Oliver كتبها
أنت هو الأب الذى فرح برجوع إبنه.نحن هو الإبن الذى ضل.أنت الذى قطع أصعب الخطوات فى الطريق.خرجت من بيتك مسرعاً نحو الجلجثة فإلتقينا.فاتحاً ذراعيك على صليب.فى حضنك ماتت الخطية بالدم.تبدلت ثياب لوثتها الخنازير بثياب المجد.كلنا كغنم ضللنا.مال كل واحد إلى كورته رافضاً البيت الملوكى.قصة الحب المستحيل تألقت و الموت مات فى تفاصيلها.
-أين أب للتائهين غيرك.أين حب للمعدمين سواك. فيما أنت لا ينسى نراك تتناسى كل ما مضى منا و كل ما مضينا إليه. أفكارنا المقززة لا تمنع عنا حنانك.روائح خطايانا الكريهة لا تحجب عنا مراحمك.لذلك تحلو العودة إليك.بحالنا المزرى نعود.بكل خزى الفاشلين نرجع إليك.بإفلاس من كل الفضائل و جوع إلى كل بر نلهث نحو حضنك و نرتمى.فأنت أب لمثلنا و من مثلك يحتوينا يا ينبوع الرحمة و حصن الخلاص.
-أين أب مثلك. ملك مهوب يعامله البنون بالجفاء فيحتمل.يرثونه حياً فيقبل بل يموت خصيصاً لكي أبناؤه ترث حياته .كيف يصفك القلب الذى أحبك.كيف يراك الإبن الذى تمرد عليك فلم تنزع عنه أبوتك.الأعجب أن الإبن ليس هو الذى وقع فى حضن أبيه بل الأب هو الذى وقع فى حضن إبنه لأنه إشتاق جداً لخلاصه.
-فى معموديتك غسلت القادمين من الكورة البعيدة.حممتهم فصار الطهر نصيبهم. ألبستنا حذاءاً من عندك لنسلك فى طريق وصاياك.إنه عمل روحك و سراج إنجيلك الذى يقود خطواتنا.يفصل بيننا و بين العالم.فلا يلحقنا التلوث.فى معموديتك تلاشت كل غربتنا و بدأ عز الأبناء.
-وهبتنا جسدك و دمك فلم يعد ممكناً إختطافنا إلى الماضى.ثبتنا فيك و ثبتت فيك حقوقنا كأبناء.جسدك هو الخاتم الذى رد لنا السلطان و أعادنا إلى الملوكية.أطعمتنا خبز الملائكة لأنك أحببتنا أكثر من ذاتك.
-عاين القلب قلبك.أنت تفرح بعودتنا أكثر من فرحتنا بتوبتنا .صوتك المتهلل القائل ينبغي أن نفرح هو الذى يفرحنا.هتافك بمن كان ميتا فعاش و كان ضالاً كمن يفتخر بإبنه رغم وضاعة ما فعلناه و ما جنيناه.هذا الإفتخار الأبوى يعيد لنا ثقة البنين.تداوى النفس أيضاً و الجسد.ترد للروح الحياة و تجدد كل الكيان.
-إبنى هذا كان ميتاً فلم أتركه فى موته .مت أنا و عاش هو.نزلت أنا و رفعته هو.إبنى هذا ظل إبنى حتى و هو يرفضنى .أبقيت له المراحم.هو رفضنى و أنا لم أرذله.إنه صغيرى و أنا أعرف جهله لذلك سأخلصه.
- طيب هو إله التائبين.يقطع كل الطريق من أجل الخروف الضال..يقطع نصف الطريق لأجل الإبن الضال .ينقذ عند بئر يعقوب و في بيت زكا العشار يبيت ليكمل خلاص أهل البيت بأكملهم .يخلص فى اللحظة الأخيرة اللص الذى يحتضر. يفتش عنا كل مراحل التيه. لا يتأفف من حال خاطئ يتوب.فلا تيأسوا من أنفسكم مهما كانت السقطات و الضعفات لأن مخلصنا حريص على إنقاذنا حتى من أنفسنا.
-لا يعرف حب الأب مثل الذى أنكره ذات يوم ثم عاد يرتمي فى أحضانه.لا يعرف قيمة البيت إلا الذى تاه منه فى الكورة البعيدة.لا يعرف قيمة الخبز إلا الذى جاع و لم يجد كسرة.لا يعرف قيمة الخاتم إلا إبن الملك الذى فقد السلطان لفترة.لا يعرف الشبع مثل الذى تسول فإمتنعت حتى الخنازير عن منحه خرنوبها.لا يعرف عظمة البنوة إلا الذى إحتسب نفسه أقل من الأجير عند أبيه.لا يعرف المسيح مثل الذين عاشوا الحرمان منه طويلاً.شكراً لله الذى فى كل يوم يضم إلى حضنه المزيد و المزيد من الأبناء الضالين العائدين.