رفعت يونان عزيز
اخريستوس أنيستي ، آليثوس آنيستي" المسيح قام، حقًا قام.
تهنئة قلبية خالصة بعيد القيامة المجيد لقداسة البابا تاوضروس الثاني وشركائهم في الخدمة الأباء المطارنة والأساقفة والقمامصة والقسوس وكل الرتب الكهنوتية والشعب المصري والكنيسة  ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ والسادة النواب والمحافظين ورؤساء المدن  والقري والشرطة والجيش  أعاده الله علي جميعنا والعالم بالسلام والأمان والخير والبركات .

في البدء خلق الله الكون وكل ما فيه ورأي أنه حسن خلقها بنظام وإدارة دون اختلاف أو خلل.  قال الله " نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا , فيتسلطون علي البحر وعلي طير السماء وعلي البهائم وعلي الأرض , وعلي جميع الدبابات التي تدب علي الأرض " فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ  وقال حسن جداً . ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.  خلق الإنسان ليتمتع  في هدوء ونقاء وبر بالحياة الأبدية الدائمة . لأن الله كلي المحبة .

الشيطان الخداع وسقوط الإنسان
بعدما سقط الملاك سطانئيل أو المشتكي ( الشيطان وجنوده لكبريائه وأنانيته) أراد سقوط الإنسان وبما إنه كذاب وأبو كل كذاب ومخادع بمكر ودهاء ويتلون بألوان متعددة يظهر كمحب في حروبه ضد الإنسان  يرتدي ثوب الحمل لكنه ذئب يقدم لك وجباته المتنوعة لجوانب حياتك بطرق مبهجة وبريق ولمعان مزيف وشهد المذاق لكنه سم قاتل ثم يدخلك في طريق ظلام دامس ثم البحيرة المتقدة بنا لا تطفأ ودود لا يموت لهلاك الإنسان , استخدم الحية لتغوي حواء أن تأكل من شجرة معرفة الخير والشر فأغوتها وأعطت رجلها أدم ,مخالفين وصية الله الذي قالها لهما يوم أن تأكل من هذه الشجرة موتاً تموتون . وبهذا سقط الإنسان الأول وأصبحت العقوبة سارية والموت صار شوكة وأصبح الإنسان في حالة انفصال وتوهان وزاغ وأصبح يحتاج لمجد ورحمة الله , كيف يتحقق عدل ورحمة الله في آن واحد وكاسر الوصية والمخطأ هو الإنسان المخلوق .

معاً نتأمل ونعيش مع المسيح ملك الملوك ورب الأرباب المخلص الفادي هو الطريق والحق والحياة . نتأمل أبونا أدم وأمنا حواء  كانت حياتهما قبل السقوط  في تمتع بالسلام والأمان والخير والبركات  وحديث مع الله وملائكته  . لكن بعد سقوطه بمخالفته لوصية الله كانت العقوبة موتاً تموت وحدث له تعب وشقاء وعدم استقرار ولا سلام حالة من الخصام بين السمائيين والأرضيين لكن محبة الله قوية  تنفيذه لحكم المخالفة كان ساري لأنه عادل  وحكمه لا يتغير .

خطة الله للخلاص  :-
الله الخالق فوق الزمان غير محدودا.أما الإنسان المخلوق محدودا , لكي يستوعب ويدرك الإنسان خطة الله ,  كان لأبد أن يمهد  سير خطته بطريق الفداء والخلاص , فخطة الخلاص وفداء البشرية كانت عند الله لندرك ونحس بعظمة محبته ورحمته للإنسان ’ وكيف يحقق العدل وحكمه يكون نافذ.

 بسقوط أدم نجد الخطيئة عرته ,  حينها  نجد  ( تك 3 : 21 )  " وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا " شاء الله بذلك تدبير عظيم يشير للخلاص بالدم، و أيضًا حب لا مثيل له من الله نحو الإنسان، الذي عرته الخطية، فصار في خزي عظيم، )أش 61: 10 )  "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا"  . توالت الأحداث لكن كيف يقدم الإنسان ( نبي مثل موسي )  أو ملاك الخلاص للبشرية  فالإنسان مخلوق وتحت حكم الموت فلم يقدر ( مز 49 : 7 ) " الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه "  الملاك أو رئيس الملائكة ليس من طبيعة الإنسان كما أنه لا يملك نفسه ليقدمها فداء وهو محدود . نجد بالكتاب المقدس بالعهد القديم نبوءات كثيرة عن السيد المسيح الفادي المخلص تحققت  ) تك 3 : 15 )  " نسل المرأة يسحق الحية  "  تأمر الرؤساء والملوك  ورفض حجر الزاوية .   بغضة الشعب اليهودي :-

( مز 109: 3-5 ) " أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب .. حينئذ رددت الذي لم أخطفه .. صرت أجنبياً عند أخوتي , وغريباً عند بني أمي "
( مز 69: 4 , 8 ) بكلام بغض أحاطو بي , وقاتلوني بلا سبب بدل محبتي يخاصمونني . أما أنا فصلاة . وضعوا علي شراً بدل خير , وبغضاً بدل حبي "  

