وضع مفاعلان نوويان في ولاية نيوجيرزي في شرق الولايات المتحدة الثلاثاء خارج الخدمة بسبب الاحوال الجوية السيئة الناجمة عن الاعصار ساندي، كما اعلنت الشركتان المشغلتان للمفاعلين.
وقالت شركة "الخدمة العامة للكهرباء والغاز" (بي اس ايه جي) ان المفاعل "سالم 1" الواقع في هانكوكس بريدج على ضفة نهر ديلاوير تم وضعه خارج الخدمة بعدما توقفت عن العمل اربع مضخات مياه من اصل ست يضمها، مؤكدة ان المفاعل المجاور في هوب كريك يعمل بصورة طبيعية.
وقالت الشركة في بيان نشر عند الساعة 05:00 تغ ان "وضع المفاعل مستقر حاليا". وقرابة الساعة 12:00 تغ، اكد متحدث باسم الشركة ان المفاعل ما زال متوقفا عن العمل، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وليل الاثنين الثلاثاء وضع خارج الخدمة ايضا مفاعل ثان يبعد عن الاول حوالى 50 كلم ويقع شمال نيويورك على ضفة نهر هادسون، كما اعلنت الشركة المشغلة له على حسابها على تويتر.
وقالت شركة انترجي التي تدير مفاعل انديان بوينت ان المفاعل اخرج من الخدمة بسبب "مشاكل في الشبكة الكهربائية الخارجية"، مؤكدة عدم وجود "اي خطر على السكان" او على العمال.
كما أعلنت محطة نووية أخرى في ولاية نيوجيرسي حالة التأهب، على خلفية تصاعد مياه النهر التي تطل عليه مع قدوم إعصار ساندي، في الوقت الذي قام فيه منظمون فيدراليون بإرسال مفتشين لمراقبة الأوضاع هناك جنباً إلى جنب مع تسعة محطات أخرى مهددة من قِبل الإعصار، الذي جاء ليشكل أكبر اختبار للصناعة الأميركية منذ تلك الأزمة المماثلة التي وقعت في اليابان قبل أكثر من 18 شهراً.
واتخذت تلك المحطة وهي "أويستر كريك" التابع لشركة "إكسيلون كورب" ذلك الإجراء ليلة أمس بسبب ارتفاع منسوب المياه في المنطقة التي تستقبل بها المياه، وذلك وفقاً لما ذكرته اللجنة التنظيمية النووية الأميركية في بيان لها بهذا الخصوص.
كما أُوقِفت العمليات بمحطتين أخرتين بولاية نيويورك، على حسب ما ذكرت وكالتا الأسوشيتد برس ورويترز في تقارير منفصلة. وانتقل ساندي، أكبر عاصفة استوائية تضرب المحيط الأطلسي، بطول الساحل الشرقي على مدار 5 أيام قبل أن يضرب منتصف ساحل الأطلسي يوم أمس، على عكس الزلزال والتسونامي الذين أصابا محطة فوكوشيما داي- إشي اليابانية في آذار/ مارس عام 2011. وربما مازال بمقدور ساندي أن يؤثر على المياه المطلوبة للتبريد أو على صلات المحطة بالطاقة الخارجية.
وعلّق على ذلك بيتر برادفورد وهو مفوض سابق باللجنة التنظيمية النووية في رسالة بعث بها لوكالة بلومبيرغ عبر البريد الإلكتروني :" يبدو أن بعض المحطات ستفقد على الأرجح إمكانية الوصول إلى شبكة الكهرباء، ربما لفترات زمنية طويلة".
وتابع :" وهذا ليس بالأمر غير الشائع، وقد سبق وأن تم تحذيرهم منه، على عكس ما حدث مع محطة فوكوشيما. وهو الدرس الذي ينبغي تعلمه وأن نتحضر له جيداً".
من جهتها، قالت شركة "إكسيلون" المشغلة لمحطة "أويستر كريك" إنه لا توجد مشكلة في وضع معدات أمان وأنه لا توجد أية تهديدات ذات صلة بالأمان أو الصحة العامة. وأضافت الشركة أنه تم رفع درجة التأهب القصوى حين ارتفع منسوب المياه بمقدار ستة أقدام ( 1.8 متر ) فوق مستوى سطح البحر، وهو البداية لرفع درجة التأهب والاستعداد.
ورغم أن الشركة، التي يوجد مقرها في شيكاغو، سبق لها أن وصفت محطة " أويستر كريك" على صدر موقعها الإلكتروني بـ "المحطة القوية والمحصنة" القادرة على تحمل أصعب الظروف المناخية، إلا أنها أشارت يوم أمس إلى أنها أعادت وضع معدات خاصة بحالات الطوارئ، وقامت بتنشيط اتصالات دعم، وكثفت من تواجد أطقم العمل في محطاتها الثلاثة الموجودة ببنسلفانيا التي يهددها الإعصار.
إلى ذلك، أفادت بلومبيرغ بأن اللجنة التنظيمية النووية التي يوجد مقرها في واشنطن قامت بإرسال مفتشين مزودين بهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية إلى مفاعلات من ماريلاند إلى كونيكتيكت. وقالت اللجنة إن جميع المحطات ما تزال في أمان.
وفي بيان لها قال رئيس اللجنة أليسون ماكفارلين :" نظراً لشدة واتساع نطاق تلك العاصفة التاريخية، تراقب اللجنة عن قرب كافة محطات الطاقة النووية التي قد تتأثر نتيجة لذلك. وسيستمر إيفاد مفتشينا الإضافيين إلى المواقع التي تتزايد احتمالات تضررها، وذلك على مدار الساعة، للتحقق بشكل مستقل من بقاء تلك المحطات في أمان حتى زوال تلك العاصفة وما بعدها".
وأوضح محللون أن فقدان الطاقة الخارجية، اللازمة لعمليات التبريد، ستشكل اختباراً للتعديلات التي تتم في المحطات في أعقاب تسبب التسونامي الذي ضرب اليابان قبل نحو عام ونصف في حدوث تسريبات إشعاعية بمحطة فوكوشيما داي- إشي.
وقال دايف لوكبوم وهو مدير مشروع الأمان النووي لدى اتحاد العلماء المهتمين :" مثلما كان الحال في محطة فوكوشيما، بدأ ينظر أصحاب المحطات في ارتفاعات الفيضانات وسرعات الرياح وغيرها من العوامل التي حدثت في الموقع وقاموا بتصميم محطاتهم لعدم تكرار ما حدث من قبل. لكن عندما تصل الطبيعة مستويات جديدة، مثلما حدث في محطة فوكوشيما، فإن عناصر الحماية السابقة ربما لا تكون كافية".
وفي مقابلة أجريت معه، أوضح أرثر موتا، رئيس برنامج الهندسة النووية لدى جامعة ولاية بنسلفانيا، أن محطات الطاقة النووية الأميركية مجهزة تجهيزاً جيداً بما يتيح لها التعامل مع كافة التهديدات بما فيها ساندي، ومن حيث المخاطر النسبية، فإن محطة الطاقة النووية تعتبر أكثر أماناً من معظم الأشياء الأخرى القريبة".