اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس انبا نركيسوس الأسقف (١ برمهات) ١٠ مارس ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم من سنة 222 م. تنيح الأب القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس، وهذا الأب قدم إلى بيت المقدس في سنة 190 م. في عهد الكسندروس قيصر الذي كان محبا للمسحيين وكان هذا الأب قديسا كاملا في جميع تصرفاته، فرعى شعبه أحسن رعاية، ولم يلبث قليلا على كرسيه حتى مات الكسندروس، وقام بعده مكسيميانوس قيصر، وهذا أثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل عددًا كبيرا من الأساقفة وغيرهم، وهرب البعض تاركا كرسيه
أما هذا الأب فقد منحه الله موهبة صنع العجائب، ففي ليلة عيد القيامة كان الزيت قد نفذ من القناديل، فأمر أن تملأ ماء فأضاءت. واستنار الجميع في تلك الليلة من ضوء تعاليمه أيضا. ولكن عدو الخير لم يسكت، فحرك البعض ضده، فاتهموه بخطية النجاسة، وكان جزاء الله مرا على أولئك الكاذبين، إذ مات أحدهم محروقا، واندلقت أمعاء آخر، وذاب جسم الثالث من دوام المرض، وقتل رابع، وتاب الخامس ذارفا الدموع معترفا بذنبه.
أما القديس فذهب إلى البرية واختفى فيها لئلا يكون بقاؤه سببا في عثرة أحد، وأذ لم يعرف من أمره شيئا، اختاروا عوضه آنسانا اسمه ديوس، فقام زمانا ثم تنيح فقدموا آخر اسمه غوردينوس. ولما انقضى زمان الاضطهاد عاد الأب نركيسوس إلي أورشليم فقابله شعبه بفرح عظيم. وطلب إليه غورينوس أن يتسلم كرسيه فلم يقبل وآثر الوحدة. فألح عليه أن يبقى معه بالقلاية فأقام معه سنة تنيح على أثرها غورينوس، فتسلم القديس نركيسوس كرسيه. وكان قد كبر وضعف جدا، فطلب من أبنائه أن يختاروا أسقفا آخر عليهم فأبوأ.
وحدث أن الكسندروس أسقف القبادوقية حضر إلي بيت المقدس ليصلى ويعود، ولما هم بالرجوع بعد العيد اذا بالشعب يسمع صوتا عظيما في كنيسة القيامة يقول " اخرجوا إلي باب المدينة الفلانى، وأول من يدخل منه فهذا امسكوه وأبقوه مع نركيسوس ليساعده. فكما خرجوا إلي الباب التقوا بالأسقف الكسندروس فرجوه أن يقيم مع الأب نركيسوس، فقبل بعد تمنع شيد، ولبث معه إلى أن تنيح، وكانت مدة جلوس هذا الأب على كرسى الأسقفية سبعا وثلاثين سنة، وجملة حياته مائة وست عشرة سنة.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
ولإلهنا المجد دائما أبديا امين...