كتبت: رضوى النبراوي
المحطة التالية محطة ( كوتسيكا) سوف يفتح الباب جهة اليسار   مين فينا ماسمعش المقولة دى و هو راكب المترو خط حلوان

شخصيتنا النهاردة ( الخواجة اليوناني تيوخاري كوتسيكا)

كتير مننا مايعرفش كوتسيكا أو زي ما بنقول ( كوزيكا) الا انه اسم إحدى محطات المترو خط حلوان

كوتسيكا ده خواجة يوناني ليه الفضل في صناعة الكحول ( السبيرتو) اللي كان مهم جدا في المستشفيات وصناعة الكولونيا و الخمور و كنا بنستورده

سنة ١٨٩٣ مسيو كوتسيكا اختار منطقة صحراوية اسمها طره بعيده عن العمران السكاني و بني مصنعه الأول من نوعه فى مصر لصناعة الكحول  و بالصناعة دى استفاد منه جدا جميع مستشفيات مصر و مصانع الكولونيا و الخمور و اتوسع كمان و بني مصنع للنشا و الجلوكوز

وفي يوم من أيام العمل سنة ١٩١٦ بالمصنع افجرت احدى الغلايات في عامل مصري و بسرعة مسيو كوتسيكا نقله بسيارته الخاصة لاقرب مستشفى بس للأسف اتوفى العامل  

مسيو كوتسيكا زعل عليه جدا و قال لو كان فيه سيارة مجهزة  كان هيعيش و لو كان في مستشفيات في كل مكان كان هيتلحق

بسبب الحادثة دى مسيو كوتسيكا اشتري اول سيارة إسعاف مجهزة من ألمانيا وادخلها مصر و له الفضل الكبير في إنشاء وحدة الإسعاف المتنقلة  في مصر سنة ١٩١٦  و مش بس كدا ده أقام على نفقته الخاصة و بدون مساعدة الحكومة المصرية انذاك ببناء أول وأكبر مستشفى يوناني في مصر في مدينة الإسكندرية و جهزها بأحدث الأجهزة في الوقت ده و العلاج فيها كان مجانا لكل الفئات

و سنة ١٩٦١ صدر قرار تأميم المصنعين تحت اسم الشركة المصرية لصناعة النشا و الجلوكوز و المصنع أصبح مهجورآ لحد ما اشترته سنة ٢٠٠٤ شركة ( امريكانا)

أما أكبر و اول مستشفى يوناني في مصر إتأممت هي كمان و بقت دلوقتي مستشفى ( جمال عبدالناصر للتأمين الصحي) بالإسكندرية
الخواجة كوتسيكا اتوفى سنة ١٩٦٢ يعني بعد سنة واحدة بس من قرارات التأميم و المصريين كلهم قبل الجالية اليونانية ودعوه في جنازة كبيرة جدا مهيبة في الإسكندرية بعد وصيته انه يندفن في الإسكندرية

مع كل سيارة إسعاف نشوفها في الشارع نفتكر الخواجة كوتسيكا هو اللي دخلها مصر على نفقته الخاصة و السبيرتو اللي بنستخدمه في المستشفيات هو ليه الفضل في صناعته في مصر، فلم يتبقى من امبراطوريته و سيرته الا اسم لمحطة مترو  (صباح الخير على الجميع)