف لمواضعها وتجاهل لقيمتها الفنية المتميزة"، وأسدل الستار  على أخطر أزمة ثقافية حدثت بسبب كتاب في القرن الحادي والعشرين في مصر مهد الحضارةوفجر الضمير.