الأب جون الدومينيكاني
حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلا: «على بعض كراسي تلاميذي جلس الكتبة والفرّيسيّون. فليس كلّ ما قالوا لكم أن تحفظوه تحفظوه! ولا تفعلوا بحسب اعمالهم. فإنّهم يحزمون أحمالًا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون اهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الاولى في المجامع والتلفيزيون والجرائد. والتحيات في الشوارع والمؤتمرات وأن يدعوهم الناس: سيدي سيدي، معلّمي معلّمي العلّامه المستنير العارف بالأسرار القدّيس حامي الإيمان! وأما أنتم فلا تدعوا أحدًا من رجال الدين سيّدي لأن معلّمكم واحدٌ هو المسيح وأنتم جميعا إخوة. ولا تدعوا لكم ابًا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلّمين لأن معلمكم واحد المسيح، وبعده الكنيسة والتاريخ والعلم، اقرأو الكتب الحقّة وكفّوا عن ثثقافتكم الشفوية المزيّفة. أكبركم لا بدّ أن يكون خادمًا لكم. فمن يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع.
 
لكن ويل لكم أيها الكتبة والفرّيسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون! تكفّرون من تشاؤون وتقدّسون من تشاؤون، تجعلون الجنة في أيديكم وسيلة للسيطرة بها على عقول الناس. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تاكلون بيوت الأرامل والفقراء والمرضى والكنيسة، وتوهمونهم بعلة صلواتكم وبركاتكم من أجلهم. لذلك تأخذون دينونةً أعظم. 
 
ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم لا تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلًا واحدًا ومتى حصل وجائكم، تصنعونه ابنًا لجهنم أكثر منكم مضاعفًا وتكفّرونه وتشكّكون في نواياه غيره وحقدًا لئلا ينال الملكوت الذي ظننتموه حكرًا لكم ولعبّادكم!
 ويلٌ لكم أيها القادة العميان القائلون: من كره الآخر لأنه اختلف في عقيدته فهو حامٍ للإيمان، وتركتم المحبّة التي أحببتكم بها! أيها الجهال والعميان أيما اعظم: التعبيرات العقيدية البالية أم المحبة المسيحية؟ 
 
 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعظون بالطقوس والصوم عن الطعام وعن نجاسة المرأة وتركتم أثقل ما في الإنجيل: الحقّ والرحمة والإيمان.   أيها القادة العميان الذين يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل! ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس والصحفة وهما من داخل مملوان اختطافا ودعارة! 
 
 أيها الفريسي الاعمى نقّ اولا داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضا نقيا. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضا: من خارج تظهرون للناس ابرارًا ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما وكراهيه وكبرياء! ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء وتزينون مدافن الصديقين وتقولون: لو كنا في أيام آبائنا في السلطه لما شاركناهم في دم الانبياء! فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء ومهرطقي الصديقين والصالحين.أيّها الحيّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