الخميس ١ نوفمبر ٢٠١٢ -
٣٢:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: إبرام مقار
في مايو عام 2008 كنا في مطار «بيرسون» في انتظار المتنيح البابا شنودة في زيارته الاخيرة لكندا ومعي د. رأفت جندي رئيس تحرير الاهرام الجديد ودار حديث بيننا وبين نيافة الانبا بولا وكان بعد ايام من حكم القضاء الاداري بتصريح الزواج الثاني للمطلقين وتسائلنا عن تقوله الصحف بشأن الافراط في اعداد حالات الطلاق بين الاقباط الارثوذوكس فقال لي انهم لا يتجاوزوا المئات وليس كما تقول وسائل الاعلام واضاف انا لا احب الحديث الي وسائل الاعلام واقلل جداً في هذا الامر. والحقيقة انني لا اعلم ماذا حدث بعد هذا، فمنذ ذلك الوقت ولم يتوقف نيافة الانبا بولا عن اطلاق التصريحات للصحف والكاميرات، اختلفنا مع الكثير منها، مثل ما قاله بشأن ان شهداء ماسبيرو ليسوا بشهداء، او ان المتظاهرين هم الذين اخطأوا باختيار مكان التظاهر امام مبني ماسبيرو، وكذلك تصريحاته ضد طلبة الكلية الاكليريكية بانهم دخلوا الكلية الاكليريكية من أجل الكهنوت وهو ما جعل الأنبا ابرام اسقف الفيوم ينشر اعلان مدفوع الأجر بجريدة الاهرام المصرية نيابة عن رابطة طلبة الكلية استنكاراً لهذه التصريحات . او الاشارة لقداسة البابا انه يفعل بغير ما يقول وذلك حينما سأله عمرو اديب ان نظير جيد كان يقول ان لا يجوز منصب البطريرك للاساقفة فاجاب الانبا بولا «وماذا فعل الانبا شنوده عندما عُرضت علية البطريركية وهو اسقف». فضلاً عن تصريحات متضاربة مفرطة بين اقصي اليمين واقصي اليسار من مدح نظام مبارك في حلقة من برنامج «بيت علي الصخر» عام 2010 الي مدح النظام الحالي والتهكم علي السابق في حلقة تلفزيونية مع الاعلامية لميس الحديدي. الي تصريحاته الاخيرة بشأن الإعداد لزيارة مرسي الي الولايات المتحدة والذي هو دور السفارات وليس دور نيافته بالطبع، واخيراً تصريحاته بشأن حق اساقفة الايبارشيات في الترشح للكرسي البابوي وهى التي اثارت عاصفة بالاسكندرية لم تهدأها الا حكمة الانبا باخوميوس في الاختيار بعد ذلك. وتصريحاته المؤيدة للدستور القندهاري والذي يتم
عرض مسودته هذا الايام وهي بحق «مسودة». وجميعها تصريحات منها ما هو تلفزيوني لا يقبل التشكيك ومنها ما هو صحفي لم يتم تكذيبه، مع كل هذا لازمنا الصمت حتي وان اختلفنا مع معظم ما يقوله حتي جاءت الطامة الكبري ذلك الذي صرح به الانبا بولا لجريدة المصري اليوم في عددها الصادر الاحد 28 اكتوبر الماضي والذي قال فيه بنصه « ان مرجعية الازهر يقبلها المسيحي قبل المسلم» واضاف «هناك مصانع كثيرة فى مصر بها عمالة أسيوية، لهم انتماءات دينية غير سماوية، فهل نطالب الدولة بتوفير دور عبادة لهم؟ ونفس الحال مع البهائيين، لذلك اتفقنا على المسيحية واليهودية فقط، وأنا صاحب هذا الاقتراح وليس السلفيين»
والي هنا لا نستطيع الصمت في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ مصر والمصريين والتي لا تحتمل اي قدر من اللغو او المغالاة او المجاملة ، ولنيافته نقول:
عفواً انبا بولا المرجعية الدينية للازهر تعني تأسيس دولة الملالي وهي المبدأ الاول والاهم لاي دولة دينية فاشية وقد رفض هذه المرجعية المسلمين الليبراليين لاننا نريد دولة «القانون» وليس دولة «الفقيه» ولا نعلم عن اي مسلم او مسيحي تتحدث
عفوا انبا بولا ما قلته بشأن قصر حرية العقيدة علي اديان معينة يبرر جداً ما يفعله المسلم المتشدد بالتقييد علي الاقباط في بناء كنائسهم او اقامة شعائرهم الدينية بحرية لانه لا يؤمن بالمسيحية الحالية والتي يصفها بالمحرفه وهو نفس ما تطالب به انت مع اقلية اخري لا تؤمن بمعتقدهم
عفواً انبا بولا هناك مسلمين معتدلين دافعوا عن حق المسيحيين في ممارسة حريتهم في ممارسة عقيدتهم وهم لا يؤمنون بالمسيحية ولقد اصبتهم في مقتل وجلبت ضحكات التيار المتشدد عليهم فبينما هم يدافعون عن حقك في ان تمارس عبادتك ترفض تضامنهم وتلقي بنفسك في نفس خندق شيوخ التطرف
عفواً انبا بولا ما طالبت به بشأن قصر حرية العقيدة علي «الاديان السماوية» هو طعنة في وطنية الكنيسة، وقد اعتبر الكاتب سعيد شعيب وسياسين كثيرين انك غازلت التيارات الاسلامية علي حساب مصر ومدنيتها مقابل امتيازات للمؤسسة الكنسية
عفواً انبا بولا لقد فعلت مثلما فعل عيسو عندما باع بكوريته مقابل «أكلة عدس»، فقد بعت نيافتك كل مواد الدستور لتحصل علي المادة الثالثة والخاصة بالاحوال الشخصية للاقباط والتي يتأثر بها المئات فقط من بين ملايين الاقباط
عفواً انبا بولا هناك بالدير قد تم صلاة الموتي عليك وانت حي وهناك باللجنة التأسيسية للدستور اقمت صلاة الموتي علي حاضر ومستقبل الاقليات في هذا الوطن وهم احياء
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع