الأقباط متحدون - البابا شنودة الرابع
أخر تحديث ٢٠:٢٠ | الأحد ٢٨ اكتوبر ٢٠١٢ | ١٧ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٢٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

البابا شنودة الرابع


بقلم: زكريا رمزى زكى 
يوم 18 نوفمبر من العام الجارى سيقف القائمقام أمام البابا الجديد ويسأله عن اسمه الجديد فسينطق بان اختار اسم " شنودة " فتنطلق الألحان مدوية فى أرجاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية معلنة للعالم كله أن البابا الجديد هو البابا شنودة الرابع , ويقف القائماقام ليقرأ على البابا الجديد التقليد الخاص بتسليمه عصا الرعاية , حينها ستدق كل قلوب الأقباط متمنية الأزمنة المديدة لراعيها الجديد , ولكن تفكيرهم سيذهب الى مجموعة من المطالبات والأسئلة التى يودون أن يوجهوها الى أبيهم الجديد.
 
انهم فرحين وقلقين فى نفس الوقت فرحين لأنهم أصبحوا تحت رعاية بطرك جديد وقلقين لأن الوضع السياسى فى البلاد غير مستقر قالأقبط يتعرضون الى متاعب كثيرة , فالأقباط فى الاونة الأخيرة صاروا دائمى الصيام والصلوات من أجل استقرار الكنيسة واختيار راعى جديد حسب ارادة الرب 
وأمام اضطراب الأحوال السياسية داخل مصر وخارجها . .. يمكننا أن نطرح السؤال الهام . ماذا يريد الأقباط من راعيهم الجديد, خليفة مارمرقس وخليفة معلم الأجيال الذى ترك فراغا كبيرا فى القلوب.
 
البابا الجديد أمامه تحدى كبير جدا هو أن يجمع الأقباط حوله من جديد ويجعلهم قلب واحد ويد واحدة كما كان يفعل الراحل الكبير البابا شنودة فهى مهمة ليست بالسهلة أمام خروج حركات كثيرة داخل الكنيسة ووجود مجموعة من المطالبات مثل السماح بالزوجة الثانية والزواج المدنى الخ.. فجمع الأقباط ليس معناه أن يعاد ادخال الاقباط الى داخل أسوار الكنيسة ومنعهم من المشاركة السياسية أقصد هنا لم الشمل الروحى أى العقائدى .
 
وارضاء الجميع مع تنفيذ تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس ,  فعندما يفعل مثل ذلك سيتربع على قلوب الاقباط جميعا .. أما التحدى الثانى أو المطلب الثانى هو وضع قانون جديد لاختيار الكهنة والأساقفة ومتابعة أعمالهم فى خدمة الناس وليس التعالى على الناس , ويتم ابعاد من عليه شبهات تثبت بالأدلة من الأساقفة الكبار الموجودين ومن الكهنة والرهبان , فالسيد المسيح لم يخجل من عمل ذلك لمن حاول اصلاحه مرات واخيرا قال له خير لك لو لم تولد .. أما التحدى الأخر هو علاقة الكنيسة بالدولة , فالنظام السياسى للدولة تغير والمسيطر على الحكم الآن هو تيار الاسلام السياسى , الذى يرى دائما أن الأقباط هم أهل ذمة أى مواطنين من الدرجة الثانية.
 
فعلى البابا الجديد أن يطلق يد الحركات السياسية القبطية للعمل فى مجال السياسة وادماج الأقباط فى الحياة العامة لأن تجربة عزلهم أثبتت فشلها فالأقباط مؤثرين فى الحياة العامة جدا لكن سنوات عولهم جعلتهم مرتعشى الأيادى لا يريدون الاختلاط باخوتهم المسلمين لبناء وطن جديد على أساس المحبة وحقوق الانسان ، الأقباط مثقفون لكن تنقصهم الرعاية الصالحة التى تنبع من المرشدين الذين يهتمون بهم ليل نهار .
 
الأقباط متدينون لكنهم بعيدين عن ممارسات التدين يريدون من يجذبهم اليها فياسيدى البابا الجديد هناك كهنة كثيرون لا يبالون بأمر الرعية وكل ما يهمهم هو جمع الأموال وشراء السيارات والشقق والأراضى ان كنت لا تعلم فاعلم الآن لكى تبدأ على دراية .. وهناك تحدى آخر شائك وهو يعتبر حلم لمسيحى العالم أجمع ألا وهو وحدة الكنيسة أى أن تتحد كل الطوائف المسيحية تحت سقف واحد وتحت رعاية واحدة فهل يمكن أن يعيد البابا الجديد عصر الكنيسة الواحدة عن طريق الاتفاق مع الطوائف الأخرى على ذلك وتذليل الصعاب والعقبات أمام هذا الأمر.
 
هل يمكننا أن نرى اليوم الذى يصلى فيها المسيحيين فى مكان واحد ؟ أنه حلم صعب التحقيق لكن الله عودنا على انه اله المستحيلات لكن لكل شىء تحت السموات وقت . أمام كل الدعوات والأصوام والمطالب التى تتم من أجل البابا الجديد يبقى العون الالهى فى انتظار القادم ونعتقد أنه سيكون عون كبير لأن الأيام صعبة فارفعوا صلوات من أجل راعينا الجديد كى يدبر أمور الكنيسة بحكمة أمين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع