عيد اسطفانوس
ماهو مصير الكوكب عندما تشتعل أوربا ؟ وقبل التسرع باستنكار التساؤل والاعتقاد باستحالة الحدث ، نذكركم بكم الأحداث الدراماتيكية التى فجرت حروب خاضتها القارة العجوز وخرجت منها مضعضعة ، لكن الفارق هذه المرة سيكون مختلف تمام الاختلاف ، فنوعية العداءات ونوعية الأسلحة لن تجعل الخسائر هذه المرة مجرد الضعضعة ، فالعدو هذه المرة أسد جريح له ثأر مؤجل من عقود يترصد فرصة مناسبة لينتقم ويعيد أمجاد امبراطورية تشظت بفعل فاعل ، وقد بدأت تتوالى مسلسلات استفزازه فى البر والبحر والجو ،ولا شك أن احداها ستكون الشرارة التى ستفجر الوضع ، ويومها لن ينفع الندم سيتم الضغط على كل الأزرار الحمراء وسيكون المبدأ عليا وعلى أعدائى ، وسيهدم المعبد على رؤوس الجميع .
والمرء يراوده تساؤلات محيره كثيرة منها لماذا اختارت أوربا هذا المسار الانتحارى؟ ولماذا استدرجت لهذا المستنقع بهذه السذاجة ؟ وهل شعوبها مستعدة للتضحيه بحالة الرفاه التى ينعم بها معظم مجتمعاتها من أجل حرب لاناقه لهم فيها ولا جمل ، وهل الاله الاعلامية الهادرة التى تجلد روسيا ليل نهار باعتبارها المعتدى الغاشم الظالم البادئ بالحرب هل هذه الآله تقول الحقيقة مجردة ؟ ولماذا يصب الامريكيون والبريطانيون الزيت على النار عن بعد بهذه الكثافة ؟ وهل يعتقدون بأنهم جغرافيا بمنأى عن نتائج الصراع ؟ ولماذا ولماذا؟ وتساؤلات محيرة كثيرة يعجز أعتى المحللون عن ايجاد اجابه شافيه لأى منها
وفى رأيى أن مايجرى الآن هو مجرد معارك محدودة محصورة فى نطاق حدود متنازع عليها بين دولتين جارتين كانتا كيان واحد منذ عهد قريب ،ومع ذلك تأثيرهذا النزاع طال الكوكب كله وكل مناحى الحياه فيه غذاء ودواء وكساء وطاقه ، فمابالنا لو اندلعت حرب حقيقية شامله وتوقفت مراكز الانتاج صناعه وزراعه وبحث علمى وتقطعت سلاسل الامداد ، ولكن أخطر ماسيحدث هو انتشار الفوضى فى كل أرجاء الكوكب ، فبينما ينشر الدب الروسى الدمار فى كل أرجاء القارة ينتهز التنين الصينى الفرصة ويستعيد تايوان ، ويغرق الشرق الاوسط وأفريقيا فى مجاعة وفوضى سياسية وأيديولوجية ، وبالطبع ستنقض الخلايا النائمة فى شرق أفريقيا ــ والتى كانت أوربا تتولى كبح جماحها ــ ستنقض على نظم الحكم الهشة هناك وتصبح أفريقيا مرتعا وحاضنة لكل المنظمات الارهابية ، وتعود تزدهر صناعة الأفيون فى أفغانستان وباكستان وتنقض طالبان على باكستان ويصبح فى يدها سلاح نووى ،وتكمل ايران برنامجها النووى دون ازعاج ،وتنفجر اندونيسيا وماليزيا فى صراع عرقى ودينى كامن منذ عقود ،وبعد أن تفيق أمريكا من هول الصدمة يكون قد تكون حلف جديد مناوئ لها فى ادارة العالم روسيا والصين والهند وايران وكوريا الشماليه وأفغانستان وكل من يضمر العداء للعام سام .
والاعتقاد بسذاجة هذا السيناريو هو السذاجة بعينها ، وعلى سبيل المثال لاالحصر من كان يتخيل مجرد تخيل أن تلقى أمريكا قنبلتان ذريتان على هيروشيما وناجازاكى ،واذا كانت هذه الهجمات الذرية (وقتها ) لم يكن فى الامكان الرد عليها فى حينه أما اليوم فالرد سيكون فى حينه فورى (ونووى) وليس (ذرى) ، أى أن الكوكب كله على شفا كارثه ان لم يتدارك هؤلاء الساسة المتهورون الموقف ، وعلى الشعوب أن تنتفض ضد هذه الحرب قبل فوات الاوان ، وأتمنى أن أنهى تحرير هذا الطرح ولا زال الحال على ماهو عليه ولا نصحو على مشاهد الرقص على تلال خربة .