إعداد/ ماجد كامل
يعتبر الأستاذ الدكتور نبيل صبحي حنا ( 1947- 2000 ) واحدا من كبار أساتذة علم الاجتماع الذين أثروا المجتمع المصري بالعديد من الدراسات الرائدة في مجالي علم الاجتماع والانثربولوجيا ؛ أما عن نبيل صبحي حنا نفسه ؛ فهو وطبقا للدراسة التي قام بها الدكتور أسحق إبراهيم عميد معهد الدراسات القبطية بالقاهرة ؛ من مواليد القاهرة في 13 أبريل 1947 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي ليسانس الآداب تخصص علم الأجتماع من جامعة القاهرة عام 1969 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف . ثم حصل علي الماجستير بعدها وكان موضوع الرسالة " ديناميات التغير الثقافي في مجتمع هامشي – دراسة أنثربولوجية علي أحد المجتمعات المحلية بمحافظة مرسي مطروح .
وبعدها جاءته الفرصة للسفر إلي أنجلترا لاجراء بعض الدراسات الميدانية خلال الفترة من ( 1975- 1978 ) ؛ حصل بعدها علي درجة الدكتوراة من جامعة القاهرة ؛ وكان موضوع الرسالة " جماعات الغجر في مصر : دراسة أنثروبولوجية في الشخصية الغجرية والتكامل الاجتماعي " . ولقد تدرج في سلك التدريس الجامعي حيث عمل معيد خلال الفترة من ( 1969- 1973 ) ؛ ثم مدرسا مساعدا خلال الفترة من ( 1973- 1979 ) ؛ ثم أستاذا مساعدا خلال الفترة من ( 1980- 1985 ) وأستاذ خلال الفترة من ( 1990- 1993 ) ؛ ثم مستشار لجامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع خلال الفترة من ( 1993- 1994 ) . ( أسحق عجبان :- الاستاذ الدكتور نبيل صبحي حنا :-مجلة معهد الدراسات القبطية ؛ 2002 م – 1719 ش ؛ الصفحات من 183- 186 ) .
ولقد قام بالتدريس في العديد من الجامعات مثل ( جامعة القاهرة – عين شمس – الزقازيق – قناة السويس – معهد الخدمة الاجتماعية – معهد التمريض – المعهد العالي للفنون الشعبية – معهد الفولكلور – معهد الدراسات العليا للطفولة ) .
ثم أعير إلي جامعة قطر للعمل بمركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي خلال الفترة من ( 1988- 1991 ) ؛ ثم أستاذ زائر بنفس المركز خلال الفترة من ( 1994- 1995 ) .
ولقد شارك خلال حياته في العديد من المؤتمرات والندوات نذكر منها :-
1-ندوة حقوق الإنسان بالكويت أبريل 1993 .
2-المؤتمر العاشر لمنظمة المدن العربية بالإمارات أبريل 1994 .
3-المؤتمر الدولي للدراسات الاجتماعية بكينيا يونيو 1994 .
4-المؤتمر العلمي عن آثار العدوان العراقي علي الكويت أبريل 1994 .
5-المؤتمر الدولي للعلوم الاجتماعية بالمجر أكتوبر 1994 .
6-مؤتمر دراسات الغجر في ليدن بهولندا مايو 1995 .
7-الملتقي العربي للعلوم الاجتماعية والصحية في لبنان يونيو 1996 .
8-ندوة الأنثربولوجيا والتنمية السياحية في الأردن يناير 1997 .
9-مؤتمر العلوم الاجتماعية والصحية في أندونسيا يونيو 1998 .
10- مؤتمر العلاقات العربية الأمريكية للمتطورات الثقافية بالجامعة الأردنية نوفمبر 1999 .
11-المؤتمر الثالث للملتقي العربي للعلوم الاجتماعية والصحة تونس 1999 .
12 شارك في عدة أبحاث بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية حول مشروع " الخط الساخن لمكافحة الإدمان " .
( إسحق عجبان :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 185 ) .
وحول قيمة نبيل صبحي العلمية والإنسانية ، يذكر الدكتور محمد الجوهري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة عنه فيقول " كان نبيل صبحي مواطنا عربيا وعالميا أسعده أن يمارس البحث والتعليم في أكثر من بلد عربي ، مارس التدريس والبحث في السودان ، وفي قطر ( في مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ) .وقدم في هذا الصدد أعمالا سيذكرها له العلم ، ووطد صلات مع زملائه من العلماء العرب في مجالات الإجتماع ، والأنثربوبولوجيا ،والفلولكلور . كذلك طبيعي أن تكون آفاقه العربية آفاقا عالمية في الوقت نفسه . فمنذ بواكير إشتغاله بالبحث العلمي وهو دؤوب في الإطلاع علي التراث العلمي العالمي ، بذل الجهد لتجويد لغته الإنجليزية قراءة وكتابة وحديثا ، تيسرت له سبل السفر إلي أكثر من بلد أوربي أذكر منها هولندا وإنجلترا للدراسة والبحث وإلقاء المحاضرات وعقد الندوات أيضا . وفي كل تلك المحافل كان نبيل صبحي يعيش مبادئه ، ويضرب مثالا مجيدا للإنسان المثل ( محمد الجوهري : نبيل صبحي : تجسيد حي للمثل العليا ، فصل من كتاب عن الدكتور نبيل صبحي رحلة عطاء بلا حدود ، الصفحات من 34 – 37 ) .
