د. أمير فهمى زخارى المنيا
تعتبر عائلة أديب جودة الحسيني المسلمة من أشهر العائلات وأقربها للمسيحيين بالأراضي الفلسطينية، نظراً لامتلاكها أمانة كنيسة القيامة'> مفتاح كنيسة القيامة وحمل ختم القبر المقدس منذ عهد صلاح الدين الأيوبي لتتوارثه الأجيال، ويحمل هذه الأمانة فى وقتنا الحالي أديب جودة الحسيني، ويجيب على الاسئلة التالية:
■ تمتلكون كنيسة القيامة'> مفتاح كنيسة القيامة منذ آلاف السنين.. فما مواصفات هذا المفتاح؟
ــ هو عبارة عن مفتاح من الحديد الصلب طوله حوالي 30 سم ووزنه 250 جرامًا، وتسلمنا من يد السلطان صلاح الدين مفتاحين: الأول كسر جزء بسيط منه قبل حوالي 500 سنة تقريبًا، ومازلت أحتفظ به، واليوم نحن نستعمل المفتاح الثاني وهو بحالة ممتازة حتى يومنا هذا.
■ متى تولت عائلتكم أمانة كنيسة القيامة'> مفتاح كنيسة القيامة والقبر المقدس؟
ــ أمانة مفاتيح كنيسة القيامة وختم القبر المقدس بدأت منذ زمن القائد صلاح الدين الأيوبي سنة 1187 ميلادية، وهذه الأمانة نتوارثها أباً عن جد، وتوليت هذه المهمة بعد والدي، رحمه الله، والذي توفى سنة 1992.
■ بعض الناس يعتقد أن تسليم مفتاح الكنيسة تم فى عهد عمر بن الخطاب.. ما مدى صحة ذلك؟
ــ هذا الأمر غير صحيح نهائياً، عمر بن الخطاب تسلم مفاتيح القدس وليس الكنيسة، فهذه من بعض الشائعات التى نسمعها وهي غير واردة فى كتب التاريخ، ولو كان هذا صحيحًا لكانت ذكرت فى العهدة العمرية، نحن نعلم قصة موعد الصلاة، حيث صلى عمر على بعد مرمى حجر ورفض أن يصلى بالكنيسة، ونحن أيضًا كعائلة مقدسية نملك 165 فرمانًا سلطانيًا من 28 سلطانًا حكموا بيت المقدس، وهذه الفرمانات السلطانية ما زلنا نتوارثها وهي بحالة جيدة جدًا، لذلك نحن على علم بكل التفاصيل التاريخية عمن حكموا القدس على مر عصور تاريخية مختلفة.
■ وما دوركم فى المناسبات والأعياد المسيحية المختلفة بالقدس؟
ــ فى المناسبات نكون فى مقدمة مستقبلي كبار زوار الكنيسة خارج البوابة ونقدم لهم المفتاح من أجل التبرك ونقدم لهم شرحًا عن المفتاح والأمانة والعائلة، وفى عيد القيامة يبدأ دورنا مع يوم الخميس بعيد الفصح، إذ يسلم كنيسة القيامة'> مفتاح كنيسة القيامة لطائفة الفرنسيسكان، وأصعد إلى مقام حارس الأراضي المقدسة ويكون فى استقبالي الحارس وعدد كبير من الكهنة، وأقدم لهم التهنئة بالعيد وبعدها أصطحبهم بموكب مهيب من الدير مرورًا بالأسواق، ويكون الحارس رافعًا مفتاح الكنيسة بيده حتى نصل مع الموكب إلى باب كنيسة القيامة، وعند فتح البوابة المقدسة يتم إرجاع المفتاح لي.
■ وماذا عن يوم الجمعة الحزينة؟
ــ فى يوم الجمعة الحزينة نفس المناسبة لطائفة الروم الأرثوذكس يتم استقبالي بالبطريركية وأسلم المفتاح لترجمان الكنيسة وتتم نفس الطقوس مع طائفتهم، ويليها سبت النور ويسلم المفتاح لطائفة الأرمن.
