د. أمير فهمى زخارى المنيا
فى 1 يونيو 2013 فجرت صحيفة نازرت الأثيوبية قنبلة من العيار الثقيل، وكشفت أن الجاسوس مرسي العياط حصل من الحكومة الأثيوبية على رشوة مقدارها مليار دولار مقابل الموافقة على بناء سد النهضة !! وأعلنت الصحيفة أنها تتحدى مرسى العياط أن يجرؤ على تكذيب الخبر.. وقالت الصحيفة أن زيارة العياط لأثيوبيا فى 24 مايو 2013 كانت بغرض وضع تفاصيل هذا الاتفاق ..

 وفى مطار أديس أبابا تعمدت أثيوبيا إهانة مرسي العياط، حيث لم يستقبله فى المطار سوى وزيرة التعدين الأثيوبية !!.

ولم تتأخر أثيوبيا فى تنفيذ صفقتها مع العياط، وأعلنت التعجيل ببناء السد وتقديم موعد البناء 4 شهور !!.. والمدهش أن توقيت هذا الإعلان، قد جاء بعد دقائق قليلة فقط من مغادرة طائرة محمد مرسي لمطار إثيوبيا، فى طريقها إلى مطار القاهرة !!.. وكشفت صحيفة نازرت سرا آخر وهو أن مرسي العياط وافق أيضا على بناء عدة سدود أخرى غير سد النهضة !!

وتعليقا على هذه الزيارة أصدرت جريدة الوطن ملحقا خاصا، وضعت له عنوانا ساخرا يقول :-- "محمد مرسي هو أول رئيس يطبق مشروعة الانتخابى فى دولة ثانية" !! (وتقصد الصحيفة أنه بعد أن إتضح لنا أن المشروع الانتخابى لمحمد مرسي المسمى "مشروع النهضة" كان مجرد فنكوش، ولذلك فإن مرسي قام بتنفيذ سد النهضة فى أثيوبيا بدلا من مشروع النهضة فى مصر.. وأهو كله نهضة)!!

وهذه الصفقة التى عقدها مرسى ، كانت فى الواقع من بنات أفكار خيرت الشاطر (إقرأ التقرير ذو ال8 نقاط الموجود بالأسفل بعنوان لماذا وافق مرسي على بناء السد).. فقد كان خيرت الشاطر يعتقد أن بناء سد النهضة سوف يستغرق مابين 30 إلى 36 شهرا، وفى هذه الفترة لن تظهر الآثار الكارثية للسد، لأنه لن تحتجز المياه خلال هذه الفترة.. ويقول خيرت الشاطر أن الإخوان يحتاجون هذه الفترة بشدة لمواجهة حركة تمرد ، والإنتهاء من سن القوانين اللازمة للتمكين والسيطرة وأخونة الدولة، وأيضا حسم المعركة مع نادى القضاه برئاسة المستشار أحمد الزند، وغير ذلك..

وفى حديث لمحمد مرسي مع قناة العربية قال:-- "لن تحدث أزمة فى مياه النيل كما يشاع، بل إن المياه سوف تزداد، وأن هذه الزيادة ستتحقق بالحب والدعاء إلى الله، ورفع إيدينا إلى السماء ونقول يارب"!!

وعقد عصام الحداد مساعد مرسي للشئون الخارجية مؤتمرا صحفيا، قلل فيه من أهمية سد النهضة، وقال :-- إن مصر سوف تشترك مع إثيوبيا فى إدارة السد !!، وطالب خبراء المياه بعدم الحديث عن أضرار السد نهائياً !!.

وتعليقاً على تصريحات عصام الحداد، كتب د. نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضى بزراعة الأراضي مقالا فى المصرى اليوم بعنوان:-- "إن من حقنا أن نتشكك فى وطنية هذا الرجل" !! (رابط المقال المذكور موجود بالأسفل).

وفى حوار طويل لوزير الرى الأسبق "د.محمد نصر الدين" مع جريدة الوطن، قال الوزير:-- "إن الإخوان قد وضعونا فى مهانة كبيرة، وأن ضعف مصر فى ظل حكم الإخوان هو السبب فى جرأة أثيوبيا وتطاولها على مصر"..

