طارق الشناوي
كما توقعت أعلن (جعفر العمدة)، في الحلقة الأخيرة، أن الرجل عليه أن يكتفى بواحدة، وتخلص من ثلاث، حتى تصل الرسالة.
هناك أكواد أخلاقية مباشرة وغير مباشرة صارت ضرورية لكى يتم تداول العمل الفنى، تمكن (تحت الوصاية) من التحايل قليلا، فهو لم يقدم نهاية سعيدة للبطلة منى زكى، برغم تعاطفنا مع موقفها الدرامى، إلا أنها عوقبت تطبيقا للقانون معصوب العينين، بينما ستعثر على الكود الأخلاقى في أكثر من موقف مثل تغير حال البحارة الثلاثة الأشرار خالد كمال وعلى صبحى وأحمد عبدالحميد صاروا أخيارا، واستحقوا حب الناس.
في الفيلم المعروض الآن لمحمد رمضان (هارلى)، والذى سنعود له بالتفصيل في مقال قادم، ستجد الكاتب محمد سمير مبروك والمخرج أحمد سمير، منحا شخصية رمضان وحبيبته مى عمر هذا الغطاء الأخلاقى، الانتصار على الإدمان، الذي كان ضروريا لتمرير هذا الفيض من العنف الذي تشبع به العمل الفنى.
تابعت العديد من المحاكمات الأخلاقية للشخصيات الدرامية في رمضان وتكرر السؤال الذي صار (أكليشيه): أين الإيجابيات؟.
كل فساد نراه في الحياة صارت له دائما مرجعية فنية (مسلسل أو فيلم أو أغنية)، كثيرا ما أقرأ لأساتذة في علوم النفس والاجتماع مع عظيم احترامى قطعا لما ينتهون إليه من نتائج.
دائما هناك تخوف أراه مبالغا فيه من حالة التماهى مع الشاشة، حتى إنهم حذروا الآباء في الماضى بضرورة أن يبعدوا إسماعيل ياسين وأفلامه عن أطفالهم خوفا من إصابتهم بالبلاهة العقلية.
الواقع العملى أكد أن أفلام إسماعيل ياسين، أو في الحد الأدنى جزء معتبر منها، انتقلت بسلاسة من جيل إلى جيل، تقدير فن إسماعيل ياسين لايزال يحظى به من خلال أساطين الكوميديا مثل حسن حسنى الذي كان كما أخبرنى يحتفظ في غرفة نومه بدميتين يستيقظ وينام عليهما، شارلى شابلن وإسماعيل ياسين.
البحث الدائم عن رسالة أخلاقية يفقدنا تدريجيا روح الدعابة، مثلا لو قرر جعفر العمدة، في نهاية الحلقات، استبدال الأربع زوجات بأربع أخريات، سنعتبرها نكتة، غير قابلة للتحقق، لكنها تتفق مع روح المسلسل الذي يحمل خطا ساخرا.
يعتقد البعض أن تعبير مثل (السينما النظيفة) تواجد في نهاية التسعينيات، والذى يعنى تلك الأفلام الخالية من القبلات والمشاهد الساخنة والمايوه، ستكتشف أن هذا النوع من التقييم كان له صدى عند الصحفيين في الخمسينيات، والكاتب الكبير أحمد الصاوى محمد كان يحرر بابا اسمه (من زكيبة القراء) مقصودا به الخطابات التي تأتى لساعى البريد ويضعها في كيس ضخم يطلق عليه زكيبة، كان قراء جريدة (الأهرام) يعقبون على ما يجرى في المجتمع، وجدوا أن حى حلوان- وكان وقتها حديث الإنشاء- به عدد ضخم من دور العرض السينمائية، قالوا وأين الجوامع، كما أنهم اعترضوا على المسلسل الإذاعى الأشهر (ألف ليلة وليلة) لأنه ملىء بالمقاطع التي توحى بمشاهد جنسية.
إلا أن الصورة تكتمل عندما تقرأ، مع إشادة من القراء، أن وفدا من الفنانين تتقدمهم الراقصة نعيمة عاكف شارك في إفطار رمضانى مع فضيلة وزير الأوقاف الشيخ محمد حسن الباقورى!!.
نقلا عن المصرى اليوم