با سر أيوب

جميل جدا هو أى نجاح يصحبه علم مصر واسمها.. والأجمل ألا يكون نجاحا صنعته المصادفة، إنما جاء بعد طول تخطيط والتزام وإصرار على التفوق. وحين فازت مصر ببطولة العالم لسلاح المبارزة للشباب منذ أربعة أيام فى بلغاريا.

لم تكن مجرد بطولة حتى إن كانت بطولة عالم شارك فيها كبار وعمالقة السلاح.. إنما كانت بطولة العالم الثامنة على التوالى للمصريين وسلاحهم فى آخر سنتين.. إنجاز لم تحققه بشهادة الاتحاد الدولى للسلاح أى دولة أخرى فى العالم.
 
وانتصار لا يستحق فقط الفرحة والاهتمام والاحترام.. إنما يستحق أيضا تحية الشكر والاعتزاز لكثيرين، أولهم بالطبع اللاعبون الذين فازوا.. محمد السيد ومحمود السيد ويوسف شامل، إلى جانب محمد ياسين الفائز بميدالية الذهب.
 
شباب مصريون بات يحترمهم عالم السلاح ويحترم مواهبهم وإرادتهم التى حققوا بها انتصارات عالمية رغم إمكانيات لم تتوافر لهم مثل لاعبى فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وغيرها.. والتحية أيضا لمدرب هؤلاء الشباب.. السيد سامى.
 
الذى لم يسبق له أن مارس اللعبة لاعبا واكتفى بدراستها أكاديميا فى كلية التربية الرياضية.. وحين جاءته الفرصة أخيرا لقيادة المنتخب المصرى فاجأ الجميع بموهبته وقدرته ونجاحه.. وتحية أكبر لمجلس إدارة اتحاد السلاح برئاسة عبدالمنعم الحسينى لأكثر من سبب.
 
فدوام النجاح وتوالى البطولات حتى مع اختلاف أسماء اللاعبين حسب أعمارهم يعنى أن هناك سياسة وفكرا وتخطيطا لا يهدف لبطولة عابرة، إنما تفوق عالمى يبقى ويدوم.. وأيضا لأنه إلى جانب بطولات سلاح المبارزة.
 
أصبحت مصر تملك أيضا محمد حمزة بطل العالم منذ ثلاث سنوات وعبد الرحمن طلبة الفائز بالميدالية البرونزية فى البطولة الأخيرة فى سلاح الشيش.. وتملك أيضا منتخبا لسلاح السيف للشباب هو الآن المصنف الثانى على العالم إلى جانب برونزية أحمد هشام فى البطولة الأخيرة.
 
وتحية أيضا لهيئة البريد المصرى برئاسة شريف فاروق الذى حرص على دعم لعبة مصرية لها نجاحات عالمية حقيقية تنفيذا لسياسة الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولى بترشيد الإنفاق الرياضى وتخصيص أموال الدعم أو الرعاية لمن يستحقها ويفوز وينتصر ولا يكتفى بشرف المشاركة.
 
وأخيرا تحية لأشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة الذى خص اتحاد السلاح بدعم كبير مثل اتحادات أخرى قليلة حققت نجاحات مماثلة وعالمية أيضا.. وأتمنى بهذه المناسبة ضرورة إنهاء الفكر الرياضى المصرى القديم والخاطئ أيضا بتوزيع الدعم الحكومى على كل الاتحادات سواء التى تنجح أو تفشل وتحقق نجاحات أو تعود للقاهرة فى كل مرة بدون بطولات أو ميداليات.
 
وهو فكر تجاوزته بلدان العالم حولنا حتى التى تملك ما لا تملكه مصر من قدرة اقتصادية، ورغم ذلك لم تعد تنفق المال على الجميع دون تخطيط ومساءلة وحساب.. دول لم تعد تفرح بالتأهل لدورة أوليمبية ولم تعد تريد أو تحلم بأن تكون صاحبة البعثة الأوليمبية الأكبر، إنما يعنيها ما الذى سيحققه هؤلاء الذين أنفقت الدولة الكثير من مالها القليل على إعدادهم ونفقات سفرهم ومشاركتهم.
نقلا عن المصرى اليوم