ماجدة سيدهم
الحراك التنويري من قبل التنويرين الحقيقيين (  فمدعين الثقافة والتنوير  في الزحمة كتير جدا)  محصور فقط في أزمة الصراع أو مقاومة  التراث الديني السلفي  وعلى حذر شديد  كمان ..وإلا دخل في قضية إزدراء من مجتمع متربص بشدة ومصاب بلوثة التغييب والخوف والتباس القيم ..

بالتالي هو تنوير له سقف ومحاذير  كثيرة  لذا تأثير هذا الحراك  على الشارع  ضعيف خاصة وإن المواجهة شرسة باعتبار أن مقاومة التنوير تعد جهادا  وتقوى وواجب شرعي

* فأي حركة إصلاحية تسعى  للتغيير في إطار محدود ولا تستطيع أن تقترب  بحربة من مناقشة مسائل فكرية أو فلسفية من دون أية مخاوف أو شكوك لا تعد تنويرا بل هي حالة من  الرفض والمقاومة للفكر والتراث الوهابي المعطل  لمسيرة الحياة   الطبيعية  ومعطل للنمو الإنساني المتحضر  ..

بل كثيرا  ما يتولى التنويري  مسألة تجميل  وتصحيح  تلك المفاهيم  العتيقة باعتبار أن القضية تتعلق بسوء الفهم للنص . وربما لاتقاء شر رد فعل العقل الجمعي السلفي ..والنتيجة  لاشيء يتحسن على أرض الواقع سوى تفاقم الأزمة للأسوأ   وعليه تبدو تلك المحاولات هي مجرد أراء متبادلة وجدال أنيق في نطاق الأوساط المدعية للثقافة ..

و الإشكالية هي  أن التراث الديني السلفي في حد ذاته يرفض  بل يحرم ويقف حائلا  وضد منطقة  الفكر والتفكير  والمنطق والفلسفة والفنون والقيم الإنسانية اللي بدورها تحرر الشعوب من  أزماتها المعتمة  وعصورها المتخلفة بشجاعة الرواد ..

*  ومايزيد الطين بلة  والغريب للأسف هو التعصب من بعض التنويرين  لإقتناعهم أنهم فقط المحتكرين مناقشة قضايا التراث السلفي بإعتبار هذا امتياز حصري لهم  يضمن استمرارية التواجد على ساحة الجدل..

* ورغم ذلك لا بديل عن استمرار تلك المحاولات في نطاقها الديني الضيق بلغة تخلو من الاستعلاء والتهكم  قد تجد قبولا في الشارع  المصاب بلوثة التدين على أمل أن يتحول لمشروع قومي للخروج من المشهد المعتم للنور والتحضر في أقصر وقت ..