بقلم: أندرو اشعياء
- فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَجَرًا وَنَصَبَهُ بَيْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ، وَدَعَا اسْمَهُ «حَجَرَ الْمَعُونَةِ» وَقَالَ: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ». (سفر صموئيل الأول7: 12)
- في هذا المكان منذ عشرين سنة انهزم اسرائيل، وسقط حفني وفينحاس، وهرب أبناء الجنس المختار أمام الفلسطينيين، وتبدّدت طرقهم عن طريق يفتاح وجدعون، وسُرِقَ تابوت العهد، والآن بالتوبة، يعودوا بقيادة «صموئيل»، أعظم رجال جيله، ليشهدوا: «هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ».
- حين أعلنوا توبتهم ونزعوا الألهة الغريبة والعشتاروث من وسطهم والتجأوا إلى الله، وقالوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ»، وطلبوا شفاعة صموئيل «لاَ تَكُفَّ عَنِ الصُّرَاخِ مِنْ أَجْلِنَا»، كانت هذه الخطوات عربون انتصارهم.
- عند حجر المعونة دبّت روح الأمة والوحدة في قلب كل اسرائيل، والأموريون الذين كانوا منضمين للكنعانيين بادروا بمصالحة إسرائيل.. نعم، بالتوبة تتقدمنا معونة الله، وحتمًا اعدائنا يسالموننا.
- في حكمة عجيبة وخبرة فريدة أخذ صموئيل حجرًا في المكان الذي انهزموا فيه قبلًا ليكتب لأجيال وشعوب أن الله في وسط شعبه، وأن التوبة الحقيقية هي سر النصرة «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ».
- ليكن لنا شاهدًا في كل مراحل حياتنا.. شاهدًا على نعمة الله معنا حتى أنه في حالات الضعف نَذْكُر عجيب الله معنا.
- كرجاء ويقين وسط أي محنة أنه ستأتي أزمنة الفرج، وجب أن نكتب: «هُنَا يُعينَنَا الرَّبُّ».
- يقف كل مؤمن في نهاية حياته مُمسكًا بحجر سيرته كاتبًا عليه: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ».
- أرملة صرفة صيدا بدّت «العطاء» ليكون اخر سطر في حياتها لتكتب بعده «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ» ففاضت عليها كنوز الله وخيراته.
- تعرض القديس بولس لكثير من الضيقات والأخطار؛ سيول وسجون وجلد وتحطم للسفينة. مكيدات وأتعاب وإحباطات؛ ومع ذلك صرخ قائلًا: «وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ» أي: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ».
- لتكن حجر معونة في حياة كل أحد.. تسند الضعيف وتحتمل المضطرب وتهدئ من روع القَلِق. تشفي أوجاع، وتُطلق طاقات بكلمات وأفعال الحبّ والتشجيع.
- نعرف أن كثيرين سيقفوا أمام الله ليشهدوا عن مجهولين طالت حياتهم في الظِل يسندوا ويدفعوا الناس مِن وسط آلامهم. هؤلاء الشهود سيقفوا بجوار مَن سندوهم وكانوا لهم حجر معونة قائلين «هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ».
- حال تغيّر شاول، وحين عودته من طرسوس مُتجهًا إلى أورشليم، حتمًا وقف في المكان الذي شهد فيه الرؤيا، وصرخ في أعماقه: «هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ»، «وَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ.»..
- معونة الله تدفع المبتدئين بمشاعر إمتنان لدى الله، أم الأقوياء فتدفعهم بتكليف وبرسالة وبذل ليكونوا رجالًا وجنودًا لا مثيل لهم.
- اضطهاد الكنيسة الأولى والهراطقة كانوا بمثابة قوة دفع للكنيسة لا لإجهاضها، وبالفعل شَهَدَ التاريخ على معونة الله وأن الكنيسة لا يمسها سوء..
- حقًا، المجامع المسكونية وسيّر الأبطال هم حجر معونة في قلب الكنيسة.
- طوبى لكل خادم، وكل أب وأم كانوا حجر معونة لمَن خدموهم..
- بين موقعة الإنكسار والإنتصار عشرين عامًا، والفاصل بينهم صبر وتمرس وتوبة.
- الجهاد داخل المخدع حجر معونة وشاهد حق وانتصار حقيقي لإنسان ورجل الله.
- الزوج الناجح هو مَن يقرن كل موقف بـ «حجر معونة». يكتب ويُسجِّل في «كراسة وسِجل إحسانات» ليُعلِّم أولاده أن سر المعونة: «الكنيسة التي في بيتك».
- تمسك برجاءك.. فلكل ضيقة وحيرة «معونة».
- المسيح هو حجر الزاوية والمعونة الحقيقية، وأبو السلام وكل عِزة وانتصار.