كتب - محرر الاقباط متحدون
ابدى المفكر والطبيب خالد منتصر، إعجابه الشديد بافلام توم هانكس، وذلك في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك ، حمل عنوان "#رجل_اسمه_أوتو" ، وجاء بنصه :
توم هانكس بالنسبة لي كارت رابح على الدوام،أبحث عن أفلامه وأنتظرها بشغف شديد،دقة اختياراته تجعلني واثقاً من أنني سأستمتع بسينما مختلفة ومتجددة، شاهدت أمس آخر أفلامه رجل اسمه أوتو ،فيلم بسيط ليس به أبطال خارقون أو أكشن مثير ،لكنه حكاية درامية يتخللها بعض اللايت كوميدي ، لكنها من فرط عاديتها مدهشة ، فالفن دائماً ينفذ الى ماخلف العادي وماهو في عمق البسيط، أوتو أندرسون مهندس متقاعد جاد جداً يحب العزلة ،جاف في كلامه ،كلامه مختصر ،عاشق للنظام وكاره للفوضى ،يقطن منطقة سكنية هادئة ،بيوتها صغيرة ،وهو دائم النقد لكل التفاصيل بداية من السير الخاطئ للسيارات الى عدم الالتزام بوضع الكانز في سلة القمامة المخصصة لها ،يحتمل جيرانه فظاظته لأنه ينقذهم ويساعدهم في اصلاحات منزلية كثيرة لا يتقنونها ، تنقلب حياته عندما تقتحمه ماريسول جارة مكسيكية حامل ثرثارة ، وزوجها الذي لايتقن شيئاً وطفلتاها الشقيتان، هي جارة توده وتسأل عليه لمجرد أنه جار ، تطبخ له أطباقاً مختلفة وترسلها له ، تتودد اليه برغم جفائه ، بالتدريج نعرف أنه أرمل فقد زوجته سونيا التي ماتت بالسرطان ،وكان قد فقد قبلها الجنين الذي كان ينتظره عندما انقلب الأتوبيس أثناء عودتهما من شلالات نياجرا ، فقد الجنين وشلت الزوجة الى أن ماتت ، يحاول أوتو أن يلحق بها ، قرر الانتحار ، فالحياة لم تعد تستحق ، وهو يعتبر كل من حوله حمقى وأغبياء، حاول شنق نفسه وفشل ، ضرب نفسه بالرصاص وفشل، بالغاز وفشل ، الوقوف أمام القطار ولكنه بدلاً من الموت تحول الى بطل قومي عندما أنقذ راكباً كان بجانبه وسقط على قضبان القطار ، أحس من خلال تلك الجارة المكسيكية المقتحمة أنه من الممكن أن يوجد في حياتك المملة أشخاصاً يحبونك ويقدرونك لذاتك ، من خلال التعامل والحوار معها ،بدأت طبقات الجليد السميكة تذوب رويداً رويداً من حول شخصيته وتظهر نواته الحقيقية ، يبدأ في استعادة علاقته مع جاره القديم الذي شاركه البدايات والمصاب الآن بخرف الشيخوخة ،يساعده هو وزوجته في الانتصار على شركة العقارات التي تريد تحويل تلك المنطقة الى كومباوند سكني وتغري السكان بالمال لكي يهجروها ،يساعد العائلة المكسيكية بالمال ويترك لهم بيته وسيارته ، قلبه المتضخم الكبير كان سبب موته وسبب بقاء ذكراه محفورة في قلب وروح وعقل جيرانه ، ذهب ليدفن بجانب زوجته التي كان يزور قبرها بانتظام ليتحدث اليها ومعه القط الذي كانت لديه فوبيا وفي نهايات الفيلم قبله رفيقاً في البيت ينام على سريره !!!
قال سارتر من قبل الآخرون هم الجحيم
يقول أوتو الآن الآخرون هم الحل والنجاة .