■ بعض الناس يُشكك فى خروج النور من القبر المقدس ليلة عيد القيامة.. ما تعليقك؟
ــ يوم سبت النور يتم تفتيش القبر والتأكد من عدم وجود أي شعلة فى الساعة الـ12 ظهرًا، بعدها يتم إغلاق بوابة القبر المقدس بالشمع المقدس وعندها يتم الاحتفال بختم القبر، وأقوم بوضع ختمي الخاص على الشمع المقدس الذى تغلق به بوابة القبر، وبعد ذلك تبدأ الاحتفالات بعيد القيامة وظهور النور من القبر المقدس لجميع حجاج الأراضي المقدسة.
■ تحتفل الكنائس يوم 22 مارس بافتتاح مقمورة القبر المقدس بعد ترميمها، فكم استغرق الترميم؟
ــ بدأت أعمال الترميم بعد عيد الفصح المجيد 2016، واستغرق هذا الأمر حوالي عام كامل وكانت عملية الترميم صعبة جدًا، حيث تمت إزالة الهيكل الخارجي للمقمورة، وإعادة تنظيف الحجر الخارجي ودعمه بالصخور المتينة من داخل الهيكل الخارجي، لكن بحمد الله وفضله تم الترميم على أكمل وجه برعاية العاهل الأردني حفاظاً على هذا المكان التاريخي العريق، ويشارك فى احتفالية الافتتاح ممثلون من مختلف الطوائف والكنائس المسيحية من جميع أنحاء العالم.
■ كم عدد القيادات الدينية والباباوات الذين تقابلت معهم خلال فترة أمانتك لمفتاح الكنيسة؟
ــ أفتخر بأني تقابلت مع أربعة باباوات بكنيسة القيامة، هم: البابا بنديكت الثاني والبابا يوحنا بولس والبابا فرنسيس، وأخيراً البابا تواضروس الثاني، وبالطبع عند سردي لهم قصة العائلة والحفاظ على الكنيسة كانوا يباركونني ويقدمون الشكر لعائلتي على هذا التفاني لخدمة أم الكنائس.
■ هل تواجه الكنائس بالأراضي المقدسة مضايقات من الجهات الإسرائيلية؟
ــ الكنائس تحترم عهد الستاتيكو وتحافظ عليه حتى يومنا هذا، والإسرائيليون يحترمونه ولم يتدخلوا لتغييره، وهو الضمان لملكية كل طائفة على كنائسها.
■ وما هو الستاتيكو؟
ــ الستاتيكو معناه أن يبقى الحال على ما هو عليه، وهو عهد أصدره السلطان العثماني عبد الحميد فى سنة 1852، وينص على أن كل طائفة من الطوائف المسيحية لها ما تملكه حتى هذا العهد ولا يمكن تغييره، وهناك 5 طوائف مسيحية بالقدس تسير فى طقوسها الدينية ولها الحق بكنيسة القيامة.
■ ماذا عن أزمة دير السلطان التابع لطائفة الأقباط الأرثوذكس؟
ــ أزمة دير السلطان، حسب رأيي الشخصي، تتعلّق بقرار سياسى وطائفة الأقباط مازالت تناضل حتى هذا اليوم لإرجاع الحقوق إلى أصحابها بعد خديعة من إسرائيل استطاعت من خلالها نقل ملكية الدير للأحباش الذين يدعون باطلاً ملكيتهم لهذا الدير.
■ هل علاقتك جيدة مع أسقف الأقباط الأرثوذكس الأنبا أنطونيوس فى القدس؟
ــ نحن على تواصل دائم معه وأنا من قام باستقباله بعد زيارته للعراق، وهذه الزيارة تدل على نبل أخلاقه، لأنه سافر وسط الحرب إلى العراق ليطمئن على الرعايا الأقباط المتواجدين بالعراق، فهذه لفتة أحبها الجميع منه، وأريد أن أنوه إلى أن أعداد العراقيين فى تزايد بزيارة كنيسة القيامة ولا ينقطعون عن زيارة بيت المقدس.
■ بكم يقدر عدد الحجاج سنوياً للأراضي المقدسة، وما أبرز جنسياتهم؟
ــ فى هذه الأيام الأعداد الكبيرة من الحجاج الروس والرومان والأرمن والسريان والأردنيين ومن جميع الدول العربية.
والى اللقاء في مقال جديد ... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا