د. أمير فهمى زخارى المنيا
أهتم السيد المسيح له المجد بعد قيامته بلف المنديل بعناية ولم يضعه هكذا بدون لف مع الأكفان !!
لماذا أعطي الكتاب المقدس كل هذه الأهمية للمنديل الملفوف وأفرد له أية كاملة من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ؟!

لنعرف هذا ..

نرجع إلي وصف الكتاب المقدس للحدث :
" فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلي القبر .. وكان الأثنان يركضان معاً .. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء اولاً إلي القبر .. وأنحني فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل  ..

ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة  .. والمنديل الذي كان علي رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان .. بل ملفوفاً في موضع وحده ..
( يو ٢٠ : ٣ - ٧ )

إذاً لماذا أهتم السيد المسيح بعد قيامته بلف المنديل بعناية ولم يضعه هكذا بدون لف مع الأكفان ؟!
ولماذا أهتم الكتاب بذكر هذا الموضوع بالتفصيل ..
لنعرف هذا يجب أن نرجع إلي التقليد اليهودي في ذلك الوقت  ..
المنديل الملفوف عند اليهود في ذلك الوقت كان يحدد إحدي العلاقات بين السيد والصبي العامل عنده  ..
فعندما يجهز الصبي الطعام للسيد فأنه ينتظر السيد حتي ينتهي من طعامه  ..

فإذا أنتهي يقوم السيد بمسح يديه وفمه ولحيته بالمنديل المخصص لذلك ثم يترك المنديل علي المائدة كيفما اتفقا بدون أن يلفه مرة أخري لأنه أستعمل .. فيقوم الخادم برفع الطعام وتنظيف المائدة لأن المنديل متروك بدون لف  .. يعني أن السيد قد أنتهي من الأكل ولن يعود مرة أخري  ..

أما إذا غادر السيد المائدة لأي سبب وترك المنديل ملفوفاً عليها .. فإن الصبي لن يقوم بلمسها علي الإطلاق وسوف ينتظر مترقباً ومتيقظاً .. لأن المنديل الملفوف يعني أن السيد أت مرة ثانية وعليه أنتظاره ..

لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي أبن الإنسان
( مت ٢٤ : ٤٤ )...
د. أمير فهمى زخارى المنيا