أصبحت الباندا العملاقة "يا يا"، عنوانا لتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن ساهمت قبل عشرين عاما في تحسين العلاقة بينهما.

وقالت شبكة CNN الأمريكية إنه عندما هبطت "يا يا" في الولايات المتحدة قادمة من الصين عام 2003، استقبلت بترحيب حار في مطار ممفيس ترحيبا بسفير النوايا الحسنة القادم من بكين، مشيرة إلى أن هذه اللحظة جسدت نقطة عالية في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بعد عامين من انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية بدعم أمريكي، ومع تعميق البلدين المشاركة في مجالات تتراوح من الاقتصاد إلى مكافحة الإرهاب.
 
وذكرت أنه بعد عقدين من الزمن، عندما ودعت "يا يا" الولايات المتحدة واستقلت طائرة متجهة إلى الصين يوم أمس الأربعاء، أصبحت رمزا لتدهور العلاقات بين البلدين، والتي تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ نصف قرن.
 
وهبطت الباندا في شنغهاي يوم الخميس بعد رحلة استغرقت 16 ساعة، نقلتها إلى الوطن على متن طائرة خاصة من طراز "باندا إكسبرس" من شركة فيديكس، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية. 
 
وكانت المناقشات الساخنة في الصين حول معاملة حديقة حيوان ممفيس الأمريكية للباندا "يا يا"، قد أدت إلى تسليط الضوء على مدى العداء الذي وصلت إليه العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
 
ظهرت "يا يا" البالغة من العمر 22 عاما نحيفة في الصور الأخيرة، على عكس ما كانت عليه عندما كانت صغيرة في السن.
 
وأصيب الكثيرون في الصين بالصدمة والحزن بسبب ما وصلت إليه حالتها، حيث يعتقد البعض أنها لم تحصل على الرعاية والاهتمام المناسبين.
 
وكان من المقرر أن تعود "يا يا" ورفيقها، "لو لي" ، إلى الصين هذا العام بعد انتهاء قرض مدته 20 عاما. لكن لو توفي فجأة متأثرا بمرض في القلب في أوائل فبراير، مما زاد الشكوك حول سوء المعاملة.
 
وتفترض "دبلوماسية الباندا" الصينية، أن تكون هذه الدببة بمثابة مبعوث صداقة بين الصين والدولة المضيفة لهم. لكن بالنسبة للقوميين الصينيين، أصبحت "يا يا" رمزا صارخا لما يرونه تنمرا أمريكيا وقمعا للصين.
 
وانتشرت مقاطع فيديو لاثنين من حيوانات الباندا المرحة والحيوية في حديقة حيوان موسكو على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، مما أثار الثناء على روسيا لرعايتها الدببة الصينية.
 
وقارنت وسائل إعلام صينية التناقض الواضح بين حيوانات الباندا في الولايات المتحدة وروسيا.
 
وكانت الصين قد استخدمت الدببة كأداة سياسية لعلاقاتها الدولية منذ العام 1941، عندما أهدت زوجا من الأشبال لواشنطن امتنانا للمساعدة الأمريكية في محاربة الغزو الياباني، لكنها توقفت عن التخلي عن حيوانات الباندا مجانا في العام 1984، لتتحول إلى سياسة القروض عالية الأسعار.