السبت ٣ نوفمبر ٢٠١٢ -
٤٧:
٠٣ م +02:00 EET
بقلم أسامة نصحى
اذا كان التيار المدنى او الليبرالى يأمل فى ان يصبح قويا فى المشهد السياسى المصرى فانه مطالب بالتخلى عن النهج الحالى من معارك كلامية وغيرها وان يفعل مثلما فعل التيار الدينى عبر سنوات طويلة حيث نزل الى الشارع ولبى احتياجات البسطاء والفقراء والمهمشين .
واذا كان التيار الدينى قد نجح فى حشد الجماهير عن طريق مداعبة المشاعر الدينية وغسل العقول والتأثير على الاخرين وتغذية الاحتقانات الطائفية فى بعض الاحيان فان التيار المدنى يستطيع ايضا ان يتواجد فى الشارع وليس صحيحا انه مجموعة من النخبويين المتعالين البعيدين عن رجل الشارع كما انه ليس صحيحا انهم أعداء الدين كما يحاول ان يصورهم البعض.
رجل الشارع البسيط يميل الى التدين المعتدل بالطفرة والانظمة الدينية بوصولها الى سدة الحكم ربما يكون ذلك فى صالح التيار المدنى مستقبلا .
لقد كانت نسبة كبيرة من المتعاطفين فى الشارع المصرى مع التيار الدينى بسبب ما تعرض له فى الحقبة السابقة من ملاحقة وتضييق اما الان وبعد ان فاز بمقاليد السلطة دونا عن بقية التيارات التى شاركت فى الثورة فانه اصبح فى مأزق ولابد ان يثبت جدارته بتولى السلطة .
فقد ازيح عنه عباءة المظلوم واصبح صانع القرار ولذا فكثير من الصور المثالية التى كونها الكثيرون عنه قد زالت او بالبلدى كما يقول العامة قد يحرق نفسه اذا لم يثبت جدارته .
ولذا ولصالح الوطن لابد ان يتفرغ التيار المدنى لبناء قاعدته الجماهيرية وان يترك التيار الدينى يفصح عن امكانياته وسيكون الحكم فى النهاية لعامة الشعب اما ان يجددوا الثقة به ويحملوه على الاكتاف او يلقوا به الى نفايات التاريخ.
والتيار المدنى له ايضا ادواته فاذا كان لايجيد التعبة ودغدغة المشاعر واثارة النعرات والغيرة مثل التيار الدينى الا انه يملك الكثير من الادوات منها التركيز على سماحة الاديان واستغلال رفض الانسان بالطفرة للقيود والتضييق على الحريات ما دامت فى الاطار الاخلاقى المتفق عليه.
كما لابد ان يركز التيار المدنى على قضايا السلام الاجتماعى ورفع المستوى الاقتصادى ومكافحة الفقر والبطالة واظن ان هذه الامور على اجندة الكثير من الاحزاب من كل التيارات ولكن المواطن المصرى سأم الشعارات ويتعجل ان يرى ثمار واضحة لهذه الافكار .
وفى تقديرى اذا استعد التيار المدنى والليبرالى جيدا خلال الفترة المقبلة سنشهد انتخابات قادمة قوية مبنية على جماهيرية واسعة لكل تيار واظن ان بعد تجربة حكم التيار الدينى ربما تنحسر شعبيته لصالح تيارات جديدة صاعدة بشرط ان تكون مدعومة بقاعدة جماهيرية .