كما كان الدكتور نبيل مشاركا وبقوة في الخدمة الكنسية ؛ حيث بدأ خدمته بكنيسة السيدة العذراء بالمطرية ؛ ثم كنيسة العذراء أرض الجولف ؛ حيث أسس مركزا رائدا لعلاج أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية ( كنت حاضرا لحظة تأسيس هذا المركز ؛ سوف أذكره بالتفصيل عند الحديث عن ذكرياتي الشخصية معه ) .
كما شارك بالخدمة في الأنشطة المتعددة بأسقفية الشباب ؛ الخدمات الاجتماعية ؛ لجنة الأسرة التابعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط . ثم كلفه قداسة البابا شتودة الثالث – نيح الله نفسه في فردوس النعيم – بالاشراف علي معهد الدراسات القبطية عام 1993 ؛ حيث كان له دور كبير في تطوير لائحة المعهد والمكتبة وإعداد المناهج الدراسية .... الخ .
ولقد تنيح العالم الكبير في الساعة الخامسة من فجر يوم ثلاثاء البصخة في يوم 25 أبريل 2000 ؛ وقام قداسة البابا شنودة الثالث بصلاة القداس الالهي علي روحه الطاهرة في ذكري الأربعين . وكتب عنه كلمة رثاء طيبة جاءت في جريدة الأهرام 27 أبريل 2000 حيث قال " اختطف منا ونحن في أمس الحاجة إليه ؛ وكان رحيله المفاجيء خسارة لا تعوض نيح الله نفسه البارة والعزاء لأسرته وتلامذته ومحبيه " ( إسحق عجبان :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 186 ) .
ويعتبر الدكتور نبيل صبحي حنا مؤسسا لفرع هام في الأنثربولوجيا هو ما يعرف " الانثربولوجيا الطبية " هو فرع من العلم يهتم بدراسة العلاقة بين العوامل الثقافية والتصورات والمعتقدات الصحية من جهة أخري ؛ ولقد كون الدكتور نبيل مدرسة خاصة به أستطاع من خلالها تدريب شباب الباحثين وأشرف من خلالها علي 14 رسالة ماجستير ودكتوراة في علم الأنثربولوجيا الطبية ؛ منها رسالة عن " الأبعاد الإجتماعية لمرضي الأيدز " ورسالة أخري عن " المشكلات الاجتماعية المتربة علي الإصابة بسرطان العظام " و" الأبعاد الإجتماعية لمرضي الفشل الكلوي " و" الأبعاد الاجتماعية والثقافية لأمراض القلب " . وله عدة كتب ودراسات في هذا المجال نذكر منها :-
1-الطب والمجتمع: دراسات نظرية وبحوث ميدانية .( صدر عام 1995 ) .
2-التراث الطبي العربي .( صدر عام 1992 ) .
3- رصد الحركات العالمية للرعاية قبيل الوفاة ( صدر عام 1996 ) .
4-الحجامة :- تقرير دراسة ميدانية ، مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ؛ الدوحة ، 1989 .
5-الطب الشعبي وعلاج أمراض الأم والطفل :-تقرير دراسة ميدانية ،مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ، الدوحة ، 1989 .
6-أساليب الطب التقليدي في قطر : تقرير دراسة ميدانية : مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ، 1989 .
( فاروق محمد العادلي :- سطور من حياة عالم مصري ، مرجع سبق ذكره ، الصفحات من 43- 47 ) .
كما ألف ما يقرب من 40 كتاب في مجال التخصص ( علم الاجتماع والانثروبولوحيا ) لعل من أبرزهم كتابه الرائد " جماعات الغجر في الوطن العربي " . و" الانثروبولوجيا الطبية وخدمة القضايا الصحية والمرض في مصر " .
وفي مجال الخدمة الدينية والكنسية له العديد من الكتب نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر :-
1-خدمة الرجاء .
2-السحر في ضوء تعاليم الكتاب المقدس .
3-الإنسان مخير أم مسير ؟
4-النجاح والتفوق الدراسي .
5-ختان الأناث .
6-الحركة العالمية للرعاية قبل الوفاة .
