عبد المنعم بدوي
نحن لانعرف عن الخصيان سوى انهم من العبيد الرجال ، الذين يوكل اليهم حراسة الحريم ومراقبتهم وخدمتهم ، وهم الوحيدون المسموح لهم بدخول حجرات النساء .
ووفقا لتعليمات الشريعه الاسلاميه التى تبيح تعدد الزوجات واقتناء الجوارى وملك اليمين ، وتوسع الخلافه العثمانيه وسيطرتها على الكثير من البلدان الاسيويه وشمال افريقيا ، راجت تجاره العبيد الخصيان ، لزيادة الطلب عليهم للعمل فى قصور الخلفاء والحكام و الاغنياء الذين كانوا يقتنون الجوارى والمحظيات للمتعه والترفيه .
كانت هذه العمليه البشعه تتم مدينتى " اسيوط وجرجا " وبالتحديد فى قرية " زاوية الدير " القريبه من مدينة اسيوط ، اما المفاجأه المذهله انه من كان يقوم بتلك العمليه هم رجال الاكليروس القبطى ( القساوسه والرهبان ) ، وكانت تجرى على نحو 300 طفل كل عام اعمارهم مابين ست سنوات الى تسع سنوات من الاطفال المخطوفين من سنار ودارفور بالسودان .
كانت تتم العمليه فى فصل الخريف – طبعا بدون مخدر – بالبتر بالسكين للعضو الذكرى والخصيتين وكل مابرز من الجسد ، ثم يصب على مكان البتر الزيت المغلى ، ويركب انبوب فى مكان مجرى البول ، ثم يلقى مسحوق الحناء على مكان الجرح ، ثم يدفن الطفل فى الارض فى حفره فى وضع الوقوف حتى مستوى بطنه ، ويترك لمدة يوم كامل ثم يستخرجونه ، ويدهن مكان الجرح بعجين من التراب الاحمر والزيت ، وكانت نسبة الاطفال الذين يظلون على قيد الحياه بعد اجراء تلك العمليه الربع تقريبا .
واذا كنا اليوم نرى بشاعة هذه الجريمه من قبل النخاسين وتجار العبيد ... فإنه بالقدر نفسه يعتبر شريك فيها كل من كان يشترى ويقتنى تلك السلعه ، لأنه لو لم يكن هناك مشترى او طلب عليها لبارت واختفت تلك التجاره وتلك العمليه .
لم تتوقف وتمنع تجارة العبيد وعمليات الاخصاء إلا مع بديات القرن العشرين ، على يد اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى ، الذى امر بإيقاف عمليات تجاره العبيد وعمليات الاخصاء وتجريمهما ، مع ايقاف وتجريم عقوبه الضرب بالكرباج التى كان يعاقب بها ابناء البلد من المصريين ...
لكن هل يوجد الان خصيان اذ انه معروف انهم لايتناسلون وبالتالى يجب ان يكونوا قد انقرضوا ؟ ، الاجابه هم متواجدون فى الحرمين الشريفين فى مكه والمدينه ، حيث يتولون فى الحرم النبوى غسل وتنظيف الحجره النبويه ، وتغيير كسوة قبر النبى سنويا ، ويطلق عليهم " الاغوات " جمع " اغا " ، وهم من اصول افريقيه يقوم ابائهم الفقراء بخصيهم لارسالهم للعمل فى الحرمين الشريفين بعد اجراء الكشف الطبى عليهم ، لكنهم فى طريقهم للأنقراض