نماذج مشرفة: سيدة الكرم ..والدة جرجس بارومى..والدة الطفل شنودة ..أمهات 4 أطفال المنيا
فى هذا اليوم الذى نحتفل به بعيد الأم و تظهر قصص كفاح أمهات مثاليات ، فكان لنا أن نعرض قصص أمهات لم يتذكرهم أحد ولكنهن يستحقن التكريم لصبرهم وكفاحهم ، بل هن نموذج حقيقى للكفاح نحو العدل والحق ، ورغم عدم انصافهم ولكن استحقوا أن يكون نماذج لا تنسى لمعنى الامومة والصبر والكفاح ، وهنا اعرض لكم اهم هذه النماذج.
أولاً:السيدة سعاد ثابت " سيدة الكرم " 74 عاما
لا يمكن لأحد ان يتخيل ما تحملته هذه السيدة المصرية الاصيلة التى أطلق عليها " شامخة مثل الجبال " ، فهى تعرضت لجريمة لا تغتفر عندما احرق منزلها وتم تعريتها كاملا ، وسط شوارع قريتها " بالكرم " مركز أبوقرقاص بالمنيا فى أحداث مايو 2016 ، ووقفت بكل قوة تدافع عن حقها وحق ابنائها ، وصمدت خلف ابنها الذى سجن لاكثر من ستة أشهر ، فى اتهامه بقضية اقامة علاقة غير شرعية لمحاولة المساومة بشأن حرق منازل اقباط القرية ،وتعرية السيدة سعاد .
وظلت السيدة منذ 2016 يناير من هذا العام صامدة خلف حقها حتى صدر حكم ببراءة المتهمين بتعريتها وتأييد النقض للقرار ، فكانت تصرخ وتقول " حقى عند ربنا " ، ظلت السيدة بمفردها تكافح لاجل حقها ، رغم هجرة ابنائها للخرج بعد هذه الاحداث ، بعد أن أصبحت حياتهم صعبة الاستمرار فى ظل الظروف التى تعرضوا لها ، ليكتب على السيدة ان تدفع ثمن غالى لتعرضها لهذا الظلم ، فلذا طالب الجميع بتكريم هذه السيدة لتكون الأم المثالية .
ثانيا : جرجس بارومى'> والدة جرجس بارومى
هذه السيدة تحملت من لا يستطيع تحمله، ففى عام 2009 ، تعرض منزلها للحرق والتهجير من قريتها بمحافظة قنا ، بعد اتهام ابنها جرجس بارومى بانتهاك عرض طفلها فى قضية ملفقة لاسيما ان ابنها مصاب بالعنة ، ورغم ذلك احترق قلب الام على ابنها الذى حكم عليها ب 15 عاما ولم يتمكن من استكمال حقه فى التقاضى نتيجة ثورة 25 يناير 2011 ، لتبدأ رحلة ألم فى ظل غياب ابنها واصابة زوجها بالشلل ، والذى توفى قبل عامين ، وكان أمله رؤية ابنها جرجس .
ظلت هذه السيدة التى هجرت من محافظاتها من قنا إلى إحدى محافظات الوجه البحرى ، تعيش فى ألم وقلبها يحترق حزنا على ابنها الذى تعلم انه بريء ، وهى تناشد كل عام للإفراج عن ابنها حتى تحتضنه قبل وفاتها بعد وفاة الاب بحسرته لعدم رؤية ابنه ، فكانت هذه السيدة نموذج يستحق التكريم والاحترام .
ثالثاً: السيدة أمال الطفل شنودة'> والدة الطفل شنودة
هذه السيدة التى حرمت من الإنجاب رغم قيامها بعدة عمليات ولكنها فشلت ، فأنعم الله عليه بطفل وجد داخل كنيسته بمنطقة الزاوية الحمراء ، فسلمه كاهن الكنيسة لها لتربيه ، ويصبح ابنها لتعيش أسعد ايام حياتها مع طفلها شنودة وزوجة فاروق ، لمدة أربعة سنوات ، حتى جاء اليوم الأسود فى حياتها ، قدم أحد الشاكين شكوى ضدهم بأن الطفل ليس ابنهم ، ونظرا لأن مصر تحرم التبني ، فتم التحقيق فى القضية ، حتى صدر قرار من النيابة العام فى فبراير 2022 ، بنزع الطفل وإيداعه بأحد دار الإيواء وغير اسمه وديانته .
لتبدأ الام رحلة كفاح تطرق كل الابواب تذهب من حين لآخر تقف امام دار الايواء ، لتصرخ على ابنها ، لم تقف صامتة عن استعادة ابنها ، ذهبت فى كل الاتجاهات من أجل استعادة طفلها بالتبنى ، حتى صدر حكم محكمة القضاء الادارى بمجلس الدولة بعدم الاختصاص بالقضية ، وهنا تواصل النيران فى حرق قلبها حزناً ، وهى تصرخ من أجل طفلها ، وتصر على استكمال مشوارها فى الدفاع عن ابنها ، لتستحق تعاطف الجميع وتضامن الملايين معها فى أكبر قضية للرأى العام ، لتسحق ان تكون نموذج للام المثالية.
رابعا : أمهات 4 اطفال المنيا الذى حكم عليهم 5 سنوات بتهمة ازدراء الاديان .
لا يمكن لاى شخص أن ينسى أمهات أربعة أطفال قرية الناصرية بالمنيا ، الذى قبض عليهم بتهمة ازدراء الاديان ، نتيجة انتقاد تنظيم داعش فى فيديو لا يزيد عن 28 عاما ، حيث قضت محكمة جنح أحداث بني مزار،بحبس أربعة أطفال أقباط تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 عاما من بني مزار بالمنيا، لمدة خمسة سنوات مع النفاذ، في القضية رقم 350 لسنة 2015 جنح بنى مزار.
لتحترق قلوب الأمهات الأربعة ، وتتحول ايامهم الى ألم وحزن ، وهن يشاهدن مستقبل أطفالهم ينتهى بسبب ، أمر لم يرتكبوه ، وتعيش الامهات مأساة حقيقية ، لأيام طويلة ، حتى تم تقديم استئناف على الحكم وخلال هذه الفترة ، سافر الأطفال خارج مصر ، قبل حبسهم ليحكم على الامهات العيش طوال حياتهم دون رؤية أطفالهن ، ولكن كان هذا هو الاختيار الأصعب العيش خارج مصر ، او ان يتم حبسهم وضياع مستقبلهم ، فحقا استحقت الامهات الاربعة الاحترام والتقدير كنموذج عانى الكثير من أجل أطفالهن .