ما الفرق بين السَّنة والعام؟

ماذا نقول لبعضنا البعض في أيام الأعياد والمناسبات: كل عام وأنتم بخير! ولا نقول كما تعود البعض منا: كل سنة وأنتم طيبون!

تعالوا معى نعرف الموضوع من البدايه...

 

العام والسنة تعبران عن الفترة الزمنية التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس دورةً كاملةً، لمدة 365 يوم تقريباً أو 12 شهراً، قبل أن تبدأ دورةً جديدةً، وتعتبر كلمتا العام والسنة من المترادفات في اللغة العربية؛ حيث يمثل كلاهما نفس العدد من الأيام والشهور والفصول... ولكن يوجد بينهما اختلاف من حيث المعنى والاستخدام.. 

تعالوا نعرف الفرق بينهما ومتى نستخدمهما...

 

تستخدم كلمة السنة بشكل أساسي، كوحدة قياس للتعبير عن عمر الإنسان، والتاريخ، والفترات الزمنية،

 السنة كلمة مفردة مؤنثة، جمعها سنين أو سنوات، وتدل على الشدة، والجدب، والشر، والقحط، بدليل وصف العرب للشدة بقولهم، أصابت البلدة سنة. 

العام كلمة مفردة مذكرة، جمعها أعوام، وتدل على الرخاء، والراحة والخير، والرفاهية. 

بينما تستخدم كلمة العام، للإشارة إلى السنوات الاستثنائية في المواضع المتعلّقة بالتخصيص والترتيب، والعام أخصّ من السنة، فكلّ عام سنة، وليست كلّ سنة عاماً، كما يرى أهل العلم أنّ العام لا يكون إلا شتاءً أو صيفاً، أمّا السنة فمن أيّ يوم عددته إلى مثله.

 

- العام جمعٌ لأيّام، بينما السنة تكون جمع شهور؛ فعندما تُطلق العرب صفةً خاصة لأيّام محددّة ثم تقوم بجمعها فتقول عام كذا، وليس سنة كذا، فالعام يُفيد كونه وقتًا لشيءٍ معيّن كعام الفيل.

 

- يُشترط في العام مرور صيف وشتاء كاملين، أمّا السنة فيُمكن حسابها من أيّ يوم سواء كان ذلك في منتصف الفصل أو غيره.

 

- يُستعمل لفظ السنة للتأريخ الدقيق بالأعوام والشهور والأيام، فنقول سنة 1945 انتهت الحرب العالمية، بينما يرتبط استعمال العام بالحدث دونما إشارة إلى التاريخ، فيُقال عام الجوع أو عام الحرب.

 

- السَّنةَ تدلُّ على فترة زمنية مُجْدِبة، أي التي تعرف جفافاً وقحطاً، أما العام فيدل على الرخاء والنعمة والمطر والفرج.

 

هو أنك تكتب كلمة سنة إذا أردت أن تُحدّد سنة بعينها! وتكتب كلمة عام إذا أردت أن تصِف سنة بعينها! فمثلاً تقول: ولدت سنة 1948 ولا تقول ولدت عام 1948هذا هو الفرق بين سنة وعام لغويا! 

 

فكلمة سنة وكلمة عام كل منهما تعني حول! 

أما السنة فتعني حول سيء! أما العام فيعني حول حسن! فمثلاً نقول: سنة الثلجة وسنة الجراد وسنة المحل وسنة الحرب وسنة النكبة… وهكذا! ولا نستخدم كلمة عام!.

 

أما كلمة عام فتستخدم للدلالة على الرخاء والسعادة والهناء! فمثلاً نقول لبعضنا البعض في أيام الأعياد والمناسبات: كل عام وأنتم بخير! ولا نقول كما تعود البعض منا: كل سنة وأنتم طيبون! لأننا نتمنى الخير للناس! ولا نتمنى لهم الشر! 

 

1. استخدمت كلمة عام للدلالة على الرضاعة، بقوله تعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) [لقمان:14]، حيث تشعر الأم خلال عملية الرضاعة بالحب، والتقرّب من طفلها، كما يشعر الطفل بالحنان، ومن خلال الرضاعة يحصل الطفل على الحليب الجيد، اللازم لنموه بشكل سليم. 

 

2. وردت كلمة السنة في العديد من المواضع مقرونةً بمدّة معيّنة، أي عدد صريح وواضح من السنين، على سبيل المثال قوله تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) [العنكبوت:14] تدلّ على المشقة والتعب الشديد الذي مرّ بهما نوح عليه السلام، وهو يدعو قومه لعبادة الله والخمسين عاما التالية كانت راحة وخير.

 

3. جاء في الاستعمال القرآني استخدام السنين للشر، والأعوام للخير، كما جاء في قوله تعالى: (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا) [يوسف:47]، ثم قوله: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ) [يوسف:49]، فالزرع فيه جهد هذه السنين، حيث استخدمت كلمة سنة للدلالة على أيام القحط، لذلك يفضل استخدام كلمة عاماً في المناسبات السعيدة، كالأعياد الدينية.

 

من الأخطاء اللغوية الشائعة في حياتنا هذه الأيام هو ما نردده في حفلات أعياد الميلاد للصغار والكبار عندما نقول: سنة حلوة يا جميل! والصحيح أن نقول: عام حلو يا جميل! لكن العبارة الأولى أسهل بكثير على اللسان! وأيسر للغناء! فتغلبت الأولى على الثانية!.

المهم يجب ان نقول كل عام وأنتم طيبين.... وليس كل سنه وأنتم طيبين ... اتفقنا