Oliver كتبها
بالمسيح يسوع صارت الأرض بيت حسدا.موضع الرحمة.و صرنا فى زمن المراحم الإلهية.لأنه بالصليب شفى البشر من موت الخطية و أعطانا دمه ترياقاً من سم الحية .غسلنا بالماء و الروح و أبرأنا.
-بركة بيت حسدا كانت طريقة جديدة من طرق الله لمخاطبة شعبه.فى كل زمن كان الله يدبر لشعبه طرقاً ليخاطبهم.مرة بالآباء من آدم إلى يعقوب ثم بالأنبياء و بالقضاة و الملوك .فى أرضه بنى هيكله.و جعله موضع للسلام. ثم صنع أمراً عجيبا بمنحه الشفاء من مياه بركة بيت حسدا .هناك خاطب المرضى بالملائكة..كان العيد لأولئك عيدين.عيد الناموس ثم عيد الشفاء لكن المسيح لم يكتف بهذا بل صار بشخصه القدوس أصل و فرحة الأعياد. منح نفسه لنا عيداً للخلاصنا الذى لا ينقطع أبدا لأنه عيد أبدى.
-كانت مياه البركة راكدة حتى يحركها الملاك و تبقى القلوب هكذا راكدة حتى يحركها الروح القدس.ينزع يبوسة الفكر و قساوة الحواس الروحية فتدب فينا حرارة محبة المسيح لذلك نطلب الروح القدس دوماً.
-هذه واحدة من سبع معجزات شهد لها إنجيل يوحنا.كان يوحنا منفيا فى جزيرة يونانية حين كتب إنجيله.و كان الله يخاطب به اليونان كما اليهود.لم تكن هذه معجزة شفاء إنسان فحسب.بل مواجهة لثقافة وثنية تدعى أن مياه أحواض معابد اليونان القديمة مقدسة شافية بسبب الإله إسكليبوس(إله الشفاء الإغريقى).كان هناك اكثر من 400 حوض مياه للشفاء حول المعابد حسب الاعتقاد اليونانى.اليونانيون منتشرون وسط اليهود و للمسيح تدبير شفاء لمعتقداتهم الوثنية لذلك جاء إلى بركة (حوض) بيت حسدا ليشفى الجسد و يشفى المعتقد الفاسد الذى روجه اليونانيون .كانت رسالة تقدم المسيح الشافى لليونانيين و المسيح المحرر من حرفية الناموس لليهود بشأن السبت ليدركوا غمر مراحم الله.المسيح كان يقدم شفاء للشعوب كما للأفراد.
- عند البركة لا يفرق نوع المرض أو إستحالة الشفاء منه .لا يهم عمر المريض أو جنسه أو أى شيء يخصه.الأمر الوحيد هو أنه يطرح نفسه في البركة أولاً حين تتحرك المياه الراكدة بواسطة الملاك.إنه درس المفغرة الحقيقية من رب المجد يسوع.لا يهم كم الخطايا أو مدى بشاعتها المهم أن ننطرح بها قدام الرب.عند المسيح الشفاء للجميع و ليس لمن يسبق.لا نعلم كيف كان يأتى الملاك.هل كل يوم أو كل عيد أو كل ماذا؟ أما المسيح فهو فاتح أحضانه كل الوقت كل الحياة ينادى المتعبين ليريحهم.
- الرب يسوع بعدما شفى المفلوج عاد فوجده فى الهيكل كما وجد المولود أعمى.الآية عند الرب هى مقدمة لبدء علاقة شخصية معه. لم تقودنا الآيات و أعمال الله لعلاقة خاصة مع المسيح فلا منفعة من المعجزات.
-المسيح ساتر الناس,ستر المرأة التى ضبطت فى ذات الفعل قائلا لا تعودى تخطئى أيضاً يو8: 11.و ستر الرجل المفلوج قائلا لا تعود تخطئ أيضاً,يو5: 14, المسيح يدفعنا إلى مستقبل مختلف و حياة أفضل.يوجه أفكارنا إلى الحذر من الخطية و هذا عمل الضمير الصالح.الذى هو صوت الروح القدس فينا.
-أهم سؤال ليس لماذا مرضت و لماذا أخطأت و لماذا بقيت ثمانية و ثلاثون عاماً.لكنه ببساطة هل تريد أن تبرأ؟هل تريد مغفرة خطاياك؟هل تريد أن تتحرر ؟هل تريد المسيح؟ حين تبرأ لا تكتف بشفاءك.إذهب و إخبر الناس عن المسيح,بشرهم بأنه الشافى القادر على أن يلاشى الضعف و الأوجاع و شيخوخة القلب.
-الرب يجعل من هذه الآية خبرة روحية مشجعة لنا.يتقوى بها رجاءنا مهما طال زمن الضعف.نثق من خلالها بمسيحنا الأقوى من ضعف الضعفاء.لا رحمة في بيت حسدا إلا لما يأتيها المسيح و لا رحمة فى القلب إلا لما يسكنه المسيح و طوبي للرحماء.