رفعت يونان عزيز
 لكل حدث في حياة المسيح علي الأرض هو أتمام لنبوءات الكتاب المقدس بالعهد القديم , سارت في خط سير واضح ومستقيم تحقيقاً لخطة الله لخلاص وفداء البشرية  كلها تشير  أن خطة الله لخلاص وفداء البشرية كانت قائمة لدي الله منذ الأزل .

 لاهوت المسيح :-
ونحن نحتفل بأحد الشعانين نجد لاهوت السيد المسيح يظهر أنه هو الإله الحقيقي ,  يعرف الماضي والحاضر المستقبل لأنه فوق الزمان  وهناك شهود  :- ففي ((مت 21: 2، 3) يقول لتلاميذه "اذهبا إلى القرية التي أمامكما فللوقت تجدان أتانًا مربوطة وجحشًا معها فحلاها وإتياني يهما. وإن قال لكما أحد شيئًا فقولا الرب محتاج إليهما فللوقت يرسلهما . فقوله الرب دلالة قوية علي لاهوته . وما حدث هو تحقيق النبوءات عن هذا اليوم :- نبوة (زكريا 9: 9) "ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وجحش ابن أتان". ( مت 21 : 7-9) ولم أتيا بالأتان و الجحش و وضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما و الجمع الأكثر فرشوا ثيابهم في الطريق و آخرون قطعوا أغصانا من الشجر و فرشوها في الطريق , والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين أوصانا لأبن داود . مبارك الآتي باسم الرب . أوصانا في الأعالي . هذا دلالة علي أنه الإله ملك الملوك بالرغم من المظهر( التواضع والبساطة )  الذي ظهر به في دخوله أورشليم . نجد قوة لأهوته يرد علي بعض الفريسيين ( لو 19 : 40- 48 ) عندما قالوا له " يا معلم , أنتهر تلاميذك "  أجابهم قائلاً لهم " أقول لكم : إنه إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ " . إعلان الرب يسوع المسيخ ما سيحدث لأورشليم : وفيما هو يقترب نظر إلي المدينة وبكي عليها قائلاً :- " إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ،  وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ  وقد حدث كل ذلك على يد تيطس القائد الروماني سنة 70 ميلادية... أي بعد حديث الرب بحوالي 40 عامًا  .  وَلَمَّا دَخَلَ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِيهِ  قائِلًا لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!" وَكَانَ يُعَلِّمُ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ، وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ وُجُوهِ الشَّعْبِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُهْلِكُوهُ , وَلَمْ يَجِدُوا مَا يَفْعَلُونَ، لأَنَّ الشَّعْبَ كُلَّهُ كَانَ مُتَعَلِّقًا بِهِ يَسْمَعُ مِنْهُ. ويوجد في مواضع كثيرة تثبت إلوهية المسيح في ردوده علي اليهود . مع كل هذا نجده متواضع هادئ عنده قوة تحمل وصبر حكيم في ردوده له قوة الحجة له سلطان وغيرة علي بيته .  

البعد الروحي للعيد ولحياتنا : لم يدخل المسيح بخيول وسيوف وجند وقوات , بل راكباً علي جحش أبن أتان لماذا ؟  لأن الحمار يرمز للسلام أما الحصان يرمز للحرب , إن  الحمار مقتصراً في المجتمع اليهودي علي طبقة الملوك والكهنة  مما يشير إلي أن المسيح في العقيدة اليهودية هو نبي وكاهن وملك . ولدخول المسيح إلي القدس  معني رمزي يدل علي دخول المسيح إلي القدس كملك للسلام .  ( لو 2 : 14 ) "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وفي الناس المسرة  " ولأن مملكته لم تكون من هذا العالم .   لم يدخل بقوة عالمية لأنه لم يجعل إلوهيته تسيطر في دخوله فالمسيح جاء ليكمل أي " ليتمم النبوءات " لتري وتسمع وتؤمن الشعوب بأن المسيح جاء ليخلص جاء فادياً للبشرية جمعاء . ففي (لو 19 : 10 ) " أن أبن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك " جاء للبحث عن المفقودين المختفين بين الأشواك العالمية المشتتين بين  ذئاب الشيطان متحمل الأشواك في جبينه فخلصنا بذبحه لأجلنا . وكلمة شعانين في العبرية تعني يارب خلص  لأن في معتقد اليهود إنه يخلصهم من الاحتلال  الرومان  إنما المعاني الروحية والعقائد المسيحية تشير إلي الخلاص من الخطية وشوكة الموت .

نحن وأحد الشعانين :- نحتاج إلي ننقي حواسنا وأفكارنا وقلوبنا من  الكبرياء والأنانية والبغضة والفتن والفساد وأي شر  لتكون مثل سعف النخيل الأبيض وأغصان الزيتون للسلام لنستقبل المسيح ليدخل القلوب ويعيش بداخلنا فجسدنا هو هيكل الله ولا يريد فيه إلا الصلاة والصوم وكل عمل صالح لأنه يريدنا أن نحيا معه في الأبدية .  وكل من يريد الخلاص والفداء لأجل الحياة الأبدية يجب أن يهيأ نفسه وروحه وعقله وجسده ليستقبل المسيح الملك ويعيش معه متأمل في رحلة الآلام والعذاب والصلب والموت ثم القيامة من بين الأموات حتي يعيش الحياة الأبدية ( النور - الأفراح – السلام – التسبيح – السعادة )
رفعت يونان عزيز