لطالما اشتبه الخبراء في أن عمر الإنسان وصل إلى حده الأقصى، مع عدم احتمال أن يتجاوز أحد الرقم القياسي الذي حققته الفرنسية جين كالمينت، التي ورد أنها توفيت عام 1997 عن عمر 122 عاما.
لكن دراسة جديدة خلصت إلى أننا ما زلنا "بعيدين" عن أي حد أقصى للعمر الافتراضي، إذا كان هناك فعلا حد أقصى.
وفي الورقة البحثية التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة PLOS One، قدّر ديفيد مكارثي، أستاذ إدارة المخاطر في جامعة جورجيا، أنه على مدار العقود القليلة القادمة، قد نرى أشخاصا، وخاصة النساء، يتجاوزون عمر 122 عاما.
وفي اليابان، على سبيل المثال، تشير الحسابات الرياضية إلى أن النساء المولودات في عام 1940 قد يبلغن الحد الأقصى للسن ما بين 125 أو 130 عاما. وفي الولايات المتحدة، قد يصل الحد الأقصى للعمر إلى ما بين 120 و125 عاما، وهذا يعني أن الثمانيني من العمر اليوم يمكن أن يكون على قيد الحياة في عام 2065.
ويقول مكارثي إن هذه النماذج الرياضية مجتمعة تشير إلى أن الحد الأقصى لعمرنا ليس ثابتا بيولوجيا، بل إنه يتزايد، على الأقل في الوقت الحالي.
وقام فريق جامعة جورجيا بتحليل أعمار الأشخاص في المملكة المتحدة الذين ولدوا منذ عام 1880 لمعرفة ما يمكن أن يكون ممكنا في المستقبل.
وتظهر توقعاتهم أن الرجال الذين ولدوا في عام 1970 يمكن أن يصلوا إلى 141 عاما، ويمكن أن تصل النساء الأكبر سنا المولودات في عام 1970 إلى 131.
ويقول المؤلفون إنهم "لا يثقون" في هذه التقديرات، محذرين من أنها قد تكون غير دقيقة لأنهم يعتمدون على افتراضات إحصائية معينة.
إنهم على يقين أكثر من أن الرجل المولود في عام 1940 يمكن أن يصل إلى عيد ميلاده الـ 125، والمرأة التي ولدت في العام نفسه يمكن أن تصل إلى عمر 124 عاما ونصف.
وهذه التقديرات لها احتمال 50% أن تنطبق على الواقع.
ويُعتقد أن أكبر معمر في العالم حتى الآن هي السيدة كالمينت، التي ورد أنها بلغت 122 عاما و164 يوما، على الرغم من أن بعض الخبراء يشككون في ذلك.
ومنذ 25 عاما، لم يصل أي شخص آخر في العالم إلى هذا العمر.
وتبحث الدراسة في فترات العمر في 19 دولة منفصلة. وتشير النتائج إلى أن العمر الذي يموت فيه الناس سيزداد بشكل كبير في العقود القادمة.
وفي السويد، التي تمتلك أكبر عدد من البيانات، فإن الحد الأقصى للعمر الذي يمكن أن يعيشه شخص ما بقي على حاله بالنسبة للرجال المولودين في عام 1900، مقارنة بمن ولدوا في عام 1780، أي قبل أربعة أجيال.
لكن ظهور الطب الحديث بعد الحرب العالمية الثانية والتغذية الأفضل والاستقرار السياسي، من بين عوامل أخرى، ربما تكون قد ساهمت جميعها في الزيادة الهائلة في العمر التي شوهدت حتى الآن، ومن المتوقع أن يستمر الحال على هذا المنوال.
ويقول المؤلفون إن الأكبر سنا بين الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1910 و1950 قد يعيشون حتى 120 عاما أو أكثر.
وقال الدكتور ديفيد مكارثي، الذي قاد الدراسة من جامعة جورجيا: "مع بلوغ هذه المجموعات أعمارا متقدمة في العقود المقبلة، قد تزداد سجلات طول العمر بشكل كبير. وتؤكد نتائجنا العمل السابق ما يشير إلى أنه إذا كان هناك حد أقصى لعمر الإنسان، فإننا لم نقترب منه بعد".