فى مثل هذا اليوم 26مارس1966م..
سامح جميل
محمد القصبجي (15 أبريل 1892 - 26 مارس 1966)، ملحن وموسيقار مصري.
ولد بالقاهرة، تخرج من مدرسة المعلمين كان يهوى الفن منذ صغره. وكان يقوم بأداء الأدوار القديمة في الحفلات الساهرة وأصبح زميلا لمطربي هذا العهد أمثال (علي عبد الهادي – زكي مراد – أحمد فريد – عبد اللطيف البنا – صالح عبد الحي). أهم أعماله الفنية وأشهرها كان مع أم كلثوم.
نشأته
نشأ في عائلة موسيقية حيث كان والده أحمد القصبجي مدرساً لآلة العود وملحناً لعدة فنانين، نما لدى القصبجي حب للموسيقى منذ صغره وتعلق بها، ولكنه لم يحد عن طريق العلم فالتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الأزهر الشريف حيث درس اللغة العربية والمنطق والفقه والتوحيد، ثم التحق بعد ذلك بدار المعلمين التي تخرج منها معلماً.
كان على القصبجي أن يلتحق بالسلك التعليمي ووالده أراد له احتراف العمل الديني ولكن هواه للموسيقى لم يبرد في صدره، اشتغل بعد تخرجه في مجال التعليم ولكنه لم ينقطع عن الموسيقى، تمكن القصبجي من إتقان أصول العزف والتلحين وساعدت ثقافته العامة في خوض غمار هذا المجال باقتدار وبدأ يعمل في مجال فن، ثم ترك مهنة التدريس وتفرغ تماما للعمل الفني، وكانت أول أغنية له من نظمه وتلحينه ومطلعها «ما ليش مليك في القلب غيرك» وتم تسجيل هذه الأغنية بصوت المطرب زكي مراد والد الفنانة ليلى مراد، وكان أحد مشاهير المطربين في ذلك الوقت، وهنا بدأت رحلة القصبجي الاحترافية في عالم الفن.
أعماله الفنية
أول عمل تلحيني احترافي له هو دور (وطن جمالك فؤادي يهون عليك ينضام) من كلمات شاعر عصره الشيخ أحمد عاشور، ثم انضم إلى تخت العقاد الكبير عازف القانون بعد أن أعجب به هو والمرحوم مصطفى بك رضا رئيس نادي الموسيقى الشرقية، في عام 1920 اتجه القصبجي اتجاها آخر في تلحين الطقاطيق، والتي كتبها الشيخ يونس منها طقطوقة «بعد العشا» وطقطوقة «شال الحمام حط الحمام» وفي 1923 استمع محمد القصبجي إلى أم كلثوم وكانت تنشد قصائد في مدح الرسول وأعجب بها وفي عام 1924 لحّن أول أغنية لأم كلثوم وهي «آل إيه حلف مايكلمنيش» وظل من ذلك اليوم يعاونها لآخر يوم في حياته، كما ينسب إليه فضل التجديد في المونولوج الغنائي بداية من «إن كنت أسامح وأنسى الآسية» إلى «رق الحبيب» غناء كوكب الشرق أم كلثوم، وقد كان في كل هذه الألحان وغيرها، وباعتراف أبرز الموسيقيين والنقاد، زعيم التجديد في الموسيقى المصرية.
في عام 1927 كوّن القصبجي فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع العازفين أمثال محمد العقاد للقانون وسامي الشوا الملقب بأمير الكمان وكان هو عازف العود في الفرقة، ولم يتوقف عند الشكل التقليدي للفرقة الموسيقية العربية فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان.
قدم القصبجي ألحاناً عديدةً للسينما وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال 50 عاما وقدم للمسرح الغنائي الكثير، فقد قدم لمنيرة المهدية عدة مسرحيات هي: «المظلومة» و«كيد النسا» و«حياة النفوس» و«حرم المفتش» كما قدم لنجيب الريحاني ثلاثة ألحان في أوبريت «نجمة الصباح».
و قام القصبجي أيضاً بتلحين الفصل الأول من «أوبرا عايدة» الذي غنته أم كلثوم في فيلمها عايدة في أوائل الأربعينات وكان محمد القصبجي يتطور ولكن في إطار المحافظة على النغمة الشرقية الأصيلة.
