احمد شحاتة
اليوم عيـدك يا أماه،
 لقد دخلت أشعة الشمس من النافذة لتقبل جبينك،
تبارك يوم عيدك،
واستيقظت طيور الحديقة مبكرة لتغرد لك في عيدك،
وتفتحت زهور اللوتس المقدسة على سطح البحيرة لتحيتك،
اليوم عيدك يا أماه فلا تنسي أن تدعو لي في صلاتك للرب

تعكس تلك الكلمات المصرية القديمة أن الأم هى سر رضاء الآلهة و انها مستجابة الدعوات إذ كانت مصر من أبرز الحضارات فى تعظيم مكانة الأم وأسبقها فى الإحتفال بعيدها والذى انتقل لاحقا لمعظم الحضارات وقد تجسدت احتفالات عيد الأم في تحديد يوم سنوي للإحتفال بإيزيس رمز الأمومة وتخليدها على شواهد المعابد و البرديات، كما تضمنت المعتقدات الدينية المصرية العديد من الآلهة من الأمهات كالحتحورات السبعة الحاميات للمولود والأم، وصورتها العديد من التماثيل تقوم بإرضاع طفلها كالآلهة "تاورت" ربة الحمل والولادة والخصوبة، فضلًا عما تضمنته وصايا الحكماء لتقدير الأم

ووثقت إحدى البرديات التى يرجع تاريخها لخمسة آلاف عام ق.م إحتفالات عيد الأم اذ يبدأ مع شروق الشمس، ومن طقوسه بمصر القديمة تزيين غرفة الأم بالزهور وتقديم التماثيل المقدسة لها مثل تمثال"إيزيس" تحمل ابنها حورس وتقدم إليها هدايا من العطور و الزيوت العطرية والملابس، كما كانت الأم تحرص على نظافة طفلها وحمايته من الأمراض والحسد فكانت تستعمل التمائم والتعاويذ التي كان يلبسها الطفل حول رقبته وتذهب به للكهنة لأجل رقيته

ولقب المصري القديم الأم بلقب "نبت بر" أي ربة البيت وقد احتفل بعيد الأم آخر شهور فيضان النيل وهو شهر"هاتـور"بالتقويم المصري القديم وهو وقت خصوبة الأرض في مصر، ولقد شبه المصريون القدماء الأم بنهر النيل الذي يهب الحياة والخصب والخير والنماء.

وإذا ما أنتقلنا إلي الأدب المصري القديم فأننا نجد النص التالي وهو مكتوب علي متون احد المقابر  علي لسان احد الاباء ( تذكر أمك التي كثيرا ما تحملت عبئك ولم تتركه لي ؛ ولما التحقت بالمدرسة و تعلمت الكتابة فيها ظلت تواظب دوني علي الذهاب اليك بالخبز و الماء ؛فمتي كبرت واتخذت زوجة لك واستقريت معها في بيتك ضع امام نصب عينيك كيف ولدتك أمك ؛ وكيف كانت تربيتها لك )

ومن نصائح الحكيم "اني"  من الاسرة الثامنة عشر (ضاعف قدر الخبز الذي تعطيه لأمك ؛ واحملها في كبرها كما حملتك في صغرك ) وقال ايضا ( قدم الماء لأبيك وأمك وأياك أن تغفل هذا الواجب حتي يفعل ابنك مثلك عندما تشيخ )
مصر القديمة 
احمد شحاتة