د.امير فهمي زخاري المنيا
الطفل يمكن تعميده ولو كان إبن يوم واحد، إذا كان هناك خطر يهدد حياته وفى هذه الحالة لا يدخل الكنيسة مع أمه إنما يحمله إنسان آخر.

أما فى الأحوال العادية فيعمد الطفل بعد أربعين يومًا من ميلاده إن كان ذكر وثمانين يومًا إن كانت أنثى، ذلك لأن المرأة يكون محظور عليها الدخول الى الكنيسة او المواضع المقدسة قبل تطهيرها.

وهذا المنع هو أمر الهى ورد فى الكتاب المقدس “أية إمرأة حبلت فولدت ذكرًا فلتكن نجسه سبعة أيام كحكم أيام طمثها يكون حكم نجاساتها … وثلاثة وثلاثين يومًا تقيم فى دم تطهيرها ولا تمس شيئا من الأقداس والى المقدس لا تجئ حتى تكمل أيام تطهيرها فإن ولدت أنثى فلتكن نجسه أسبوعين كحكم طمثها وسته وستين يومًا تقيم فى دم تطهيرها (لا2:12-5).

ولقد أطاعت الكنيسة المسيحية هذا الأمر الإلهى عبر كل العصور، وأول سيدة خضعت لهذا الأمر الإلهى فى العهد الجديد كانت العذراء القديسة مريم فإنها على الرغم من إنها حبلت بالمسيح يسوع من غير دنس الخطيئة (مز5:50)، فإنها لم تأت الى الهيكل قبل إتمام ايام التطهير المنصوص عليها فى الشريعة وعلى الرغم من طهارة القديسة مريم وأن ولادتها للمسيح يسوع ولادة لم تتلوث بلوثة الخطية الأصلية فإنها جاءت الى الهيكل بعد أربعين يومًا من ولادتها للمسيح يسوع “ثم لما تمت أيام التطهير على مقتضى شريعة موسى صعدوا به الى أورشيليم ليقدماه للرب عملًا بما هو مكتوب فى شريعة الرب .. وليقدما الذبيحة التى تفرضها شريعة الرب (لو22:2-24).

ومما هو جدير بالذكر أن كنيستنا الارثوذكسية تحتفل بدخول المسيح طفلا وتقديمه للهيكل فى الأربعين لميلاده اى تجسده فى اليوم الثامن من أمشير “15 فبراير” … وهذا التحديد لهذا العيد فى موعده هو مؤشر صريح يدل على إلتزام الكنيسة المسيحية بالمدة المحددة فى الشريعة كما جات فى سفر اللاويين

40 يوم للذكر و80 يوم للأنثى
------------------------------
40 يوم للذكر ينتظرها الطفل ليتم عماده، وفى هذا إشارة لأن آدم إستمر فى خطيته محكوما عليه بالموت فترة قبل أن يتمم الرب يسوع فداء الإنسان ويعيد له الحياة هذه التى نحصل عليها بالمعمودية.

80 يوم للأنثى هذا للتذكير بأن المرأة أخطأت أولًا، وهي أسْقَطَت الرجل، فالذي يُعْثِر غيره عقوبته أشد (1تي14:2، 15).

حقًا فالبنت التي نعمدها لن تُعاقَب بسبب خطية حواء، لكن هذا لتذكيرنا نحن أن مَنْ يُعْثِر إنسان فعقوبته أشد. "من أعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر" (مر9: 42).

ومدة الأربعين يومًا والثمانين يومًا جاءت من العهد القديم (لا 12).

ولكن فى حالات كثيرة يمكن التغاضى عن هذه الفترات كالسفر مثلًا لأماكن لا يوجد بها كنائس. بل وفى حالة أن تكون الحياة مهددة بالخطر يتم تعميد الطفل فى أى وقت.

ولنفهم أن الـ 40 يوما والـ 80 يومًا هى ليست عقوبة بل هى وسيلة إيضاح كما رأينا.

سر المعمودية لا يعاد
-----------------------
وحتى في حالة إنكار الإيمان فالمطلوب هو التوبة فقط ، فالتوبة هي معمودية ثانية. المعمودية تشفى من المرض والخطية هى إنتكاسة وعلاج الإنتكاسة هو التوبة.

لماذا نعمد الأطفال وأباءهم مسيحيين؟
-----------------------------------
هذه قال عنها نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة بأن الخطية كانت سببًا فى الموت كمرض مميت. وشبهها بمرض وراثى أصاب الجينات. فالمعمودية للأب وللأم تشفيهم هم شخصيا. ولكن أولادهم ما زالوا حاملين للمرض. لذلك ينبغى شفاءهم بنفس العلاج الشافى أى المعمودية. لذلك يقول الكاهن فى المعمودية "أعمدك يا فلان" ويناديه بإسمه. ولا يقول أعمدك أنت ونسلك. فالمعمودية هى نعمة يقبلها الشخص نفسه بالإسم.
🌹 يارب تكون في فائدة من المنشور 🌹
د.امير فهمي زخاري المنيا