+ دخول المسيح أورشليم " ( إش 40: 9- 11 )    +" دم العهد الجديد" ( أر 31 :31 – 34 ) + خيانة يهوذا + بيعه بثلا ثين من الفضة + نهاية يهوذا + هروب التلاميذ + غيرت بيتك والتعييرات + القبض علي المسيح + شهود زور + صمت المسيح أثناء المحاكمات + أكليل الشوك + الجلد واللطم والبصق  + صلبه بين لصين + ثقب الأيدي والأرجل والجروح +  الاستهزاء والسخرية + الزلزلة والظلمة + إحصاء عظامه والعطش وشرب الخل + وقوف أقاربه من بعيد + الصلاة من أجل صالبيه + إلهي , إلهي , لماذا تركتني + في يدك أستودع روحي + منظر المصلوب + عدم كسر عظامه + الطعن بالحربة + أقتسام الثياب + إطلاق أسري الجحيم + التكفين والدفن + جسده لا يري فساداً + القيامة والقبر الممجد + زمن صلب المسيح .. كلها نبوءات تحققت وذكرها العهد الجديد ..

 ومن النبوءات بالعهد القديم ( إش 9: 6-7 )" لانه يولد لنا ولد و نعطى ابنا و تكون الرياسة على كتفه و يدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام  " ."  لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود و على مملكته ليثبتها و يعضدها بالحق و البر من الآن إلى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا"  

بالقيامة الحياة الأبدية :-
ماذا كان يعني الموت قبل القيامة ؟  الموت كان قبل صلب وموت وقيامة السيد المسيح شئ مرعب مخيف نهاية ظلامي قاسية , لأن الشيطان كان يري ذلك هو قمة وقوة الانتصار له في إغواء وهلاك الإنسان ولا يعود له ذكر .

م قد حدثت 8 قيامات عبر تاريخ الكتاب المقدس قبل قيامة السيد المسيح لكن لم تكون مثل المسيح :-  3 في العهد القديم هم :- أبن أرملة صرفة صيدا أقامه إيليا ( 1مل 17 : - 22 ) بقوة الله – أبن المرأة الشونمية أقامه أليشع النبي (2مل 4 :25 )  والثالث مات فطرحوه في قبر أليشع عاش وقام ( 2مل 13 :21) . أما بالعهد الجديد ثلاثة أقامهم السيد المسيح أبن أرملة نايين (لو7: 15 ) وأبنة يايرس (لو8: 55 ) ولعازر ( يو 11 : 43 ,44 ) وأقام بولس الرسول الشاب أفتيخوس (أع  20 : 10 ) وأقام بطرس تلميذة أسمها طابيثا ( 9 : 40 ) نجد كل هؤلاء أقامهم غيرهم ولم يقم أحد منهم بذاته فهم مخلوقين وليس سلطان لأنهم محدودين .

أما قيامة السيد المسيح له المجد لها أبعادها المختلفة ففي أحداث المسيح كلها تبين محبة الله الفائقة كل الحدود لأن إلوهيته غير محدودة فهو الخالق الغير مخلوق ."فإنه إذا الموت بإنسان، فبإنسان أيضًا قيامة الأموات"، لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ولكن كل واحد في رتبته . "المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه" ( 1كو 15: 21-23)

لم يريد هلاك جبلة وصنعة  يديه , أظهر لنا محبته الفائقة " كلي المحبة " وعدله ورحمته وقوة سلطانه وأنه علي كل شئ قدير . أظهر بقيامته من الموت  سلطانه بانتصاره علي أخر عدو يستخدمه الشيطان شوكة الموت " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية   وبهذا صار باكورة الراقدين ولا موت بعد بل انتقال جاعل الموت جسر لنعبر من خلاله إلي الحياة الأبدية التي أعادها لنا بقيامته بذاته .بنور الحياة بدد الظلام  ,  والخوف بالسلام ,  صالح السمائيين بالأرضيين . أحيا لنا الأفراح والسعادة وأنهي الأحزان . فتح لنا باب السماء ,  هكذا بالقيامة أصبح هو الطريق والحق والحياة . ففيه لا نهاب شر ولا نخاف محاربات عدو الخير لأنه أعطانا الروح القدس الذي يعلمنا كل شيء  روح الحق المعذى . وللاتحاد به وثبات الإيمان قدم لنا الأسرار المقدسة  .

فمع احتفالنا بعيد القيامة المجيد يجب أن تكون حياتنا في حالة استعداد دائم لكي نرث الحياة الآبدية , كما نصلي من أجل خلاص النفوس البعيدة والسير قدماً في طريق الحق والحياة وأن يحفظ مصرنا شعباً وقيادة ومؤسساتها والشرطة والجيش وكذلك شعوب العالم كلها وينهي الحروب  روسيا وأوكرانيا وينهي الصراعات والخلافات بالدول التي تعاني مشاكل عدم الاستقرار ويرفع الغلاء والوباء وكل ضيق  ويحطم كل حيل الشيطان المرتكزة في الإرهاب والجماعات المتطرفة والدولة التي تريد الهيمنة علي العالم .  وتحل القضية الفلسطينية حل جزري ويساند ويحفظ شعب فلسطين 
رفعت يونان عزيز