تتلمذ على يديه في العزف على العود الموسيقار محمد عبد الوهاب
على مقعده الخشبي رضي بالجلوس وراء «أم كلثوم» محتضنا عوده لسنوات، مؤثرا أن يكون عضواً كباقي أعضاء فرقتها وهو الموسيقار الكبير، الذي أثرى الموسيقى العربية بالعديد من الأعمال التي كانت سببا في تطورها. هذا هو العملاق محمد القصبجي، الذي لحّن لنجوم الطرب في عصره، بدءاً من منيرة المهدية وصالح عبد الحي ونجاة علي، مرورا بليلى مراد وأسمهان، وانتهاء بكوكب الشرق أم كلثوم، التي عشق العزف على آلة العود في فرقتها ليظل بجوارها، حتى أنه عندما مات في نهاية الستينات ظلت «أم كلثوم» محتفظة بمقعده خاليا خلفها على المسرح تقديرا لدوره ومشواره معها.
القصبجي وأم كلثوم
لحن محمد القصبجي لأم كلثوم ملا يقل عن 72 أغنية، بينها بعض الأغاني المفقودة، بدأت بأغنية «قال إيه حلف» عام 1924، وانتهت بالأغاني الثلاثة التي لحنها لها في فيلم فاطمة عام 1947. وجميع هذه الأغاني من تأليف أحمد رامي، عدا 5 أغانٍ.
القصبجي مع أحمد رامي: تُعتبر ثنائية القصبجي مع رامي هي الأغزر إنتاجاً بين الثانائيات الكلثومية، وقد لحن القصبجي لأم كلثوم من تأليف أحمد رامي حوالي 67 أغنية هي: قال إيه حلف، أحبك وإنت مش داري، أيها الفلك، خيالك في المنام، طالت ليالي البعاد، هايم في بحر الحياة، أخذت صوتك من روحي، إن حالي في هواها، أيقظت في عواطفي، البعد طال، تراعي غيري وتتبسّم، تشوف أموري، زارني طيفك، سكتّ والدمع تكلّم، صحيح غرامك، صدق حبك مين يقول، قلبك غدر بي، ما تروق دمك، ولحد إمتى ح تدراي، إن يغب عن مصر سعد، حبيت ولا بانش على، خلي الدموع دي لعيني، إن كنت أسامح، بعدت عنك بخاطري، الشك يحي الغرام، يا روحي بلا كتر أسية، ياللي وفالك قلبي، يصعب عليّ، إنت فاكراني، خاصمتني، عنييّ فيها الدموع، محتار يا ناس، يا عشرة الماضي، يا غائباً عن عيوني، يا فايتني وأنا روحي معاك، ياللي إنت جنبي، ياللي جفاك المنام، ياللي شغلت البال، ليه تلاوعيني، انظري، فين العيون، ليه يا زمان كان هواي، يا طير يا عايش أسير، ياللي ودادك صفا لي، حيرانة ليه يا دموعي، يا ريتني كنت النسيم، ياللي راعيت العهود، يا ما ناديت من أسايا، منيت شبابي، نامي نامي، يا بهجة العيد السعيد، ياللي صنعت الجميل، يا مجد ياما اشتهيتك، يا نجم مالك حيران، الزهر في الروض، طاب النسيم العليل، يا فؤادي غن ألحان الوفاء، ياللي جافيت ارحم حالي، حرمت أقول بتحبيني، ما دام تحب بتنكر ليه، لاح نور الفجر، إحنا وحدنا، أوبريت عايدة (الجزء الأول)، عطف حبيبي، يا قلبي بكرة السفر، رق الحبيب، ياللي انحرمت الحنان.
القصبجي مع بيرم التونسي: من نظم بيرم التونسي، ولحن القصبجي غنت أم كثلوم يا صباح الخير ياللي معانا، ونورك يا ست الكل.
لحن أغنية واحدة لكلٍ من: حسين حلمي المانسترلي (تبعيني ليه)، ومصطفى نجيب (الليل أهه طال)، وعلي شكري (ينوبك إيه من تعذيبي).
وفاته
توفي في 26 آذار (مارس) 1966 عن عمر 74 عاماً قدم فيها للموسيقى العربية آثاراً وإثراءات ثمينة، وأضاف للموسيقى الشرقية ألواناً من الإيقاعات الجديدة والألحان السريعة والجمل اللحنية المنضبطة والبعيدة عن الارتجال، كما أضاف بعض الآلات الغربية إلى التخت الشرقي التقليدي، اعتبره كثيرون الموسيقي الأفضل متفوقاْ بذلك على أسماء أخرى كبيرة كسيد درويش وعبد الوهاب.!!