الكاتب
جديد الموقع
من ساندي الى شعبي أعاصير طبيعية
بقلم: ماجدة سيدهم
"كثيرا ما نحتاج الى هزات خارقة وصفعات مدوية تسقط معها زيف كل الآلهة المتعددة "
*بينما تجتاح ساندي بكل رعونتها مدنا تقطن الشمال البارد وتدك البيوت فناءً مبتلعة الشجر والشاحنات والمحلات لتـُغرق من الأرواح ما يلذ لها ،غير عابئة بالأنات والخسائر، تطل أيضا بقوة عاصفة المبادرات النبيلة والمشاعر الإنسانية التي خرجت من الجهات الأربعة عن بكره أبيها تعلن تضامنها وصلواتها ودعمها وتعاطفها –فالإنسان يظل يبحث عبر رحلته في الحياة عن سائر إخوته على البسيطة بأسرها ، لكن يبدو أن كافة أعاصير الطبيعة لم يرتج لها عقل ولم ينبض لها قلب أو لمحة في ضمير أي من شيوخ مرحلتنا المتعثرة في مخاضها بسائر منطقتنا المميزة اضطرابا ، فسريعا ما انتشرت تصريحات للسادة الأفاضل مشايخ العنكبوتية تحمل كل روح الشماتة ، وكل الضغائن المقيتة والقبح الأخلاقي والدعوات المريرة والسباب والشتائم مغلفة بعورات النفس المعلولة متوسلين في طلب الله -الذي هو الحب والرحمة - أن يبتلى أمريكا شعبا وسائر شعوب الغرب بالمزيد من ساندي وأكثر ، إلى هنا وخلص الكلام ، بقى أن أسال حضرات الأفاضل، أ تظنون ان الله - كلي الجمال - ينصت ويسعد ويطرب لهذا السيل من الابتذال ويروق له أن ترددون على مسامعه العذبة ثقل معاجمكم في الشتائم الغليظة وقبح اللسان ..؟ أو تفكرون أنه ضئيل الروح يهرع خلفكم منتشيا بوابل الأمراض المخترعة والنكبات والتمزقات الموجعة التي تتمنوها لغيركم من سائر أمم الارض ..؟، أتظنون أن قلب الرب الرقيق الممتلئ حنانا ومغفرة مكدس هكذا بكتل الظلام حتى يتلهف إلى الانتقام مستجيبا لحناجركم المعوجة وشهوات نفوسكم غير الطبيعية ...؟ ياللظاهرة البشرية وياللكارثة الأخلاقية التي ابتلي بها شارعي ، فأي إله هذا مصاب بهوس الثأر والرغبة في كثرة الخراب والقتلى والانتقام كم تظنون من إنسان آخر خلقة على صورته الحلوة ومثاله المقدس ،أي اله هذا شرير ، مصاب بالعمى ، مساو لدراكولا بل يتفوق ، فيميز ويفضل هذا عن ذاك وفقا لتصنيفاتكم القزمة .
يا سادة ،قليلا من التفكير ، بينما ترقصون تهليلا على سلم تصاعد أرقام الخسارة يقف أيضا كلا من المرشحين الأمريكيين يبكيان ، يتنافسان بشرف في تحمل كامل المسؤولية واجتياز المرحلة العصيبة في أسرع وقت وبأفضل ما يكون ، وفي الوقت ذاته بينما كان العقل البشري هناك يرصد مسبقا تحركات واتجاهات ساندي بالثانية - ويحيط علما بقوتها ومسلكها عبر الفضائيات مرشدا في اتخاذ كافة الاحتياطيات الأمنية التي يتم وتم تفاعلها أمنا وحماية للمواطن الأمريكي كان عقلكم البشري هنا يترصد بلهو الصبية في إعداد كافة نصوص اللعنات لتصويبها في شتى أركان الخواء، ماذا اقول اذا ..! لكنها ساندي تكشف المزيد من العورات والخيبات ، فياله من إعصار فكري مخرب ،مفعم بالجهالة ، فاق أعتى ظواهر الطبيعة يحتل بلادي مجتاحا تفاصيل الشوارع والمدارس والموائد حتى مضاجعنا ماتت ، ليزيد من العري عريا ومن الانتهاك قسوة ومن الخراب توجسا ، لكني أبشركم ، حتى في هذا لن تفلح اعاصيركم في النيل من مجتمع الأرصفة وجموع المتشردين والتعساء والمطحونين لأجل كفاف وجبتهم ، فما كان من جهلكم وشعوذاتكم وكذبكم غير اتقاد شحنة الرفض التي تنبئ عن إعصارها الجامح لشفاء متاعب الوطن واستئصال أورامه المثخنة بالعوج وهوس التسلط ، وويل كل الويل لمن يتجاهل احتمال شعب ويحول دون حرية الإنسان .
ولن ينته بعد ..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :