الراهب يشوع: احتفالات القيامة تبدأ بسبت النور وتستمر 50 يوما
يُعد عيد القيامة المجيد من أكبر الأعياد الدينية التي يحتفل بها المسيحيون في العالم كله، فكما يطل عليه عدد من آباء الكنيسة القدماء، فإنه «عيد الأعياد» و«أكبر الأعياد» و«إكليل الأعياد»، حيث يُعتبر من أقدس الأعياد الدينية المسيحية.
وتحتفل الكنيسة في العالم كله بعيد القيامة تذكارياً لقيامة السيد المسيح من الأموات، حيث بدأ الرسل والتلاميذ في وضع احتفال سنوي بعيد القيامة، وهو ما تستمر عليه الكنيسة من احتفالات وطقوس حتى يومنا هذا.
طقوس الاحتفال بعيد القيامة تبدأ من سبت النور
ومع الأهمية الكبرى لعيد القيامة المجيد، هناك الكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي تتم للاحتفال بهذا اليوم والتي تبدأ من الساعات الأولي ليوم سبت النور والذي يأتي مباشرة عقب يوم «الجمعة العظيمة».
وقال القس الراهب يشوع الأنبا بيشوي أحد رهبان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، إن احتفالات عيد القيامة تبدأ بسبت النور والذي يقام في نهايته قداس العيد، والذي يتم خلاله الصلاة حسب التقليد الكنسي، خاصة أنه يتميز بـ«تمثيلية القيامة»، والتي تعبر بشكل مبسط وتذكير بأحداث قيامة السيد المسيح من الأموات.
وأشار إلى أنه خلال قداس القيامة يتم تمثيل قيامة المسيح بشكل بسيط من خلال غلق بابا الهيكل بالستائر التي تغلقه، والتي تدل على أنه قبل مجيء المسيح وقيامته لم يكن هناك خلاص للنفوس البشرية، كما يرمز باب الهيكل للحجر الذي وضع على باب القبر الذي وضع فيه المسيح، وهو نفسه الموجود حاليا في كنيسة القيامة بالقدس ويخرج منه النور المقدس.
وأشار إلى أنه عقب قراءة «الإبركسيس» وهو إحدى القراءات التي يتم قراءتها في الكنيسة من الإنجيل يتم البدء في إجراء حوار وتراتيل بين كبير الكهنة من داخل الهيكل وأحد الشمامسة من خارج الهيكل والتي تمثل السماء الأرض على الترتيب، حيث يتساءل من في الارض عن قيامة المسيح ومن في السماء يؤكد على ذلك.
وأوضح الراهب يشوع أنه عقب الانتهاء يتم فتح باب الهيكل يخرج الشمامسة حاملين صلبان عليها رايات بيضاء وعليها صور قيامة المسيح، وهو رمز على قيامة المسيح والفرح بدلا من الرايات السوداء التي كانت توضع خلال أسبوع الآلام، لتبدأ عقب ذلك الكنيسة في الاحتفال بالعيد والقيامة لمدة 50 يوما وهو ما يسمى بـ «الخماسين المقدسة».
القس شنودة: احتفالات عيد القيامة المجيد تشهد طقسا خاصا في الكنيسة
وفي هذا السياق قال القس شنودة كامل، إن سبت النور هو اليوم الذى يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة، وهو اليوم السابع من أسبوع الآلام والذي يبدأ بذكرى دخول المسيح أورشليم، وهو ما يسمى بأحد الشعانين.
وأضاف كامل في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن سبت النور هو اليوم الذي قضاه يسوع المسيح في قبره، بعد موته على الصليب عصر يوم الجمعة قبل أن يقوم من موته في فجر يوم أحد القيامة.
وأشار إلى أنه سُمي بـ«سبت النور» لأن السيد المسيح بعد أن مات على الصليب بالجسد يوم الجمعة عصرًا نزل إلى الجحيم لِيَطرَح الشيطان خارجًا ويُقيِّده، ويُحرِّر أرواح الأبرار الذين رقدوا على رجائه ويُدخِلهم إلى الفردوس، فيسمّى سبت النور لأن السيد المسيح أنار على الذين كانوا في الظلمة أي الهاوية، كما يقول الكتاب المقدّس «اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ» (إش 9: 2)، ويقول أيضاً : «وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى.» (أف 4: 9).
وأوضح أن الاحتفال بسبت النور يشهد طقسا خاصا، في الكنائس الأرثوذكسية، يبدأ من مساء الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، يسمى سهرة أبو غلمسيس، والذي يعد تذكارا لتحرير السيد المسيح للنفوس التي كانت في الجحيم.
وأكد أن طقس صلاة سبت النور له طقس خاص في الكنيسة، حيث تمتزج فيه الألحان الحزينة - التي تستمر من أسبوع الآلام السابق - وألحان الفرح، التي تعلن بداية فترة أفراح القيامة، وعند فجر السبت ، يُقام قداس سبت الفرح، ثم يبدأ الأقباط صومًا أخر حتى نهاية قداس العيد مساء السبت وليلة الأحد ، والمعروف بـ«قداس ليلة عيد القيامة».وأوضح أن عيد القيامه دائماً يأتي يوم أحد ويحتفل به ليلة الأحد وينتهى من القداس بعد منتصف الليل مراعاة للوقت الذى قام فيه المسيح لأنه قام باكراً والظلام باق وفق كتابات الكتاب المقدس.