حمدي رزق
أحسن المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، محافظًا على عيد «شم النسيم» كما هو فى موعده غدًا (الاثنين الموافق 17 من شهر إبريل عام 2023 ميلادية).
وقررها مدبولى كما هو معتاد منذ عقود خلت، إجازة رسمية مدفوعة الأجر، للعاملين فى الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال، والقطاع الخاص.
جد خشيت تكرار قرار ترحيل اليوم السعيد إلى إجازة العيد، كما حدث العام الماضى، وتم العدول عنه لأسباب وطنية، شم النسيم من الأعياد التى تمس شغاف الروح المصرية، من أعياد الأمة المصرية
مشكورًا مهندس مدبولى، وعليه، وبأريحية حكومية، وكما حافظت الحكومة على عيد شم النسيم فى موعده، نرجو إعادة النظر فى ترحيل أيام الأعياد الوطنية إلى نهاية الأسبوع.
الحمد لله عفانا الله من جائحة كورونا التى استوجبت ترحيل الأعياد، فلتعد الأعياد إلى أيامها الاعتيادية قربى لهذا الوطن، وإحياء لأعيادنا الوطنية التى كادت تضيع فى زحمة الإجازات.
مقصدى أرجو تفهُّم وجهة النظر التى تقول إن لكل شعب أعياده الوطنية فى أيام معلومة، فرصة لتذكُّر الأيام المجيدة فى تاريخ هذا الشعب العظيم.
استمرارية ترحيل الإجازات تُفقد الأعياد معناها ومحتواها، ٢٣ يوليو، ٦ أكتوبر، ٢٤ إبريل، عيد تحرير سيناء، لسنا فى حِلٍّ من التذكير دومًا بهذه الأيام الباهرة وطنيًّا.
ترحيل الأعياد وراء بعضها، وسنة ورا سنة، يُنسينا الأعياد، تشيه ملامحها، تصبح أيامًا عادية، بلا مؤثرات وطنية، وفى ظهرانينا أجيال لم تعاصر هذه الأيام العظيمة.
بمرور الوقت تتحول الأعياد إلى إجازات فاقدة الروح والمعنى، فى ظل «معركة الوعى» التى نخوضها ضد «مخطط الاستلاب»، الذى يستهدف تصحير الذاكرة الوطنية من كل ما هو فاخر ويستحق الفخار، مستوجب استعادة الأعياد جميعًا إلى مواعيدها الاعتيادية.
أعلم أن هذا الطرح لن يعجب متضبعى الإجازات، ويحسبونها باليوم على أجندة المكتب، وتبشرهم بها المواقع الإخبارية بداية كل عام، وبداية كل شهر.
إجازات ممتدة، خميس وجمعة وسبت، تخلو الدواوين الحكومية من موظفى قضاء الحاجات، ونخرج البلد من المدار الكونى 72 ساعة كاملة، دون إحساس بالزمن، والوقت معلوم إن لم تقطعه قطعك إرَبًا.
معلوم أن نظام ترحيل الإجازات المتبع حكوميًّا منذ الجائحة يعتبر يوم الخميس التالى على المناسبة المقرر بشأنها الإجازة إجازة رسمية، بدلًا من الإجازات التى تقع فى منتصف الأسبوع، مع استثناء إجازات أعياد الفطر والأضحى والميلاد.
وجرى استثناء «شم النسيم» تاليًا باعتباره اليوم التالى لعيد القيامة المجيد، فيه طقوس وصلوات، وترحيله يؤذى مشاعر إخوتنا، ومن زاوية التاريخ فإنه اليوم الذى يجمع المصريين على أساس الهوية التأسيسية (البنية الأساسية) للمصرية، ما استوجب العض عليه بالنواجذ، واستثناؤه من نظام ترحيل الإجازات.
شم النسيم إذن طقس فرعونى يستوجب الأمر إحياءه على وقته. وعيد النصر ونصر أكتوبر وتحرير سيناء أعياد وطنية، مستوجب الحفاظ عليها فى أيامها دون ترحيلات تُجهض معناها فى النفوس، والقول بأن ترحيل الإجازات لا يلغى الاحتفالات مردود عليه: «بعد العيد ما يتفتلش الكحك».
نقلا عن المصرى اليوم