7-خدمة الحالات الخاصة .
8-هاتوا العشور وجربوني .
9-مرشد الطالب للحياة الجامعية والتفوق الدراسي .
10-علاقات الخطيبين .
11-خدمة الفتيات الجانحات .
( الدكتور نبيل صبحي حنا ... رحلة عطاء بلا حدود ؛ صفحة 96 ) .
اخيرا :- بعض الذكريات الشخصية مع كاتب هذه السطور :-
لقد أتيح لي فرصة التعرف الشخصي علي الدكتور نبيل صبحي خلال فترة خدمتي في كنيسة العذراء أرض الجولف ؛ وعندما عرفته أني خريج كلية الآداب قسم الاجتماع مثله ؛ فرح جدا وأخذ ينصحني كيف أستفيد من دراستي لهذا العلم ؛ ولقد كان مشغولا في تلك الفترة بعمل دراسة ميدانية عن ظاهرة التكريس في الكنيسة القبطية ؛ فكلفني بالبحث في المكتبات الكنيسة المختلفة عن الكتب التي تخدم موضوع بحثه هذا ؛ ثم نصحني بالالتحاق بقسم الاجتماع بمعهد الدراسات القبطية حيث كان يعمل رئيسا للقسم ؛ وفي هذا المعهد أتيح لي فرصة التعرف علي العديد من كبار أساتذة التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الإجتماعية نذكر منهم علي سبيل المثال ( الدكتور سليمان نسيم – الدكتور عدلي كامل أستاذ علم النفس – الدكتور منير عطا الله أستاذ التربية – الدكتور ثروت اسحق استاذ علم الاجتماع - الدكتور فوزي إلياس أستاذ علم النفس ..... الخ ) و لقد كان حريص في هذا القسم علي تأسيس جيل كامل متخصص في مجال " علم الاجتماع الديني " بحيث نستطيع تطببيق نظريات علم الاجتماع علي مجالات الخدمة المختلفة ؛ وأذكر جيدا أنه عندما تولي منصب العمادة ، كلفني بمحاولة عمل حصر شامل لكل ما كتب عن الأقباط من جميع الزوايا وفي جميع العصور ، وكانت البداية هو حصر كل ما هو موجود في مقتنيات دار الكتب المصرية حيث كانت مكان عملي ، وكانت خطته هو ضرورة وجود كل هذه الكتب في مكتبة المعهد سواء بالشراء أو التصوير ( لم يكن PDF قد ظهر بعد ) ، ونظرا لأنه كان يسكن في المطرية ؛ وأنا أسكن في الزيتون ؛ كان يحرص علي توصيلي في سكته ؛ وكانت فرصة رائعة للاستزادة من علمه وخبرته ؛ وأيضا نصائحه الشخصية فيما كان يعتريني من مشاكل نفسية شخصية في تلك الفترة ؛ وحول ذكرياتي حول تأسيس مركز الرجاء ؛ أن الافتتتاح تم ليلة الجمعة الكبيرة في كنيسة العذراء أرض الجولف ؛ وكان المتنيح الأنبا غريغوريوس يصلي صلاة البصخة في الكنيسة ؛ وفور انتهاء الصلاة ؛ قام الدكتور نبيل باصحطحابه الي المركز ( لم يكن أكثر من حجرة بسيطة تحت الارض وقتها ) وأستفاض سيادته في شرح فلسفة المركز لنيافة الانبا غريغوريوس ؛ وكيف أنه شاهد التجربة في فرنسا وأعجب بها كثيرا ( فلسفة المركز باختصار شديد هو تهيئة المرضي أصحاب الأمراض المستعصية كالسرطان والفشل الكلوي في المراحل الأخيرة من حياتهم لجو روحي ونفسي جميل بحيث يتيح لهم فرصة الخروج من حالة الاكتئاب وقلق الموت المصاحب لهّذه الحالات ) ؛ ويريد تطبيقها في مصر ؛ وأذكر جيدا أن نيافة الانبا غريغوريوس أثني علي فكرة المركز كثيرا ؛ وذكر له بعض الخبرات والقراءات التي تم شفائها من أمراض مستعصية بفضل وجود مثل هذه المراكز الطبية .
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-اسحق ابراهيم عجبان :- الأستاذ الدكتور نبيل صبحي حنا ؛ مجلة معهد الدراسات القبطية 2002 م – 1719 ش ؛ بمناسبة العيد الأربعيني لتأسيس أسقفية التعليم والمعاهد الدينية ؛ الصفحات من 183 – 186 .
2-الدكتور نبيل صبحي حنا .... رحلة عطاء بلا حدود ؛ الكتاب التذكاري الصادر عن كنيسة السيدة العذراء أرض الجولف .
3-بعض الذكريات الشخصية مع كاتب هذه السطور .