د. أمير فهمي زخارى المنيا
البسملة: هي ذكر اسم الله لنوال القوة والبركة
تتفق الديانات التوحيدية الثلاث” اليهودية والمسيحية والإسلامية” على وجود إله واحد، وهو خالق السماوات والأرض، فقد ذكرت مصادر عديدة في الكتاب المقدس العهد القديم “التوراة” كأحد وأهم الوصايا هو عبادة الإله الواحد “يهوه” فتقول إحدى الوصايا العشرة التي أعطيت لموسى على قمة جبل سيناء (خروج 20 : 1) وتكلم الرب فقال : “أنا الرب الهك الذي أخرجك من أرض مصر ، من دار العبودية ، لا يكن لك الهة سواي”.

بسم الأب والأبن والروح القدس “أي أننا ندعوا بأسم الآب “الله”، الإبن “يسوع المسيح – الكلمة”، الروح القدس “المعزي”، وكل واحد منهم يدعى أقنوم، وهذه الأقانيم الثلاثة هي “وجوه” للدلالة على كينونة واحدة “الله “...

الآب = الله، خالق السماء والأرض، وكل ما يرى وما لا يرى.

الإبن = يسوع المسيح = إبن الله بالروح، وهو ليس إبن جسدي من لحم ودم لله، بل هو كلمة الله وقد ورد ذكر ذلك في القرآن في سورة النساء آية 171.
وبما إن جوهر يسوع مشابه تماماً لجوهر الله، فهو كائناً قبل الدهور “يسوع كلمة الله يوحنا 1 : 1 ” والكلمة حل في أحشاء مريم العذراء “سر التجسد”

بسم الله الرحمن الرحيم
نلاحظ بان الأسم الرحمن لم يكن شائعا في الحجاز لذلك رفضه المكيون أول الأمر " وهم بذكر الرحمان هم كافرون" (الانبياء 36).
" إدعوا الله أو إدعوا الرحمن، أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" فقد جعل القرآن (الرحمن) صفه لله في بسملته، ومرادفا لله.

 الرحمان (جاء في الاتقان للسيوطي: 139:1 "ذهب المبرد وثعلب الى أنه عبراني وأصله بالخاء المعجمه.. هو اسم الجلاله الكتابي الشائع في
اليمن والحبشة منذ أجيال قبل القرآن. ويدخل السور القرآنية بعد هجرة المسلمين الى الحبشة. وجده القرآن في بيئته الكتابية، ففرضه على عرب مكة والحجاز، وظلوا يقاومونه إلى فتح الحديبيه حتى تمكن منهم.

وأضاف القرآن أيضا إلى أسماء الله الحسنى لقب "الرحيم" الشائع قبله بين عرب الشمال حتى البتراء. ووحد هذه الألقاب الكتابية في بسملته الشهيرة ---
كانت البسملة العربية "باسمك اللهم" مأخوذة عن اليهود، ويدل على ذلك ميم الجمع المضافة الى اسم الجلالة للتفخيم.

وكان المجوس يقولون: "باسم الله الرحمن العادل".
والمسيحيين: "باسم الآب والأبن والروح القدس، الإله الواحد".
فاختار القرآن "للأمة الوسط" (بقرة 143) مسلكا وسطا بين الشرق والغرب واليهود والمسيحيين، في بسملته "باسم الله الرحمن الرحيم". --- التي صدروا بها جميع سور القرآن، وفرضها مجموعة في صلاة "الفاتحة".

"البسملة "..."بسم الله الرحمن الرحيم"
إستخداماتها عند المسيحيين من واقع مخطوطات ودراسات التراث العربي المسيحي"
قد تكون المرة الأولى لك التي تعلم فيها أن البَسْمَلَةَ "بسم الله الرحمن الرحيم" تعبيرٌ إستخدمه العرب المسيحيون في بعض مؤلفاتهم، ولكن عليك أن تتذكر أنهم لا ينكرون على الله صفاته الثابتة والمثبتة له بكونه "رحمانًا ورحيمًا".

ومن تلك النصوص التي تدعم النظرية في إستخدام الصيغة الإسلامية من كتبة ومؤلفين مسيحيين، وقد كتب عبد يشوع الصوباوي ترجمةً مُسَجَّعَةً للأناجيل إستهلَّها بالبسملة كمدخل لترجمته المسجَّعة للنص المقدس للإنجيل في أول مقدمته. "انظر الصورة أسفل المقال...
" بشم ألوهه رحمانو رحيمو "
الرسائل التى كتبها البطاركة الأقباط كانت تبدأ بالبسملة الإسلامية " بسم الله الرحمن الرحيم " وخاصة فى الرسائل التى كان يرسلها بعض البطاركة الأقباط إلى بطاركة الكنيسة الأنطاكية السريانية.


وتفسيرها كالآتى:
كلمة بسم فالسوريين الأنطاكيين ينطقونها هكذا بشم وحرف ش = حرف س فى اللغة العربية
ويفسرونها كما يأتى.. ألوه هو الأسم العبري للذات الإلهية
رحيمو هو الروح القدس
اللهم = هو أقرب أسم عربى لـ إيلوهيم وهذا الأسم جاء فى بداية العهد القديم الذي يبدأ بـ برخو مشيخو اعليخو ملفونو....
البحث الذي كتبته طويل جدا وممتع وذات جذور متفرعة ...وقد اختصرته بقدرالمستطاع ...
والخلاصة التي أردت توصيلها لكم هى ان الأديان السماوية الثلاثة تعبد الله الواحد ... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا