( 1927- 2008 )

إعداد ماجد كامل
يمثل الكاتب الكبير  كامل زهيري ( 1927- 2008 ) أهمية كبيرة في تاريخ الصحافة  والثقافة المصرية ؛ فهو صاحب عبارة " أنا قاريء محترف وكاتب هاو "  .أما عن كامل زهيري نفسه ؛ فأسمه بالكامل محمد كامل محمد علي زهيري  ؛ ولقد  ولد في 3 مايو 1927 بمحافظة الجيزة ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي ليسانس الحقوق 1948 من جامعة "فؤاد الأول " وحصل علي دراسات عليا في الآداب من جامعة السوربون ؛ وعمل فترة بالمحاماة قبل أن يتجه للعمل في الصحافة ؛  ولقد بدأ العمل في الإذاعة الهندية ؛ وعمل بعدها  مذيعا بقسم اللغة العربية بهيئة الأذاعة البريطانية ؛ وعمل صحفيا بروز اليوسف وتدرج في المناصب حتي وصل الي منصب مدير التحرير  إلي جانب أحمد بهاء الدين ؛ وبداية من عام 1972 انتقل للعمل في جريدة الجمهورية ليكتب عموده اليومي " من ثقب الباب " وظل يكتب هذا العمود حتي وفاته ؛ ثم شغل منصب رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبري  ؛ كما عمل رئيسا لمجلس ادارة دار الهلال ورئيس تحرير المجلة ،   كما تولي رئاسة تحرير صحيفة الراية القطرية  عام 1985 . وعين عضوا في المجلس الاعلي للثقافة والمجلس الأعلي للصحافة . وانتخب نقيبا للصحفيين مرتين ؛ المرة الأولي خلال الفترة من ( 1968- 1971 ) والمرة الثانية خلال الفترة من ( 1979- 1981 ) . ثم أنتخب بعدها رئيسا لاتحاد الصحفيين العرب  . ولقد شارك في وضع قانون النقابة الصحفيين حيث ضمن لهم حقوقا ثابتة ؛ وكافح طويلا لالغاء عقوبة الحبس التعسفي للصحفيين . كما ساهم خلال رئاسته لأتحاد المؤرخين العرب في إنشاء نقابات للصحفيين في تسع بلاد عربية ؛ وساهم في تحرير قوانين الصحافة بها .

ولقد أستمر في الكتابة والتأليف وممارسة العمل المهني حتي توفي في 24 نوفمبر 2008 عن عمر يناهز 81 عاما  .

ولقد حصل كامل زهيري علي العديد  من الجوائز  خلا ل حياته وشهادات التقدير نذكر منها :-
1-وسام  الاستحقاق من الطبقة الأولي  من السيد رئيس الجمهورية عام 1988 .
2-شهادة تقدير  من النقابة العامة لأطباء مصر في مارس 1994 .
3=شهادة تقدير من مهرجان القراءة للجميع لمساهمته في مجال الاعمال الفكرية عن كتاب " ممنوع الهمس " .
4-جائزة الصحفي العربي  من دولة الأمارات العربية عام 2002 .
5-وسام الصحافة العربية من الأتحاد العام للصحفيين العرب في أكتوبر 2002 .
6-شهادة تقدير من جمعية المهندسيين المعماريين في ديسمبر 2002 .
7-شهادة تقدير من وزارة التربية والتعليم خلال عام 2001 – 2002 .
8-الجائزة التقديرية لنقابة الصحفيين في شهر مايو 2002 .
9-جائزة البحر الأبيض المتوسط خلال عام 2004 .
10- جائزة مبارك في العلوم الإجتماعية من المجلس الأعلي للثقافة عام 2005 .

كما أثري المكتبة العربية يالعديد  من الكتب والمؤلفات القيمة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-

1-النيل في خطر .
2-الغاضبون .
3-ممنوع الهمس .
4-مذاهب غربية .
5-مائة أمرأة وأمرأة .

6-حرية الصحافة بين المنح والمنع .
7-العالم من ثقب الباب .
8-الرد علي بيجن بالوثائق .
9- سبعون كتابا في كتاب .

10-- ساهم في التحرير في "موسوعة الهلال الاشتراكية " ؛ و"الموسوعة السياسية " .
11- ساهم في ترجمة كتاب هارولد لاسكي " الدولة بين النظرية والتطبيق " بالاشتراك مع أحمد غنيم .
12- قام بالإشراف والتقديم للترجمة العربية لكتاب " أمريكا طليعة الانحطاط " لروجيه جارودي وترجمة عمرو زهيري عام 1998 .

13- ساهم في الإشراف علي ترجمة كتاب "رحالة وكتاب مصريون في فرنسا في القرن التاسع عشر " للدكتور أنور لوقا وترجمة عمرو زهيري .
14-هذا غير عشرات المقالات الصحفية المتناثرة في الدوريات المختلفة مثل ( المجلة – الهلال – الكتاب العربي – الدوحة – العربي – أدب ونقد - ..... الخ ) .

وفي مقال هام   للدكتور جابر عصفور بعنوان " كامل زهيري ..... آخر الموسوعيين العظام " نشر في مجلة العربي خلال شهر يناير 2009 . حيث وصف كامل زهيري بقوله عنه " لا أظن أني قابلت في حياتي في ميادين الحياة الثقافية المعاصرة ؛ من بهرني بثقافته الموسوعية أكثر من كامل زهيري " . ففي خلال دراسته في فرنسا قرأ لكل من ( جان بول سارتر – سيمون دي بوفوار – بول إيلوار – أراجون – بودلير – رامبو – مارسيل بروست – هيمنجواي – هنري ميلر -  ميرلو بونتي  .... الخ )  كما  تقابل كامل زهيري خلال حياته الصحفية مع عدد من ألمع  أبناء جيله في مجلة روز اليوسف مثل ( أحمد بهاء الدين – عبد الرحمن الشرقاوي – يوسف أدريس – صلاح عبد الصبور ..... الخ ) .  وهكذا أتيحت له الفرصة لكي ينهل من الثقافة الشرقية والثقافة الغريبية معا ؛ فلقد كانت القراءة  والثقافة هي عشقه الأول حتي أنه وصف نفسه ذات يوم " أنا قاري محترف وكاتب هاو " .  ففي كتاب " مذاهب غربية " علي سبيل المثال  ؛جمع فيه كامل زهيري بين المذاهب الغربية والشرقية معا  ؛ والقدرة علي التنقل بين العالم القديم والوسيط والحديث ؛ والجمع بين معارف لا نهاية لها تصل  الآداب بالفنون ؛ وتربط بين الفلسفة والتاريخ والاجتماع وعلم النفس .

وفي نفس الإطار قال عنه الناقد الأدبي نبيل فرج " تعامل كامل زهيري مع القراءة كمحترف يصيب منها بإرادة حرة ؛ فهو صاحب تفكير شامل  يعتمد في بحثه عن أصول أو جذور الأشياء  في التاريخ والآداب والاجتماع ؛ لا يغمط  حق أحد ؛ ولا يسلم لأحد تحت أي إعتبار بامتلاك الحقيقة المطلقة ؛ أو بتفوق عناصر عرقية أو نوعية أو طائفية علي غيرها ؛ رافعا قيم العلم  ...... ويضيف نبيل فرج " إن إهتمام كامل زهيري بالكتابة عن رواد الفكر الإنساني من الأجانب لم ينسيه رواد الفكر المصري ؛ فكتب عن ( الجبرتي – رفاعة رافع الطهطاوي – طه حسين – العقاد – توفيق الحكيم  ..... الخ ) .

وفي مقال بعنوان " كامل زهيري ... من أكابر المتكلمين وآخر الموسوعيين " للكاتب الصحفي محمد حماد نشر في موقع " أصوات أون لاين " قال فيه " لا أعرف موضوعا واحدا أو حقلا واحدا من حقول المعرفة لم يتحدث فيه وحوله الأستاذ كامل زهيري بغزارة وعلم وتمكن ؛ فلقد كان كاتبا متمكنا بقدر ما كان رساما ؛ وكان يدندن الألحان كفنان يتقن فنه ؛ وكانت الموسقي ولعه الكبير ؛ وكان يقول عن نفسه أنه كاتب هاو ؛ وقاريء محترف

بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-جابر عصفور :- كامل زهيري ........ آخر الموسوعيين العظام ؛ مجلة العربي الكويتية  ؛ يناير 2009 .
2-ماهر حسن :- كامل زهيري نقيب النقباء ؛ جريدة المصري اليوم ؛ 9 أبريل 2016 .
3-نبيل فرج :- كامل زهيري في ذكراه : الكتابة والقراءة بين الهواية والاحتراف ؛ جريدة الأهرام . غير مذكور التاريخ .
4-محمد حماد :- كامل زهيري .... من أكابر المتكلمين وآخر الموسوعيين ؛ موقع أصوات أون لاين ؛  9 يوليو 2020 .