بقلم: أندرو اشعياء
«فَقَامَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَذَهَبَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْغَابِ وَشَدَّدَ يَدَهُ بِاللهِ» (1صم23: 16)
- ما أجمل أن يرسل الله تعزياته لنا عن طريق اُناس اُمناء صادقين ونبلاء لله ولنا.
- يوناثان لم يعرف زيفًا في شخصيته، وحين أراد أن يشدّد يد داود لم يمازحه بكلام نفسي، ولم يهبه كلمات وعهود باطلة، ولم يسمع منه فحسب، بل شدّد يده بالله.
- شدّد يده بالله، أي جعله يثابر في أمانته ويُطمئنه إذ يوجد مع التجربة منفذ، وأن الله أحبه «لاَ تَخَفْ لأَنَّ يَدَ شَاوُلَ أَبِي لاَ تَجِدُكَ، وَأَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا.»..
- نُبل يوناثان قاد داود ألا يشك فيه لحظة إذ يُغيّر عهده معه، ويبيعه لأبيه..
- قوة شخصية يوناثان جعلت كلمته قوية وصادقة في مسامع وقلب داود.
- داود لم يطلب معونة بشر، ولم يكن يطلب انتقامًا مِن شاول، بل حين كانت لديه الفرصة قال: «لِتَعْظُمْ نَفْسِي فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَيَنْقُذْنِي مِنْ كُلِّ ضِيق» ولم يقل: «لتعظُمْ نفسي في عيني شاول فيعفو عني». كانت مشيئة الله هي المُبتغى.
- داود كان رجلًا بحق، وهكذا كان يوناثان أيضًا. والرجولة الروحية هي ضبط النفس، وممارسـة التوبة بغير تحفُّظ، والتحرُّر من الخوف، والأمانة حتى الموت، والشهادة للحـقِّ، والصمود أمـام التجارب والشدائد، وحَمْل الصليب واحتمال الآلام، والاستقامة وعـدم التذبذُب، والقناعة وعـدم الشكوى والتذمُّر، وعـدم الانحصار في الحزن والهَمِّ، والتحرُّر من محبة المال، والتسامُح والغفران، والتعفُّف عن الانتقام.. وفوق كل ذلك تُحسب قمة الرجولة الروحية في السلوك باتضاع وخضوع وهدوء.
- مثلما كان رجال داود أوفياء حتى أن رجال نابال شهدوا عنهم بذلك «كَانُوا سُورًا لَنَا لَيْلًا وَنَهَارًا كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيهَا مَعَهُمْ نَرْعَى الْغَنَمَ.» هكذا أيضًا كان يوناثان سورًا وبلسمًا لداود في أيام جِراحاته..
- كن أمينًا اتجاه مخدعك حتى تحمل نعمة الله التي تُشدد مَن حولك. وأن تشدد مَن حولك بالحب والبذل فهذا يحتاج جهاد. الحب والبذل والعطاء والإحتواء كلها أفعال وليست كلمات، والأفعال بالتمرُّس تُقتنى.