الثلاثاء ٣٠ اكتوبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
هذا موعدنا الشهري بأن نهرب من السياسة ومشاكلها، والاقتصاد ونكباته، وننسى مسودة الدستور لنرفه على أنفسنا، وفي هذه المرة، سنذهب للسيما حيث يكره السلفيين، ولا يحبذ الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، ليس عنداً فيهما، وإنما رغبة مني في الابتعاد، واستغلال يوم الأجازة الشهري من الحديث عن كوارث الإخوان.
أحدثك عزيزي القارئ عن فيلم إكس لارج، وهو فيلم بطولة أحمد حلمي الذي اعتدت منه أن يقدم كوميديا راقية إلا فيلمه صايع بحر فيما دون هذا فهو ينتقل من درجة لدرجة نحو الأرقى، حتى أجبرني على احترامه حين قدم فيلمه آسف للإزعاج على أي حال ليس موضوعنا أحمد حلمي لكن فيلمه الذي دارت قصته حول مجدي صاحب الجسد السمين جداً والمتمتع بموهبة الرسم، وتلتف حوله البنات معتبرينه صديقهم أو صديقتهم، ولا يفكرون فيه على أنه زوج ولا حبيب، وكل واحدة منهن تحكي له مشكلتها وسرها، وهو يحاول حل مشاكلهن، وبحثاً منه عن الحب يتذكر حبيبة الطفولة، ويراسلها فتتوقع شكله على أنه جان من جانات السيما، وحين يراها آملا أن يكون شكلها مكعبل حبتين ليتوازى مع سمنته المفرطة فتمر الحكاية ويحبوا بعض ولكنه يجدها دنيا سمير غانم، وما أدراك ما دنيا سمير غانم، فيخبئ عليها أنه مجدي وتصدقه، لكن خاله الذي يشابهه في السمنة المفرطة يخبرها ولا تخبره بأنها عرفت، وتصدمه بعد أن تكون أحبته وأحبها، بأنه مجرد حالة في الماجستير الذي تدرسه عن السمان، ويموت خاله بسبب السمنة، ويقرر يخس ويستعيد إرادته، ويعود لدنيا سمير غانم، غير أن الفيلم يركز على كيفية قبولنا للآخر بنواقصه وعيوبه، وطبعاً هذا ليس دعاية لأي جماعة سرية لنقبلها ببلاويها ومصايبها لأن شرط قبولنا لنواقص الآخر أن يكون له أي ميزة متميز بها، وأن يكون محاولاً الإقلاع عن نقيصته أو لا تكون نقيصته بيده، أما الجماعة إللي بلاويهم كتير وعايزين يجبرونا عليهم، فدول لا قبول لهم إلا إن استيقظ ضميرهم.
نسيت أن أقول لك، أن في خلفية أحداث الفيلم يسلط الضوء على فتاة من صديقات مجدي تبحث على الفيسبوك عن فتى تحبه، ولذلك نجدها تتلون بألوان الطيف لترضي كل واحد تقع عينيها عليه من خلال النت، فتتحجب في مرة، وتعمل صينية في مرة أخرى، وفي كل مرة تفشل لأن الحقيقة بتبان في النهاية، والكذب مالهش رجلين، تفتكروا صحابنا إللي مع الأمريكان عاملين مودرن ومع الإسرائيليين عاملين أصدقائهم الأوفياء، ومع المتطرفين أقرانهم عاملين نفسهم بتوع شرع الله، حايجي عليهم اليوم ويبانوا على حقيقتهم للناس جمعاء ويعرفوا إن الكذب مالهش رجلين والتلون نهايته مش كويسة، والناس تفارقهم كما فارق الشباب تلك البنت المتلونة والمتحولة التي حاولت الإيقاع بهم؟!.
وفي الختام، لكم مني ألف سلام من كاتب لا بيهدأ ولا بينام لتقديم كل جديد لأحباؤه القراء مهم كلفه هذا من تعب، فكله يهون علشان خاطر أحلى قراء، أشوفكم الشهر القادم إن عشنا وكان لنا نشر.
المختصر المفيد المتلونون والكذابون وغير المعترفون بعيوبهم ونقائصهم ليس لهم مكان يننا، ولن نقبلهم من كبيرهم لصغيرهم.