وقال عماد حجاب مسؤول ملف نهر النيل فى مؤسسة "عالم جديد للتنمية":- "إن حكومة محمد مرسي تتحمل كامل المسؤولية، ولابد من سرعة تشكيل فريق لإدارة الأزمة"..

وصرح د.محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطي الاجتماعي :- "إن الإخوان جعلوا مصر دولة ضعيفة وأن إثيوبيا قد استهانت بمصر".
وبمجرد عودة محمد مرسي من زيارته لأثيوبيا، طالب عدد من أعضاء مجلس الشورى، عقد إجتماع عاجل للمجلس.. وفى هذا الاجتماع حمل الأعضاء محمد مرسي المسؤولية الكاملة عن العجز المائى المنتظر، وطالبوا بحضور هشام قنديل رئيس الوزراء، وكذلك حضور كل من وزيرى الخارجية والرى، لبحث تداعيات الموقف..

وفى هذه الجلسة، تحدث عصام العريان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة بمجلس الشورى فى عدة موضوعات، لكنه تجاهل تماماً الإشارة لسد النهضة !!، وإكتفى بالتعليق على حكم المحكمة الدستورية !!، وأضاف العريان :- "إن على وزارة الخارجية أن تولى إهتمامها إلى دول أمريكا اللاتينية !!، وأضاف عصام العريان، "إحنا دلوقتى يهمنا زيارة الرئيس للبرازيل"!!.

وأما بالنسبة للصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة، فقد التزمت الصمت التام، ولم تعلق بحرف واحد !!

وأما الفضيحة الكبرى فقد كانت ذلك الاجتماع "السرى" الذى عقدة محمد مرسي مع 73 فردا من أهله وعشيرته ومستشاريه.. وتتمثل تلك الفضيحة فى أن هذا الإجتماع "السرى" قد تمت إذاعته على الهواء مباشرة فى القنوات الفضائية، فى فضيحة بجلاجل غير مسبوقة فى التاريخ !! وفى هذا الاجتماع الكوميدى طلب مجدى حسين من الحاضرين أن يقسموا على المصحف أن يحافظوا على سرية مادار فى هذا الاجتماع !! ووصلت الكوميديا إلى حد

 إقتراح أحد المتحدثين إرسال لاعب الكرة محمد أبو تريكة للتفاوض مع الإثيوبيين !!

وقد علق على هذه الفضيحة د.أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة قائلا:- "إن هذا الاجتماع يعتبر مسخرة ، وخيبة سياسية كبرى، تؤكد إفتقاد الإخوان لأبسط قواعد العمل السياسي، وأنهم قد فضحونا، وكشفوا أسرارنا للعالم وقدموها على طبق من فضة لخصوم مصر"!!

وكتب د. عبد الحليم قنديل:- "إن هذا الاجتماع المسخرة شبيه بمشهد من الفيلم الكوميدى"الكيت كات"، عندما جلس الشيخ الضرير حسنى (محمود عبد العزيز) وسط رجال الحارة داخل سرادق العزاء، بعد انتهاء القارئ من تلاوة ماتيسر من القرآن على روح الفقيد، ولكنه لم ينتبه إلى أن الميكروفون مازال مفتوحا، وتحدث الشيخ حسنى بحرية، وكشف المستور من عورات وفضائح أهل الحارة وأسرارهم وعلاقاتهم وخباياهم"!! ومافعله الشيخ حسنى يتساوى بالضبط مع فضيحة محمد مرسى وجماعته !!

وبعد هذه الفضيحة الدولية، تقدم د.محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، باعتذار لدولتى أثيوبيا والسودان، عما بدر بحقهما من إساءات، وطالب محمد مرسي بأن يعتذر هو أيضاً !!

وعلق أحد الكتاب الساخرين قائلاً: " لو أن العالم الشهير دارون قد شاهد إجتماع الخرفان، لصرح قائلاً :-- "لقد كنت مخطئا فى اعتقادى أن الانسان أصله قرد، ولكنى الآن أصبحت مؤمنا بأن الانسان أصله خروف"!!

لك الله يا مصر..
د. أمير فهمى زخارى المنيا
---------------------------------
المصادر:
- المفكر محمود حسنى رضوان..
- الصحف المصريه والعربيه والأحاديث مع المقال.