محرر الأقباط متحدون
يوم خميس الأسرار سيحتفل البابا فرنسيس بقداس عشاء الرب في سجن الأحداث في كازال ديل مارمو بروما، وسط عدد من السجناء، وذلك للمرة الثانية إذ كان قد ترأس الاحتفال الليتورجي نفسه بعد خمسة عشر يوماً على انتخابه لعشر سنوات خلت، وفي السنوات التالية اختار البابا دائماً أماكن ترمز إلى الألم، حيث احتفل بقداس عشاء الرب ورتبة الغسل، وسط السجناء واللاجئين والمرضى.
 
بعد عشر سنوات إذا يعود البابا إلى سجن كازال ديل مارمو للأحداث كي يحتفل بقداس عشاء الرب، حسبما أكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني، موضحا أن الاحتفال سيتم بحضور عدد قليل من الأشخاص، وسيُنقل مباشرة عبر تقنية البث التدفقي. بعد خروجه من المستشفى، يوم السبت، حيث خضع للعلاج بسبب إصابته بالالتهاب في القصبات الهوائية، يبدو البابا عازماً على استئناف نشاطاته خصوصا في ما يتعلق بروزنامة الاحتفالات في أسبوع الآلام وعيد الفصح، حيث من المرتقب أن يحتفل البابا بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بمشاركة أحد الكرادلة الذي سيعاونه على المذبح. يوم الخميس المقبل سيترأس البابا الاحتفال بقداس الميرون في البازيليك الفاتيكانية قبل أن يحتفل بقداس عشاء الرب في السجن وتليه رتبة غسل الأرجل.
 
لعشر سنوات خلت دخل البابا سجن كازال ديل مارمو للأحداث في روما حيث احتفل بقداس عشاء الرب وقام بغسل أرجل عشرة فتيان وفتاتين من السجناء، وهم ينتمون إلى جنسيات ومذاهب مختلفة، وأكد لهم أن غسل الأرجل يعني أن نساعد بعضنا البعض، مشيرا إلى أن واجبه ككاهن وأسقف يقتضي منه أن يكون في خدمة هؤلاء الأشخاص، وأضاف أن هذا الواجب ينبع من قلبه، ويحب أن يقوم به لأن هذا ما تعلمه من الرب.
 
مما لا شك فيه أن قرار البابا بالتخلي عن تقليد الاحتفال بقداس عشاء الرب في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتين والاحتفال به في أماكن ترمز إلى الألم، تركَ أثراً لدى الكثير من الأشخاص. وهذا الموقف سبق أن تبناه خورجي ماريو برغوليو مذ أن كان رئيس أساقفة على بوينوس أيريس حيث أراد أن يكون وسط ما يسميها بـ"الضواحي الوجودية". وفي السنوات التالية لانتخابه احتفل فرنسيس دوماً بهذه المناسبة وسط السجناء واللاجئين والمرضى والشبان الذين يعيشون ظروفاً صعبة.
 
ففي العام ٢٠١٤ احتفل البابا بقداس عشاء الرب ورتبة غسل الأرجل في حيّ كازالوتي بوتشيا بروما مع الشبان الذين تساعدهم مؤسسة الأب كارلو نيوكّي، والذين يعانون من اضطرابات نفسية وعاهات جسدية. في العام التالي كان البابا على موعد مع السجناء في سجن ريبيبيا الروماني حيث خاطبهم وأكد لهم أن محبة يسوع لا تخيب أبداً، لأنه لا يتعب من محبتنا ومن المغفرة لنا ومعانقتنا. في العام ٢٠١٦ ترأس البابا الاحتفال وسط المهاجرين واللاجئين في مركز استضافة طالبي اللجوء في كاستيل نووفو دي بورتو القريبة من روما.
 
في العام التالي توجه البابا إلى سجن باليانو في مدينة فروزينونيه، وفي العام ٢٠١٨ تم الاحتفال في سجن ريجينا شيلي بروما، وفي العام ٢٠١٩ في سجن فيليتري القريب من العاصمة، قبل أن يتوقف هذا التقليد الجديد لسنتين بسبب الجائحة، ثم عاد البابا إلى سجن شيفيتا فيكيا العام الماضي ليحتفل بقداس عشاء الرب ورتبة غسل الأرجل بين السجناء مجددا.